"قسد" تسمح لعناصر النظام بدخول مناطق سيطرتها.. والفصائل تستهدف مواقع للنظام جنوب إدلب

02 نوفمبر 2021
فصائل "الجيش الوطني" صدت محاولة تسلل لمجموعات "قسد" شمال حلب (Getty)
+ الخط -

أعطت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الثلاثاء، أمراً لعناصرها بالسماح لعناصر قوات النظام السوري بدخول المدن الخاضعة لسيطرتها دون الحاجة للتنسيق مع "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش)، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ سيطرة "قسد" على مساحات واسعة في شمال شرق سورية. 

وقال مصدر من شبكة "عين الفرات" لـ "العربي الجديد" إن "قسد منعت دوريات النظام السوري وعناصره عشرات المرات من دخول المدن الخاضعة لسيطرتها، واعتقلت العديد منهم دون إذن مسبق"، مُشيراً إلى أن "تفاهمات جديدة تتوسطها روسيا بدأت بإعادة علاقة قسد بالنظام السوري، وهذه أولى بوادرها". 

وأوضح المصدر أنه "قد يكون دخول عناصر دوريات النظام السوري إلى المدن خطوة تمهيدية قد تؤدي لاحقاً لإنشاء مربعات أمنية وخدمية للنظام، وسط توارد معلومات عن مناقشات روسية كردية للوصول إلى صيغة تفاهم كاملة مع حكومة النظام". 

ولفت المصدر إلى أن "التهديدات التركية أبرزت الموقف الحقيقي لـ (قسد) تجاه النظام السوري، وهو ما أكدته تصريحات بعض المسؤولين في "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD) الجناح السوري لـ "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، والتي أكدت على سلامة العلاقة مع دمشق منذ عهد الأسد الأب، وإمكانية فتح ممرات تفاهم مباشرة مع الأسد الابن دون الحاجة لوساطات". 

ولفت المصدر إلى أن "رؤية عناصر النظام السوري قد تتسبب داخل المدن الخاضعة لسيطرة قسد بنوع من الزخم لمؤيديه بداخلها، مما قد يشعل مشاجرات بين الأهالي على اعتبار وجود مؤيدي النظام السوري ومعارضيه داخل المدن ذاتها". 

في غضون ذلك، صدت فصائل "الجيش الوطني" المعارض والمدعوم من تركيا، مساء الثلاثاء، محاولة تسلل لمجموعات "قسد" على جبهة قرية عبلة القريبة من مدينة أعزاز شمال محافظة حلب. 

وأوضح الجيش الوطني في بيانٍ له عن "وقوع قتلى وجرحى في صفوف عناصر قسد، إثر استهدافهم بالرشاشات المتوسطة أثناء محاولة التسلل إلى نقاط الجيش الوطني شمال حلب"، مؤكداً "صد محاولة التسلل، دون إحراز أي تقدم يذكر". 

واستهدفت مدفعية الجيش التركي بشكلٍ مكثف مواقع ومقرات عسكرية تابعة لـ "قسد" تتمركز في محيط قرية الدردارة بريف بلدة تل تمر شمال محافظة الحسكة، تزامن ذلك مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية في منطقة "نبع السلام"، شمال البلاد. 

من جهة أخرى، كثفت قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية من قصفها المدفعي والصاروخي لقرى وبلدات كفر عمة، وكفر تعال، وتديل، وتقاد بريف حلب الغربي، بالإضافة لاستهداف قرى العنكاوي، والحلوبة، والزقوم، والحميدية، وقسطون في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، وقرى فليفل، وسفوهن، والفطيرة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ما تسبب بدمار واسع في منازل المدنيين والطرقات الرئيسية المؤدية لتلك القرى والبلدات دون، وقوع إصابات بشرية. 

وقالت مصادر عسكرية في المعارضة السورية لـ"العربي الجديد" إن "الجبهة الوطنية للتحرير"، إحدى تشكيلات "الجيش الوطني"، استهدفت اليوم الثلاثاء، مواقع ومقرات قوات "الفرقة 25 مهام خاصة" و"الفيلق الخامس" المدعومين من روسيا، في كلٍ من مدينتي معرة النعمان وكفرنبل، وبلدتي حزارين وكفروما جنوب محافظة إدلب.

وأكدت المصادر وقوع قتلى وجرحى بينهم ضابط برتبة ملازم أول نتيجة الاستهداف الذي جاء رداً على خروقات قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران ضمن منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها). 

إلى ذلك، قضى طفلان اليوم الثلاثاء، إثر انفجار قنبلة من مخلفات الحرب كانوا يلعبون بها ضمن الأراضي الزراعية المحيطة بقرية قرق مغار بريف مدينة جرابلس الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شرق محافظة حلب شمال سورية. 

كما عثر الأهالي على جثة شاب عسكري مقتولاً برصاص مجهولين، على أطراف قرية تل الحجر في منطقة جرابلس شرق حلب. 

وأكدت مصادر محلية لـ "العربي الجديد" أن "الشاب عنصر ينضوي ضمن الجبهة السورية للتحرير، وقد تعرض لطلق ناري من قبل مجهولين يستقلون سيارة من نوع سنتافيه"، مضيفة أن "عناصر الشرطة المدنية توجهوا إلى المكان ونقلوا الجثة إلى الطبابة الشرعية، وسط فتح تحقيقات ونشر حواجز على أطراف القرية وتفتيش جميع المارة". 

وفي جنوب سورية، قال الناشط أبو البراء الحوراني لـ"العربي الجديد" إن "الشاب قصي أحمد خليفة العبيد المنحدر من قرية البكار بريف درعا الغربي، قُتل مساء الثلاثاء، إثر استهدافه من قبل مجهولين بالرصاص المباشر، أثناء خروجه من مدينة نوى شمال محافظة درعا. 

وأكد الحوراني أن "العبيد عنصر سابق في فصائل المعارضة، وهو عسكري منشق عن قوات النظام، عاد للخدمة العسكرية في صفوف النظام عقب سيطرته على محافظة درعا في يوليو/ تموز 2018".