"نطنز" الإيرانية تعرضت لـ"5 تفجيرات كبيرة" خلال الأعوام الماضية وكلمة "مهمة" مرتقبة لخامنئي

01 مايو 2021
عباسي: العدو يختار مناسبات أيديولوجية لتنفيذ عملياته (فرانس برس/ألكسندر كلين/فرانس برس)
+ الخط -

كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السابق، البرلماني فريدون عباسي، الذي يترأس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران، عن أن منشأة "نطنز"، وهي أهم منشأة لتخصيب اليورانيوم، تعرضت لـ"5 عمليات تخريبية كبيرة خلال السنوات الـ15 الأخيرة"، مع الحديث عن وقوع عمليات "صغيرة" أخرى في هذه المنشأة. 

وقال عباسي، في مقابلة مع وكالة "فارس" الإيرانية، اليوم السبت، إن الانفجار الأول وقع خلال عام 2011 عبر "وضع متفجرات في مستشعرات قياس الهواء في أجهزة الطرد المركزي"، مشيراً إلى أن هذه المتفجرات كانت بحجم "العدس"، ووقع الانفجار منتصف الليل. 

وأضاف أن "العدو يختار مناسبات أيديولوجية" لتنفيذ عملياته "التخريبية" في المنشآت الإيرانية، عازياً الهدف من اختيار هذه المناسبات إلى السعي لـ"استعراض القوة". 

وأوضح أن الانفجار الأخير في "نطنز"، يوم الرابع من الشهر الماضي، كان "عبر وضع المتفجرات في الكابلات التي توصل الكهرباء من مركز البطاريات لاستهداف الجزء الأخير من شبكة توزيع الكهرباء بـ"نطنز". خطتهم هذه المرة وجمعهم المعلومات كانت بطريقة جيدة جداً".

وأشار إلى التفجير الآخر الذي استهدف "نطنز" خلال يوليو/ تموز من العام الماضي، قائلاً إنه "كان بسبب زرع متفجرات في طاولة كبيرة للتوازن جرى شراؤها من الخارج"، مضيفاً أن الطاولة "تُستخدم للاختبار النهائي لأجهزة الطرد المركزي قبل تركيبها في المنشأة. والانفجار حدث في هذه النقطة ودمرت الأجهزة".

ودعا البرلماني الإيراني البارز أجهزة الأمن الإيرانية إلى تشديد الإجراءات الأمنية في المنشآت. 

ورفعت إيران درجة نقاء تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمائة، وركّبت أجهزة "IR6" للطرد المركزي (الجيل السادس)، رداً على هجوم "نطنز" الأخير، الذي وقع يوم الرابع من الشهر الماضي، في خضمّ المباحثات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا، بواسطة أطراف الاتفاق النووي لإحياء الاتفاق. 

وأكدت طهران أن التفجير لم يوقف عملية تخصيب اليورانيوم في "نطنز"، معلنة لاحقاً أنها أوصلت الكهرباء إلى الجزء الذي تعطل فيه بسبب "العملية التخريبية" التي وصفتها بأنها "إرهاب نووي"، مع توجيه الاتهام إلى إسرائيل بالوقوف وراءه. 

 كلمة لخامنئي 

على صعيد آخر، أعلنت صفحة موقع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، على منصة "الإنستغرام"، اليوم السبت، أن خامنئي سيلقي غداً الأحد كلمة "مهمة" متلفزة للشعب الإيراني.  

ولم يتحدث الحساب عن محاور كلمة خامنئي المرتقبة، لكن لكونها تأتي في خضم السجال الكبير الذي تشهده إيران على خلفية تسريبات مقابلة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، فعلى الأغلب أن المرشد الإيراني سيعلن موقفه مما ورد على لسان ظريف، فضلاً عن أنه يمكن أن يتطرق أيضاً إلى المباحثات النووية في فيينا

وتعرض ظريف لهجوم حاد خلال الأيام الماضية من أوساط محافظة ومقربة من "الحرس الثوري"، على خلفية التسجيل الصوتي المسرب الذي تحدث فيه عن تأثير "الميدان" و"الدبلوماسية" في السياسة الخارجية الإيرانية. 

وكانت قناة "إيران إنترناشونال"، المتهمة من قبل طهران بأنها ممولة من قبل السعودية، ومقرها لندن، قد نشرت هذا التسجيل الصوتي، يوم الأحد الماضي، وسرعان ما وصل إلى العالم الافتراضي وتداولته مختلف المنصات الإعلامية، وأحدث ما يمكن اعتباره زلزالاً سياسياً. 

والتسجيل المسرب، مدته أكثر من ثلاث ساعات، وهو جزء من مقابلة "سرية" مصورة مع ظريف، لسبع ساعات، أجراها معه الاقتصادي الإيراني، سعيد ليلاز، في فبراير/ شباط الماضي، ولم يكن من المقرر نشر المقابلة التي أجريت خصيصاً لأرشيف الدولة في إطار مشروع لتسجيل "التاريخ الشفهي" لحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي ستنتهي ولايته بعد 3 أشهر. 

ويتهم المحافظون وزير الخارجية بالتقليل من أهمية دور القائد السابق لـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، و"إهانته". 

ويتناول ظريف، في المقابلة المسربة "السرية" التي يشدد فيها عدة مرات على عدم نشرها، مواضيع متعددة مرتبطة بالسياسة الخارجية الإيرانية، منذ تسلّم روحاني السلطة عام 2013 وتوليه الخارجية في ذلك العام.  

وكشف ظريف دوراً روسياً "تخريبياً" في المباحثات النووية التي توجت بالاتفاق النووي عام 2015، واتهمها بالسعي إلى إفشال هذه المباحثات، وتطرق إلى دور سليماني في السياسة الخارجية الإيرانية، وقضية مهاجمة السفارة السعودية في طهران عام 2016، والهجمات الإسرائيلية في سورية ضد مواقع إيرانية، فضلاً عن قضية إسقاط الطائرة الأوكرانية المدنية بالقرب من العاصمة طهران مطلع عام 2020. 

وتحدث ظريف في المقابلة عن "الميدان" العسكري الذي كان يقوده  قاسم سليماني في المنطقة، مؤكداً أن سليماني كانت له الكلمة الأولى في السياسة الخارجية. 

وأوضح أن "الكثير من التكاليف الدبلوماسية التي تحملناها كانت بسبب أن الميدان كان له الأولوية للنظام، وإلى هذا المستوى جرت التضحية بالدبلوماسية لأجل الميدان، وهذا نتيجة أن يكون القرار بيد الميدان".

المساهمون