آمال غربية بوقف حرب غزة قبل 7 ديسمبر

29 نوفمبر 2023
جنود إسرائيليون على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، أمس (جيل كوهن ـ ماغن/فرانس برس)
+ الخط -

تعوّل أوساط دبلوماسية أوروبية على احتمال انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل 7 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بينما تتحدث مصادر مصرية مطلعة عن أفكار أعدّتها القاهرة لمستقبل القطاع. وكشف دبلوماسيون غربيون في القاهرة عن "وجود ضغوط من جانب الاتحاد الأوروبي، لوضع نهاية للحرب في أقرب وقت ممكن".

محاولات أوروبية من أجل إنهاء الحرب

في السياق، أوضح دبلوماسي غربي في القاهرة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "هناك محاولات حثيثة من جانب أطراف أوروبية فاعلة من أجل إنهاء الحرب، أمام الأعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين، وعدم قدرة حكومة الاحتلال على تقديم أدلة قاطعة بشأن تحقيقها نتائج ملموسة في ما يخص تحييد قدرات حماس العسكرية وقادتها الميدانيين والسياسيين في القطاع، الذين تتهمهم بالمسؤولية عن مشهد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو ما جعل الحكومات الغربية عرضة لضغوط شعبية كبيرة".

دبلوماسي غربي: الأطراف الدولية تعوّل كثيراً على تحويل الهدن إلى وقف دائم لإطلاق النار

 

وأوضح الدبلوماسي الغربي، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "هناك آمالاً عريضة لدى دوائر أوروبية، بالتوصل إلى قرار إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، قبل 7 ديسمبر المقبل".

وأضاف أن "الأطراف الدولية تعوّل كثيراً على تحويل الهدن إلى وقف دائم لإطلاق النار"، مشيراً إلى أن "الضوء الأخضر الغربي والأميركي تآكل" جراء ما وصفه بـ"التخطيط والإعداد غير الجيد من الحكومة الإسرائيلية للمعركة".

على صعيد آخر، كشف مصدر مصري مطلع على تحركات القاهرة بشأن وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع، عن "تحركات ومساعٍ حثيثة من جانب الإدارة المصرية، بشأن التوصل إلى رؤية وصياغة لمرحلة ما بعد انتهاء العدوان على القطاع". وقال إن "القاهرة تؤمن بأنه لا بديل لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بتوافق فلسطيني عقب إعادة هيكلة منظمة التحرير والسلطة بشكل عام".

وأوضح أن القاهرة "تبذل محاولات لإقناع الرئيس محمود عباس بالتحول إلى رمز وطني جامع وترك المهام التنفيذية في رئاسة السلطة لشخص آخر يمكن التوافق عليه في الفترة الراهنة، على أن تتولى السلطة بعد ذلك مسؤولية إدارة القطاع مؤقتاً، لحين إجراء انتخابات عامة".

في السياق، أكد رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس بقطاع غزة، باسم نعيم، في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أنه "لم يتم عرض أي رؤى عربية على حركة حماس، بخصوص الوضع في قطاع غزة ما بعد الحرب، بشكل رسمي".

وقال نعيم: "أعتقد أنّ من المبكر الحديث في هذا الموضوع قبل نهاية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكن هذا الأمر لن يُبحَث إلا في إطار فلسطيني وبرؤية فلسطينية جامعة". وبحسب المصدر المصري، فقد "عاد المسؤولون في القاهرة، ليبحثوا مع السلطة الفلسطينية ومحمود عباس، مسألة إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية عقب انتهاء الحرب، وذلك كمخرج سياسي من المأزق الذي يلخصه تساؤل بشأن من يدير غزة عقب انتهاء العدوان".

مصدر مصري: المسؤولون في القاهرة يستشعرون ميلاً من جانب الإدارة الأميركية للطرح المصري

 

ولفت إلى أن السلطة "لا تمانع عقد الانتخابات، شرط أن تُجرى في القدس المحتلة أيضاً، بالتزامن مع قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وهو الأمر الذي سبق أن رفضته حكومة الاحتلال منتصف عام 2022".

اتصالات مصرية ـ أميركية

وأشار المصدر المصري إلى أنه "في إطار محاولات القاهرة لتهيئة الأجواء لطرحها الخاص بشأن غزة، أجرى المسؤولون هناك اتصالات مع الإدارة الأميركية في محاولة لترويج طرحها، طالبوا خلالها المسؤولين في إدارة (الرئيس جو) بايدن، بالضغط على إسرائيل من أجل السماح بإجراء الانتخابات في القدس والسماح للفلسطينيين هناك بالإدلاء بأصواتهم فيها".

وأكد المصدر أن "المسؤولين في القاهرة، يستشعرون ميلاً من جانب الإدارة الأميركية للطرح المصري، في إطار رغبتها في التوصل إلى حل سياسي دائم".

على صعيد متصل، كشف مصدر مصري آخر أن "هناك حالة من عدم القبول بالطرح الذي تحدث عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخيراً، بشأن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، مع نشر قوات دولية أو أميركية أو تابعة لحلف شمال الأطلسي أو عربية، لضمان أمن الجانبين، حسبما ذكره الرئيس المصري عقب لقائه رئيسي وزراء إسبانيا (بيدرو سانشيز) وبلجيكا (ألكسندر دي كرو)".

وقال المصدر إن "هناك دوائر عربية داعمة للقضية الفلسطينية، عبّرت عن رفضها للطرح المصري، معتبرة أنه يمثل تنازلاً كبيراً قبل بدء المفاوضات".