ناقش المندوب الخاص لوزير الخارجية القطري مطلق القحطاني، مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان الملا أمير خان متقي، مستجدات الوضع الأفغاني ودور دولة قطر فيها.
وقالت "طالبان"، في بيان لها اليوم الأربعاء، إن متقي، التقى القحطاني والوفد المرافق له في كابول، مشيرة إلى أنه تم خلال اللقاء تأكيد تسهيل عملية تنقل المسافرين بين أفغانستان وقطر، علاوة على إقامة علاقات طيبة مع الحكومة الأفغانية الجديدة.
وذكر البيان أن المندوب القطري شدد خلال اللقاء على أنه ينبغي للعالم ألا يتغاضى عن الحقائق الواقعية على الأرض وما يجري في أفغانستان، تحديداً إقرار الأمن.
وأعرب الوزير الأفغاني، وفق البيان، عن شكره وامتنانه لدولة قطر على تعاونها ودعمها المستمر، ومساعيها المتواصلة.
وكان لدولة قطر دور فعال في الكثير من الأعمال الإنسانية بعد سيطرة "طالبان" على كابول منتصف شهر أغسطس/آب، من أبرزها تشغيل مطار كابول الدولي، المهيأ حالياً للملاحة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من جراء الأحداث الأخيرة، خصوصاً النازحين داخلياً.
كما يعتقد المراقبون أن دولة قطر تلعب دور جسر بين "طالبان" ودول المنطقة، وبين الأولى والدول الأوروبية والعواصم الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، ذلك علاوة على دورها الأهم الذي لعبته في إبرام توافق الدوحة بين "طالبان" وواشنطن، وأثناء المفاوضات الأفغانية-الأفغانية.
"طالبان" تحذر واشنطن
إلى ذلك، حذرت حركة "طالبان"، اليوم الأربعاء، من العواقب إذا لم توقف الولايات المتحدة إطلاق طائرات مسيّرة في المجال الجوي الأفغاني.
وقالت "طالبان" في بيان على "تويتر"، إن "الولايات المتحدة انتهكت بتسيير هذه الطائرات في أفغانستان جميع الحقوق والقوانين الدولية، وكذلك التزاماً قطعته لـ"طالبان" في الدوحة بدولة قطر". وأضاف البيان: "نناشد جميع الدول، خصوصاً الولايات المتحدة، أن تعامل أفغانستان في ضوء الحقوق والقوانين والالتزامات الدولية... من أجل تجنب أي عواقب سلبية".
About airspace of Afghanistanhttps://t.co/3SmnYkCpHN pic.twitter.com/huIue3NXD2
— Zabihullah (..ذبـــــیح الله م ) (@Zabehulah_M33) September 29, 2021
ولم يتسنَّ على الفور لـ"رويترز"، الاتصال بمسؤولين أميركيين للتعليق.
إلى ذلك، أعلنت حركة "طالبان"، اليوم الأربعاء، أنها تسيطر على كامل الأراضي الأفغانية، ولا وجود لأي جماعة تشكل خطراً على أمن الولايات المتحدة الأميركية أو أي دولة أخرى، وذلك رداً على تصريحات قائد القوات الأميركية الجنرال مايك ميلي، والتي مفادها أنه خلال فترة 12 شهراً، يمكن لتنظيم "القاعدة" أن يهدّد أمن الولايات المتحدة الأميركية من أفغانستان، متهماً "طالبان" بعدم وفائها بتوافق الدوحة.
وقال القيادي في الحركة، وهو سكرتير الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد ويدعى بلال كريمي، في بيان صحافي إن ما قاله المسؤول الأميركي ليس إلا شائعات، وإن "طالبان" تحكم على جميع مناحي أفغانستان، وليس هناك وجود لأي منظمة قد تهدد أمن أميركا أو أي دولة أخرى.
كما ذكر كريمي أن حركة "طالبان" تفي بما قطعته على عاتقها من التعهدات في توافق الدوحة، وتطلب من أميركا أيضاً أن تفي بوعدها وتعمل لتطبيق توافق الدوحة، مشيراً إلى أن "طالبان" تسعى لخلق علاقات جيدة مع العالم كله، ومع الولايات المتحدة الأميركية، يكون أساسها الاحترام المتبادل والأعراف الدبلوماسية.
وكان قائد القوات الأميركية الجنرال مايك ميلي قد اتهم "طالبان" بأنها لم تحترم توافق الدوحة مع واشنطن، وأنها كانت وما زالت حركة إرهابية.
وقال ميلي أمس في حديث له مع لجنة تهتم بالقوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، إن توافق الدوحة وضع ثمانية شروط للولايات المتحدة الأميركية ولـ"طالبان" سبعة شروط، وإن "طالبان" لم تف من تلك الشروط إلا بشرط واحد، وهو عدم استهداف القوات الأميركية. وأضاف ميلي أنه مما لا شك فيه، أن "طالبان" كانت حركة إرهابية ولا تزال، وأميركا تراقب الأمور، وترى إذا كانت "طالبان" قادرة على استتباب الأمن في أفغانستان أم ستندلع هناك حرب أهلية.