"طالبان": واشنطن نقضت اتفاق الدوحة وكل الخيارات مفتوحة

01 مايو 2021
سبق أن هددت حركة طالبان باستهداف القوات الأميركية من أفغانستان(فرانس برس)
+ الخط -

اتهمت حركة "طالبان" الولايات المتحدة الأميركية بأنها انتهكت اتفاق الدوحة الذي ينص على إخراج جميع القوات الأجنبية والدولية من أفغانستان بحلول هذا الشهر، ملوّحة على إثر ذلك، بأنّ كل الخيارات مفتوحة أمامها ومطروحة على الطاولة. 

وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في بيان، اليوم السبت، إنّ الحركة "تنتظر أوامر قيادة الحركة وقراراتها وهي ستأخذ القرار بهذا الخصوص في ظل الأجواء السائدة وما يحافظ على سيادة الدولة، مع الأخذ في عين الاعتبار مصالح الشعب الأفغاني".

كما أكد مجاهد أنّ مسلحي الحركة مستعدون لتنفيذ أوامر القيادة بهذا الخصوص، مشيراً إلى أن "جميع الخيارات مفتوحة أمام طالبان، بعد أن انتهكت واشنطن اتفاق الدوحة، ولم تخرج قواتها بحلول شهر مايو/ أيار".

وسبق أن هددت حركة "طالبان" باستهداف القوات الأميركية من أفغانستان، إذا ما بقيت بعد حلول شهر مايو/ أيار، إذ إنه يعني خرق اتفاق الدوحة الموقع في فبراير/ شباط 2020، والذي شددت الحركة مراراً على أنّ تنفيذه "في صالح الجميع، وهو الذي اتفق عليه ليكون أساساً لإحلال الأمن والسلام في أفغانستان".

من جهتها، أكدت الحكومة الأفغانية أنّ القوات المسلحة الأفغانية مستعدة لتحمل كامل المسؤوليات الأمنية على عاتقها. بهذا الخصوص، قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني الجنرال يسين ضياء، في مؤتمر صحافي في كابول، اليوم السبت، إنّ القوات الأفغانية "مستعدة لأن تحل محل القوات الأميركية والدولية في أفغانستان، وأن تتحمل كامل المسؤوليات على عاتقها".

وأكد ضياء أنّ "القوات الأميركية بدأت تخرج من قواعدها وتسلم تلك القواعد إلى القوات الأفغانية"، لافتاً إلى أنّ "القوات الأميركية تخرج أولاً من القواعد النائية إلى قاعدة باغرام ومنها ستخرج من أفغانستان".

ضياء: القوات الأميركية تخرج أولاً من القواعد النائية إلى قاعدة باغرام ومنها ستخرج من أفغانستان

أيضاً تحدث ضياء عن أنه خلال هذا الأسبوع ستسلم القوات الأميركية بعض قواعدها إلى القوات الأفغانية، منها قاعدة "شورابك" المهمة في إقليم هلمند الجنوبي، التي ستسلمها القوات الأميركية إلى القوات الأفغانية، غداً الأحد.

فيما اتهم مستشار الأمن القومي حمد الله محب، في المؤتمر ذاته، "طالبان" بأنها لا ترغب في الحوار و"تركن إلى الحل العسكري وهو حل غير مجد".

وأضاف محب أنّ "حركة طالبان تسعى للوصول إلى الحكم بأي وسيلة، وهي تعشق ذلك وتطلبه".

وحيال مطلب حركة "طالبان" بخروج مزيد من معتقليها من سجون الحكومة الأفغانية، والذي جاء، أمس الجمعة، خلال اجتماع خماسي في قطر، أشار محب إلى أنّ هذا مطلب "غير وارد، وأنه أتى في غير محله"، مؤكداً أنّ "حركة طالبان أخطأت في تقديم الطلب؛ لأن معتقليها مع الحكومة الأفغانية وليسوا مع جهات أخرى".

وبشأن مطلب الحركة بشطب أسماء قياداتها من القائمة السوداء لمجلس الأمن، قال محب إنّ "التصعيد مستمر"، مذكّراً بحادث أمس في إقليم لوجر والذي راح ضحيته أكثر من 20 شخصاً، قائلاً إنّ "القائمين على مثل هذه الأعمال لا يستحقون أن تشطب أسماؤهم من القائمة السوداء".

وكان الناطق باسم المكتب السياسي للحركة محمد نعيم، قد أكد، أمس الجمعة، في تغريدة على حسابه بـ"تويتر"، أنّ الاجتماع الخماسي بين "طالبان" وأميركا والروس والصين وباكستان قد عقد أمس في الدوحة، وطرحت "طالبان" مطلبي الإفراج عن باقي معتقليها مع الحكومة الأفغانية، وشطب أسماء قياداتها من القائمة السوداء.

وفي ظل كل تلك التطورات تستمر أعمال العنف في شتى مناطق أفغانستان، إذ قتل 30 شخصاً، أمس الجمعة، في هجوم بسيارة مفخخة استهدف سكنا حكوميا في مدينة بول عالم مركز إقليم لوجر في جنوب أفغانستان.

ولم تتبن أي جهة مسؤولية ذلك الهجوم، غير أنّ وزير الداخلية حيات حيات قد اتهم "طالبان"، في مؤتمر صحافي في كابول، بالقيام بما وصفها بـ"الجناية وقتل الأبرياء".

وأعلن الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له على حسابه بـ"تويتر"، أنّ مسلحي الحركة هاجموا نقطة عسكرية في منطقة كلنغار بإقليم لوجر نفسه، ما أدى إلى مقتل ثمانية من عناصر الأمن وإصابة ثلاثة آخرين.

المساهمون