شهد وسط إسرائيل، في المنطقة المسماة "غوش دان" والتي تشمل مدينة تل أبيب والمدن المجاورة لها، منذ ساعات الصباح، إغلاقاً للطرقات واضطراباً في حركة السير، بسبب توافد آلاف الإسرائيليين من المتدينين الحريديم الأرثوذكس لتشييع زعيم التيار الحريدي الأشكنازي حاييم كانيفسكي، 94 عاماً، الذي توفي يوم الجمعة.
وأعلنت شرطة السير، منذ الجمعة، إغلاق عدد من الطرق الرئيسة في وسط إسرائيل، بسبب التوقعات بمشاركة آلاف الحريديم الأشكناز ومجموعات كبيرة من التيار الديني الصهيوني في الجنازة التي انطلقت ظهر اليوم الأحد.
ومع أن كانيفسكي محسوب على تيار الحريديم الأشكناز من الجناح الليطائي، الذي يمثله في الحكومات الإسرائيلية عادة، من دون وزارة رسمية (باستثناء الحكومة الحالية)، حزب "ديغيل هتوراة"، والذي كان يُشار إليه في عالم الحريديم بصفته "وزير التوراة".
وقد اشتهر كانيفسكي، رغم ادعاء أنصاره بأنه لا يشتغل بالسياسة، بمواقفه العنصرية ضد العرب، حيث أطلق على كل من ليس يهودياً الوصف التوراتي "أغيار"، وكان وراء إصدار أكثر الفتاوى عنصرية في إسرائيل في 2010، بمنع بيع بيوت أو أراضٍ في "أرض إسرائيل" إلى "الأغيار" أو "الإسماعيليين"، حتى لو سبب ذلك خسارة كبيرة، وقد وقع حينها على الفتوى، التي حملت اسم "رأي التوراة"، عدد من كبار الحاخامات في إسرائيل.
وبالرغم من ابتعاده عن السياسة اليومية في إسرائيل؛ فإن كانيفسكي كان معروفاً بمواقفه المتطرفة والعنصرية المؤيدة للتيار الديني الصهيوني، وكان من الشخصيات التي استشارها ولجأ إليها رئيس الحكومة الحالية عند انشقاقه قبل أربع سنوات عن حزب "البيت اليهودي" وتأسيسه حزب "يمينا".
كما أصدر كانيفسكي فتوى دينية أجازت لنفتالي بينت في نهاية المطاف ضم الحركة الإسلامية الجنوبية برئاسة منصور عباس، المشاركة تحت اسم "القائمة الموحدة" في الائتلاف الحكومي في دولة الاحتلال، بقوله إنه من الأفضل لليهودية التحالف مع العرب على التحالف مع أحزاب اليسار العلماني، وفق ما كانت نشرته صحيفة "غلوبوس" الإسرائيلية في الأول من إبريل/نيسان 2021، بعد خطاب ألقاه عضو الكنيست منصور عباس في الناصرة، وكان بالعبرية وموجهاً للإسرائيليين، دعا فيه إلى التركيز على القضايا "المدنية" التي تخص المجتمع الفلسطيني في الداخل، في سياق المواطنة الإسرائيلية، متجاهلاً كلياً الاحتلال الإسرائيلي، وزاعماً أنه ليس مع اليمين ولا مع اليسار.
وقد برز اسم كانيفسكي في العامين الماضيين مع تفشي جائحة كورونا، عندما تمرّد على تعليمات دولة الاحتلال، ورفض إغلاق المعاهد الدينية الحريدية والمدارس الدينية، وأصر على إبقائها مفتوحة، ولم يغير موقفه إلا في يونيو/حزيران 2021، عندما دعا أنصاره ومريديه إلى تلقي اللقاحات.