أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الجمعة، سيطرتها على الوضع في سجن "غويران" (الصناعة) في الحسكة شمال شرقي سورية، إثر هجوم ومواجهات مع عناصر تنظيم "داعش"، وسط أنباء عن تمكن بعض السجناء من الهرب.
وقال المركز الإعلامي لـ"قسد"، في بيان، إن "قسد" أحبطت محاولة فرار جماعية نفذها عناصر "داعش" في سجن "غويران"، فيما تمكنت من القبض على 89 عنصرا في محيط السجن. وأضاف البيان أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في محيط السجن.
وحسب موقع "نورث برس" المقرب من "قسد"، فإن عدد مقاتلي تنظيم "داعش" الذين تمكنوا من الفرار من السجن بلغ 20 سجينًا، فيما تمكن عناصر "داعش" داخل السجن من الاستيلاء على أسلحة بعض حراس السجن قبل أن يفروا بها. وظهرت مقاطع مصورة لعناصر من "داعش" وهم يسيطرون على شخص يبدو أنه أحد حراس السجن، دون التأكد من صحة الفيديو.
من جهته، ذكر مراسل "العربي الجديد" أن 12 مسلحًا من "داعش"، بينهم فتى، قتلوا خلال الاشتباكات التي اندلعت مع "قسد"، فيما تمكن 8 آخرون من الفرار من السجن قبل إعادة القبض على اثنين منهم. كما قتل خلال الاشتباكات عنصران من "قسد" وجرح 15 آخرين، إضافة إلى مقتل خمسة مدنيين.
وأضاف قائلا: "لا يزال الوضع في محيط السجن غير واضح، إذ يبدو أن "قسد" لم تسيطر على الوضع بعد في محيط السجن، حيث فرضت طوقًا أمنيًا على المنطقة دون السماح بالدخول إلى الحسكة، سواء من القامشلي أو الدرباسية، أو أي مناطق أخرى".
وكانت "قسد" قد أكدت، في بيان فجر الجمعة، استمرار "الظروف الأمنية الاستثنائية في محيط سجن غويران بالحسكة والأحياء القريبة بعد الهجوم الأخير الذي نفذته خلايا إرهابية لـ"داعش" على السجن". وأضاف البيان أن خلايا "داعش" تستخدم المدنيين في حيّ الزهور وبعض المناطق في الجهة الشمالية للسجن كدروع بشرية، وذلك بعدما فرّ المهاجمون إلى هذا الحي.
وأضافت أن قواتها "تتوخى الدقة والحذر في التعامل مع هذه الظروف، وتبذل قصارى جهدها لحماية المدنيين كمهمة أساسية في تخطيط وتنفيذ أي مخطط عسكري وأمني".
وفي بيان سابق، ذكرت "قسد" أن "قوى الأمن الداخلي" (أسايش) تمكنت من السيطرة على الاستعصاء الذي نفذه سجناء من عناصر تنظيم "داعش" داخل سجن "غويران".
وقال البيان إنه "بعد إحباط القوى الأمنية محاولة خلايا التنظيم الوصول إلى بوابة السجن، والسيطرة على الاستعصاء، هربت مجموعة من خلايا "داعش" المهاجمة باتجاه حي الزهور والطريق الدولي الواصل ما بين الحسكة ودير الزور". ودعا بيان "قسد" الأهالي إلى عدم إيواء عناصر خلايا "داعش"، والتعاون مع قوى الأمن الداخلي وقوات "قسد"، والإبلاغ عن تلك العناصر.
وأضافت أن قواتها "تتوخى الدقة والحذر في التعامل مع هذه الظروف، وتبذل قصارى جهدها لحماية المدنيين كمهمة أساسية في تخطيط وتنفيذ أي مخطط عسكري وأمني".
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن عناصر "داعش" الفارين أطلقوا النار بشكل عشوائي في حي الزهور وفي محيط السجن، في محاولة للاستفادة من الوضع وفتح ثغرات للفرار من المنطقة، مشيرا إلى أنهم وجهوا تهديدات لأهالي الحيّ وضغطوا عليهم من أجل المساعدة في إخفائهم في منازلهم.
وقال إن طائرات التحالف الدولي لاحقت عناصر "داعش" وقصفت عبر مروحياتها بالرشاشات تجمعًا لإحدى الخلايا التي حاولت الفرار، دون ورود معلومات عن عدد القتلى جراء ذلك، فيما قتلت "قوات مكافحة الإرهاب" التابعة لـ"قسد" اثنين من عناصر "داعش" على أطراف السجن بمساندة مروحيات التحالف الدولي.
ووفق مصادر قريبة من "قسد"، فإن الاستعصاء داخل سجن "غويران" تزامن مع انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مؤسسة "السادكوب" لتخزين وتوزيع المواد البترولية، نفذته خلايا نائمة للتنظيم كانت قد تسللت من الأحياء المجاورة واشتبكت مع قوات "قسد"، فيما أحرق المعتقلون من أفراد التنظيم الأغطية والمواد البلاستيكية داخل المهاجع في محاولة لإحداث الفوضى، وتبع ذلك استقدام تعزيزات عسكرية إلى محيط السجن بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي في المنطقة.
وتعتبر حالات العصيان من المشاهد المتكررة في السجن، إذ نفذ عناصر التنظيم عام 2020 أكثر من استعصاء. ويقع السجن في أطراف حي غويران عند المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، وهو أحد السجون التي تحتجز فيها "قسد" آلاف المعتقلين من عناصر "داعش"، وبينهم نحو أربعة آلاف أجنبي من حوالي 50 دولة.
ارتفاع حصيلة قصف عفرين
وكانت عدة صواريخ وقذائف مدفعية مصدرها مناطق انتشار قوات "قسد" والنظام شمالي حلب قد سقطت، أمس الخميس، على سوق شعبي في المدينة.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن مصادر النيران التي استهدفت مدينة عفرين هي في مدينة تل رفعت بريف حلب والخاضعة لسيطرة مليشيا "قسد"، متوعدة بـ"الرد المناسب" على هذا الهجوم.
وأصيب أمس أيضا ثلاثة جنود أتراك جراء قصف مدفعي لقوات النظام السوري استهدف نقطة المراقبة التركية في بلدة كنصفرة في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب. كما ألقى الطيران الحربي قنابل مضيئة في سماء جبل الزاوية ليلة أمس، إلى جانب القصف المدفعي على بلدات المنطقة، فيما أعلنت فصائل "الفتح المبين" مقتل عنصر من قوات النظام جراء قنصه على جبهة البريج جنوب إدلب.