أبرز مضامين خطاب بايدن: ميناء في غزة وهجوم على ترامب ودعم لأوكرانيا

08 مارس 2024
استمر خطاب بايدن 68 دقيقة وحظي بمتابعة كبيرة (رويترز)
+ الخط -

اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن سلفه دونالد ترامب بتهديد الديمقراطية والخضوع لروسيا كما سعى لتهدئة الغضب من دعمه للحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك في خطاب لـ"حالة الاتحاد" استعرض فيه مواقفه ضمن سعيه لإعادة انتخابه في وقت لاحق من العام الجاري.

وتحدث الرئيس الأميركي أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ لمدة 68 دقيقة، في خطاب حظي بمتابعة كبيرة من أجل الاطلاع على أداء الرئيس البالغ من العمر 81 عاما ومقترحاته السياسية.

ووجه بايدن انتقادا مباشرا لترامب، متهما إياه بالتستر على حقيقة هجوم السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على الكابيتول والخضوع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعرقلة مشروع قانون لتشديد القيود على الحدود الأميركية مع المكسيك.

وفي ما يتعلق بالشرق الأوسط، أكد الرئيس الأميركي أنه يعمل على التوصل لوقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل، وحذر الأخيرة من استخدام المساعدات التي يحتاجها قطاع غزة ورقة للمساومة.

هجوم حاد على ترامب

استهل بايدن خطابه بالقول إن الديمقراطية مهددة في الداخل والخارج، وانتقد ترامب بسبب تعليقاته التي دعا فيها بوتين إلى غزو دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأخرى إذا لم تنفق المزيد على الدفاع.

وقال بايدن: "الآن يقول سلفي، الرئيس الجمهوري السابق، لبوتين: افعل ما تريده... أعتقد أن هذا أمر شائن وخطير وغير مقبول".

كما وجّه الرئيس الأميركي، الذي يضغط على الكونغرس لتوفير تمويل إضافي لأوكرانيا لحربها مع روسيا، رسالة لبوتين مفادها أن الولايات المتحدة "لن تتخلى" عن حليفتها.

وردّ ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشال) بانتقاد بايدن، وكتب: "قال إنني انحنيت للزعيم الروسي. لقد أعطاهم كل شيء، بما في ذلك أوكرانيا".

وأعطى الخطاب فرصة لبايدن، الذي تراجعت معدلات شعبيته، للتحدث مباشرة إلى الملايين عبر شاشات التلفزيون عن رؤيته في ما يتعلق بتوليه الرئاسة لولاية أخرى مدتها أربع سنوات.

وقارن بايدن بين مواقفه ومواقف ترامب بشأن الديمقراطية وحقوق الإجهاض والاقتصاد.

واتهم بايدن ترامب والجمهوريين بمحاولة إعادة كتابة التاريخ في ما يتعلق بأعمال الشغب في الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني من عام 2021 التي قام بها أنصار للرئيس السابق كانوا يسعون لإلغاء فوز بايدن بانتخابات عام 2020.

وقال بايدن: "سلفي وبعضكم هنا يسعون إلى دفن الحقيقة بشأن السادس من يناير. لن أفعل ذلك... لا يمكنكم أن تحبوا وطنكم إلا عندما تفوزون".

ويواجه بايدن استياء بين التقدميين في الحزب الديمقراطي بسبب دعمه لإسرائيل في حربها على غزة، ومع ذلك تم استقباله بالهتاف والتصفيق.

وتظهر استطلاعات الرأي تقاربا شديدا في السباق المرتقب بين بايدن وترامب (77 عاما). وتجري الانتخابات في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وشدد بايدن على دعمه للحق في الإجهاض وتعهد بجعله قانونا للبلاد إذا صوّت الأميركيون لمصلحة عدد كاف من المشرعين الديمقراطيين.

وأكد مجددا سعيه لجعل الأثرياء والشركات يدفعون المزيد من الضرائب، وكشف عن مقترحات تشمل زيادة الحد الأدنى للضرائب على الشركات والأميركيين الذين تزيد ثرواتهم عن 100 مليون دولار.

كما شنّ الرئيس الأميركي هجوماً عنيفاً على سلفه ترامب بسبب الخطاب المناهض للمهاجرين الذي ينتهجه الملياردير الجمهوري. وقال بايدن: "لن أشيطن المهاجرين قائلاً إنّهم يسمّمون دماء بلادنا"، مقتبساً تصريحاً لسلفه، مطالباً الكونغرس بإصلاح قوانين الهجرة.

ميناء عسكري لإيصال المساعدات إلى غزة

سعى بايدن إلى تهدئة الغضب الذي يشعر به كثيرون في حزبه من دعمه للحرب الإسرائيلية على غزة. وأعلن أن الجيش الأميركي سيشيد ميناء مؤقتا على ساحل القطاع على البحر المتوسط لاستقبال المساعدات الإنسانية عن طريق البحر.

وقال بايدن: "للقيادة الإسرائيلية أقول: المساعدات الإنسانية لا يمكن أن تكون أمرا ثانويا أو ورقة مساومة... حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن يكونا أولوية".

بايدن: أكثر من 30 ألف فلسطيني قتلوا في غزة معظمهم ليسوا من حماس

وبينما شكك بايدن في المراحل الأولى من حرب غزة بالأرقام المعلنة عن عدد الشهداء الفلسطينيين، قال في خطابه إن أكثر من 30 ألف فلسطيني قتلوا في قطاع غزة وأن جلّهم ليسوا أعضاء في حركة حماس.

ولفت بايدن إلى أن "لإسرائيل الحق في ملاحقة حماس حتى النهاية"، مؤكدًا أنها تتحمل مسؤولية عدم استهداف المدنيين عند تنفيذ هجماتها.

وقال: "أودت هذه الحرب بحياة مدنيين أبرياء أكثر من كل الحروب السابقة في غزة مجتمعة، لقد قُتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، معظمهم ليسوا أعضاء في حماس، قُتل الآلاف والآلاف من النساء والأطفال، وتيتم الأولاد والبنات"، مجددا تأكيده أن الحل السياسي الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتمثل في حل الدولتين.

وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأميركي في خطابه إنه يواصل العمل دون توقف من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة سيستمر ستة أسابيع.

بايدن يرد على منتقدي تقدمه في السن

وفيما يبدو ردا منه على المشككين بأهليته للرئاسة بسبب تقدم سنه، اختتم بايدن خطابه بالإشارة إلى عمره، قائلا: "سواء كنت صغيرا أو كبيرا، كنت أعرف دائما ما الذي سيدوم".

وسلط الضوء على أن عمر ترامب قريب من عمره، قائلا: "الآن يرى آخرون في نفس عمري الأمور بشكل مختلف"، في إشارة إلى الاختلاف في وجهات النظر بينهما.

(رويترز، فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون