واصلت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الإثنين، حملات التمشيط والمداهمة والاعتقال والاستنفار الأمني، التي كانت بدأتها أمس الأحد في ريف دير الزور، شرقي سورية، بهدف مواجهة خلايا تنظيم "داعش"، فيما تعرضت لهجوم جديد من مجهولين يرجح أنهم من "داعش"، كبّدها خسائر بشرية.
وذكرت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، أن الأخيرة بدأت أمس حملة تمشيط قرب الحدود السورية - العراقية، بهدف مواجهة تحركات خلايا "داعش" في المنطقة. وأوضحت المصادر أن عمليات التمشيط، التي جرت بمساندة من قوات "التحالف الدولي"، تركزت في منطقة وادي العجيج في الريف الشمالي الشرقي لدير الزور، حيث استمرت طوال يوم أمس وحتى صباح اليوم. وتهدف العملية، بحسب المليشيا الكردية، إلى الحد من تحركات تنظيم "داعش" في منطقة الحدود، ومن المتوقع أن تستمر العملية ككلّ لمدة أربعة أيام.
تركزت عملية "قسد" في منطقة وادي العجيج في الريف الشمالي الشرقي لدير الزور
وكان المركز الإعلامي لـ"قسد" قد أصدر بياناً، مساء أمس، قال فيه إن "قواتنا وقوات التحالف الدولي لمحاربة داعش بدأت، صباح اليوم (أمس)، عملية عسكرية وأمنية واسعة النطاق في منطقة وادي العجيج في الريف الشمالي لدير الزور، بهدف ملاحقة الخلايا النائمة والنشطة لتنظيم داعش الإرهابي، وكشف مخابئ الأسلحة والأوكار التي يستخدمها أعضاء وقادة خلايا هذا التنظيم في المناطق الحدودية مع الجمهورية العراقية. كما تستهدف العملية السيطرة على طرق تهريب الأسلحة والعناصر الإرهابية". وأضاف البيان أن "العملية التي ستستمر لمدة أربعة أيام، بدأت منذ الساعات الأولى للصباح بضربات صاروخية عدّة نفذتها قوات التحالف، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة والتحليق المكثف لطائرات الاستطلاع."
وأوضحت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن حملة "قسد" في منطقة العجيج تزامنت مع استنفار أمني لها في ريف دير الزور الشرقي، ومع حملات دهم واعتقال في منطقة المعابر النهرية في بلدات الصبحة والدحلة والحوايج شرق دير الزور، حيث جرى اعتقال مجموعة من الأشخاص واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وكانت المليشيات الكردية قد شنّت سابقاً، بدعم من "التحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة، حملات أمنية وعسكرية عدة على المعابر النهرية عند ضفة الفرات الخاضعة لـ"قسد"، ابتداءً من ناحية الباغوز شرقاً، وصولاً إلى الحدود الإدارية بين دير الزور والرقة غرباً. وتستخدم تلك المعابر لتهريب المدنيين والنفط بين مناطق "قسد" والنظام السوري، كما تقول "قسد" إن تلك المعابر تسمح بعبور خلايا "داعش" بين طرفي البادية السورية، شمالي وجنوبي نهر الفرات.
وتزامناً مع حملة "قسد" في وادي العجيج، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن مجهولين يرجح أنهم تابعون لـ"داعش" هاجموا حافلة تقل عناصر من "قسد" في قرية الكبر بريف دير الزور الغربي، ما أسفر عن مقتل أربعة عناصر وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
قتل 4 عناصر لـ"قسد" في هجوم على حافلة كانت تقلّهم في قرية الكبر
وأوضحت المصادر أن الحافلة كانت تقل عناصر مجندين حديثاً لدى "قسد"، التي كانت تنقلهم من أحد مراكز التجنيد التابعة لها، والذي يسمى "مكتب الدفاع الذاتي"، إلى جبهات القتال في دير الزور، بعد خضوعهم للتدريب في أحد معسكراتها.
يذكر أن "التحالف الدولي" ضد "داعش" في سورية والعراق، جلب مساء أمس مزيداً من التعزيزات العسكرية واللوجستية إلى قواعده العسكرية في مناطق "قسد"، والتي دخلت من معبر اليعربية ووصلت إلى قاعدة "التحالف" في منطقة رميلان، شمال شرقي الحسكة.
اختطاف قيادي من حلب
إلى ذلك، اتهمت مليشيا "الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون"، المعروفة باسم "المقاومة السورية" والحليفة لقوات النظام السوري، المخابرات التركية باختطاف أحد قياداتها في حلب في نهاية أبريل/ نيسان الماضي، غير أن مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد" عن احتمالية اختطافه من قبل مليشيا إيرانية.
وأصدرت الميليشيا بياناً، اليوم الإثنين، قالت فيه إنه في الـ29 من أبريل/ نيسان، وعند الساعة السادسة مساء، انقطع التواصل مع من وصفته بـ"الرفيق المقاوم" رمزي جميل حسين، المكنى بـ(أبو سامي).
ولرمزي جميل حسين اسم آخر هو أحمد شان قايا.
في المقابل، حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر مطلعة في حلب أكدت أن حسين، القيادي في الميليشيا التي يقودها علي كيالي، المعروف باسم "معراج أورال"، أُختطف من مدينة حلب، أثناء توجهه إلى مقر الميليشيا في حي "هنانو" داخل مدينة حلب، علماً أن جميل هو المسؤول الأول عن مكتب "الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون" في حلب.
وأشارت المصادر إلى أن أبو سامي على خلاف كبير مع أحد قادة الميليشيات الإيرانية في المنطقة منذ شهر تقريباً، بسبب منزل في مساكن هنانو استولت عليه الميليشيات الإيرانية واتخذته مقراً لها، وتعود ملكيته لأحد الأشخاص المقربين من القيادي جميل، المقيم خارج البلاد، ما قد يذهب باحتمالية اختطافه من قبل الميليشيات الإيرانية المنتشرة في حلب.
وينحدر رمزي جميل، أو أحمد شان قايا، من مدينة أنطاكيا الحدودية مع سورية.
الأسد يصدر مرسوماً بشأن عسكريين
أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد، الإثنين، أمراً إدارياً بإنهاء الاحتفاظ والاستدعاء للضباط، وصف الضباط، والأفراد الاحتياطيين العاملين في جيش النظام اعتباراً من بداية يونيو/ حزيران، بشرط توفر الإمكانية للاستغناء عن خدماتهم، وفق ما نقلت صفحة "رئاسة الجمهورية" التي يديرها المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري.
وشمل المرسوم كلاً من الضباط المحتفظ بهم الملتحقين بالخدمة الاحتياطية ممّن بلغت خدمتهم الاحتياطية الفعلية سنتين فأكثر حتى نهاية مايو/ أيار الجاري، والأطباء البشريين الاختصاصيين في إدارة الخدمات الطبية ممّن بلغت خدمتهم الاحتياطية الفعلية سنتين فأكثر حتى نهاية مايو/ أيار الحالي، وصف الضباط والأفراد المحتفظ بهم والملتحقين بالخدمة الاحتياطية ممّن بلغت خدمتهم الاحتياطية الفعلية ليس أقل من سبع سنوات ونصف، وأكد الأمر الإداري أنه سيتم تسريح الفئات المذكورة أعلاه وفقاً لإمكانية الاستغناء عن خدماتهم.