أبو الغيط يعلن تسوية الخلاف بين تونس والرباط.. ونفي مغربي

06 سبتمبر 2022
أعلن أبو الغيط تسوية الخلاف بعد اجتماع بين وزيري خارجية البلدين (Getty)
+ الخط -

نفى مصدر دبلوماسي مغربي، ليل الثلاثاء، تسوية أزمته غير المسبوقة مع تونس، على خلفية استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إبراهيم غالي، بمناسبة قمة "تيكاد" اليابانية الأفريقية التي احتضنتها تونس يومي 27 و28 أغسطس/آب الماضي.

وقال مصدر دبلوماسي مغربي، لـ"العربي الجديد"، تعليقاً على ما صرّح به الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بشأن تسوية الخلاف بين البلدين، إنه "لم تكن هناك أي تفاهمات بخصوص الأزمة مع تونس، ومن المبكر جداً الحديث عن تسويتها"، مشيراً إلى أنه لا يمكن حل الأزمة الحالية في إطار لقاء عقد في الجامعة العربية.

ونفى المصدر ذاته، حدوث لقاء بين وزيري خارجية البلدين، بل حصل في إطار لقاء متعدد الأبعاد حضره عدد من وزراء الخارجية العرب، موضحاً أن الخلاف المغربي التونسي حدث حول نقطة خلافية في البيان الختامي تتعلق بتحفظ الرباط من الإشادة بمخرجات قمة "تيكاد 8".

وقال إن حديث الأمين العام للجامعة العربية عن تسوية الخلاف بين المغرب وتونس كان حول مخرجات قمة "تيكاد 8" وليس الأزمة الدبلوماسية التي دخلتها علاقات البلدين منذ 26 أغسطس/آب الماضي،  مشيراً إلى أن التصريحات المنقولة عنه لم تكن دقيقة ووقع لبس بشأنها".

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قد أعلن في وقت سابق أمس، أنه جرت تسوية الخلاف بين تونس والمغرب على خلفية مؤتمر "تيكاد 8"، وذلك في لقاء تشاوري بالقاهرة ضمن أعمال المجلس الوزاري العربي.

وذكر أبو الغيط، في مؤتمر صحافي عقد بالقاهرة، مساء الثلاثاء، أن الرؤية المغربية المخالفة للموقف التونسي الأخير قد جرت تسويتها، لافتاً إلى أنه عُقد لقاء ثنائي بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره التونسي عثمان الجرندي، في إطار اجتماع تشاوري مغلق استمر نحو ساعة ونصف، قبيل الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية.

ولم تظهر إلى حد الساعة أية تفاصيل عن مضامين التسوية المغربية التونسية للأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين. ويرى الباحث في العلاقات الدولية بوبكر أونغير، أن العلاقات المغربية التونسية ستعود إلى سابق عهدها، لأن ما يجمع الشعبين المغربي والتونسي من تاريخ مشترك وحرص على إحياء المغرب الكبير، والجالية المغربية المهمة بتونس، كلها عوامل تجعل استمرار الأزمة المغربية التونسية في حكم المستحيل.

وأوضح الباحث المغربي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن العلاقات المغربية التونسية كانت متميزة واستثنائية منذ استقلال البلدين، إلا أن مياهاً كثيرة جرت تحت جسر هذه العلاقات، منها التطورات الكبيرة التي يعرفها العالم منذ نهاية سنة 2019 حيث جائحة كورونا التي قوضت اقتصاديات عدد من الدول الصغيرة، ومنها تونس، ما جعل اقتصادها رهيناً.

ولفت إلى أن "الأزمة الروسية الأوكرانية كان لها وقع كبير على العلاقات البينية بين المغرب وتونس، التي أصبح رئيسها يميل أكثر إلى الجزائر بفعل حاجة بلاده لأموال يضخها في الاقتصاد التونسي"، معتبراً أن "الفاعل الرئيسي المستجد في الملف هو الدور الفرنسي الذي بات يلعب على وتر التفرقة بين الدول المغاربية".

وكانت الخارجية المغربية قد أعلنت، في 26 أغسطس/آب الماضي، استدعاء سفيرها في العاصمة التونسية جراء "عمل تونس على مضاعفة المواقف والأفعال السلبية المستهدفة المملكة المغربية ومصالحها العليا"، التي كان آخرها استقبال الرئيس التونسي زعيم جبهة "البوليساريو".

وقالت الخارجية المغربية، في بيان: "بعد عمل تونس على مضاعفة المواقف والأفعال السلبية المستهدفة المملكة المغربية ومصالحها العليا، فإن تصرف تونس في إطار (تيكاد) يؤكد هذا النهج بوضوح".

ولفتت إلى أن "تونس عملت على معاكسة رأي اليابان، بخرق مسار التحضير للمنتدى والقواعد الموضوعة لذلك، وقررت بشكل أحادي دعوة الكيان الانفصالي"، معتبرة أن "الاستقبال الذي خصصه رئيس تونس لقائد الانفصاليين فعل خطير غير مسبوق، ويؤذي كثيراً مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية".

في المقابل، أعلنت الخارجية التونسية، في بيان لها، أنها "حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء، التزاماً بالشرعية الدولية، وهو موقف ثابت لن يتغير، إلى أن تجد الأطراف المعنية حلاً سلمياً يرتضيه الجميع".

ووصفت التصريحات المغربية بأنها "تحامل غير مسبوق"، قبل أن تخلص إلى استدعاء سفيرها، لتدفع بذلك الأزمة إلى حافة القطيعة الدبلوماسية، ولا سيما بالنظر إلى البيان المغربي الذي اعتبر استقبال زعيم "بوليساريو" في تونس "موقفاً معادياً لعلاقات الأخوّة التي جمعت دائماً البلدين".

المساهمون