شنّت طائرات حربية روسية صباح اليوم السبت عدة غارات على قرية في ريف إدلب الغربي شمال غربي سورية، فيما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة في مدينة إدلب، ويأتي ذلك بينما يتواصل التوتر بين الجيش التركي ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي قامت بمغازلة النظام السوري بتسليم معتقلين له، وسط ترقب لعملية عسكرية تركية محتملة.
وذكر الناشط حسان محمد لـ"العربي الجديد" أن الطائرات الروسية شنّت غارات عدة استهدفت مزرعتين في قرية مشمان في الريف الشمالي لمدينة لجسر الشغور غربي إدلب، ما أدى إلى إصابة شخص واحد على الأقل بجروح خطيرة.
وأشار محمد إلى أن الغارات جاءت بالتزامن مع قصف قوات النظام مناطق في محاور التماس بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
كذلك أفاد الناشط بانفجار عبوة ناسفة بسيارة في مدينة إدلب، لم يسفر أيضاً عن وقوع إصابات بشرية. وأوضح أن السيارة تعود لقيادي في إحدى الفصائل المحلية، وقد نزل منها قبل وقوع الانفجار.
اشتباكات ريف حلب
في غضون ذلك، دارت اشتباكات، الليلة الماضية، بين الجيش الوطني السوري وقوات "قسد" على جبهة الدغلباش غربي مدينة الباب، في ريف حلب. وأوضح الناشط محمد الشمالي لـ"العربي الجديد" أن الجانبين استخدما الأسلحة الثقيلة والمتوسطة خلال الاشتباكات التي لم تسفر عن وقوع خسائر بشرية.
وفي السياق نفسه، دفعت تركيا بمزيد من التعزيزات إلى مواقعها في سورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن رتلاً تركيّاً يضم دبابات ومدفعية ثقيلة وناقلات جند مجنزرة وعربات مدرعة دخل صباح اليوم إلى مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك في إطار استقدام القوات التركية و"الجيش الوطني" المدعوم من قبلها تعزيزات عسكرية إلى المناطق الحدودية المقابل لمدينة عين العرب (كوباني) التي تسيطر عليها قوات "قسد".
رتل تركي يضم دبابات ومدفعية ثقيلة وناقلات جند مجنزرة وعربات مدرعة دخل صباح اليوم إلى مدينة الباب
من جانبها، زرعت الوحدات الكردية ألغاماً أرضية في محيط منطقة تل رفعت شمالي حلب، على خطوط التماس مع نقاط تمركز عناصر الجيش الوطني، وفق "الأناضول".
وذكرت الوكالة أمس الجمعة أن 4 شاحنات روسية الصنع وصلت إلى مواقع سيطرة تلك الوحدات في محيط مطار "منغ" العسكري، وأفرغت كميات كبيرة من الألغام المضادة للأفراد والدبابات، قبل أن تقوم قوات "قسد" بنقل الألغام ووزّعتها على خطوط الجبهة في قريتي تنب وجلبل بريف مدينة تل رفعت.
وأشارت إلى أن قوات "قسد" أرسلت مؤخراً تعزيزات عسكرية إلى خطوط الجبهة مع مدينتي مارع وإعزاز الواقعتين تحت سيطرة الجيش الوطني السوري.
وسيطرت "قسد" على مدينة تل رفعت عام 2016 بدعم جوي روسي، ومنذ ذلك الحين تستخدم المدينة قاعدةً لشن هجمات على الجيش الوطني السوري والقوات التركية في مناطق شمال غربي سورية.
قسد تغازل النظام
في شرق البلاد، ذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أن جهاز الأمن العام التابع لـ"قسد" سلّم 24 عنصراً من الدفاع الوطني وقوات النظام المعتقلين لديه في مدينتي الحسكة والقامشلي إلى قيادة قوات النظام السوري الموجودة في المربع الأمني بالحسكة بإشراف الشرطة العسكرية الروسية.
ووفقاً للمصدر، قضى هؤلاء العناصر في سجون "قسد" فترات تراوحت ما بين ستة أشهر وعام، وقد تم أُسروا خلال مشاجرات أو اشتباكات جرت في وقت سابق داخل مدينتي الحسكة والقامشلي.
كذلك رفعت "قسد" الحصار المفروض على المربع الأمني التابع للنظام في مدينة القامشلي بعد إزالة حواجز القوتلي مدينة الشباب ومدرسة الصناعة وفقاً لشبكة فرات بوست.
ورأى ناشطون أن هذه المبادرات من جانب "قسد" تجاه النظام تأتي في سياق التقارب بين الجانبين برعاية روسية، والذي يتزايد عادة عند شعورهما بخطر مشترك في مواجهة تركيا، وذلك في ظل التوقعات بشن أنقرة عملية عسكرية في المنطقة.