"ذا غارديان": لماذا أصبحت كالينينغراد في قلب النزاع بين روسيا وليتوانيا؟

21 يونيو 2022
صور لضحايا الحرب في أوكرانيا علقت أمام مسار القطارات الروسية في ليتوانيا (Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة الغارديان البريطانية، أن حظر نقل البضائع عبر الأراضي الليتوانية من روسيا وإليها، أثار غضب موسكو.

وعدّدت الصحيفة البريطانية أسباب النزاع بين ليتوانيا وروسيا عقب القرار الليتواني، المضاف إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي على الاقتصاد الروسي، منذ الحرب الروسية على أوكرانيا.

وطرحت 6 أسئلة فسرت الإجابات عنها كيف أصبحت كالينينغراد في قلب النزاع بين روسيا وليتوانيا.

أين تقع كالينينغراد؟

هذه المنطقة الروسية (المفصولة عن بقية التراب الروسي) تقع على بحر البلطيق بين كل من ليتوانيا (شمالاً وشرقاً) وبولندا (جنوباً)، وتبتعد عن العاصمة الروسية موسكو أكثر من 1300 كيلومتر، ومساحتها أصغر من مساحة ويلز (بلد يقع في بريطانيا ويعتبر جزءاً منه).

لماذا كالينينغراد روسية؟

كانت منطقة ألمانية، تضم أكبر المدن الشرقية في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية، وعُرفت باسم كونينسبرغ، مرتبطة بالتاريخ الامبراطوري في فترة الحكم الملكي البروسي.

في نهاية يوليو/تموز وبداية أغسطس/آب عام 1945، قام كل من الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين ورئيس الحكومة البريطانية ونستون تشرشل، والرئيس الأميركي هاري ترومان، في "قمة مدينة بوتسدام" الألمانية، برسم الحدود الجديدة لأوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وضمّ الاتحاد السوفياتي المنطقة الألمانية، وقام نظام ستالين بطرد السكان الألمان منها، وعوّضهم بمواطنين سوفيات، ومنحها اسمها الحالي، تخليداً للمناضل الثوري البلشفي ميخائيل كاليلين.

المنطقة شهدت ولادة الزوجة السابقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سنة 1958.

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بقيت هذه المنطقة محاصرة بين بولونيا وليتوانيا، وهما دولتان تنتميان لحلف الشمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

وتستورد كالينينغراد معظم احتياجاتها من الطعام من جيرانها، ويتم كل عام نقل ملايين الأطنان من الزيت والفحم بالقطار عبر ليتوانيا إلى هذه المنطقة الروسية، كما أن قرابة 100 قطار روسي يتنقل شهرياً عبر ليتوانيا.

وقد عرفت العلاقات بين روسيا وليتوانيا لسنوات، كثيراً من التوتر. بنت ليتوانيا سياجاً حدودياً جديداً عام 2017، وأطلقت روسيا في 2009 مناورات عسكرية مشتركة تعقد مع بيلاروسيا كل عامين تعرف بـ"مناورات زاباد"، بينما تحلق المروحيات الليتوانية فوق القطارات التي تضم عسكريين روساً.

ما هي المشكلة؟

بعد غزو بوتين لأوكرانيا، قام الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات اقتصادية ثقيلة على الاقتصاد الروسي، فأقل من نصف السلع التي تمر في العادة عبر الأراضي الليتوانية، مشمولة بالعقوبات الأوروبية، بما في ذلك الفحم والمعادن ومواد البناء والتكنولوجيا المتقدمة.

وتختلف مواعيد تنفيذ العقوبات على السلع المشمولة بالحظر الأوروبي. ففي 17 يونيو/حزيران الماضي، دخل الحظر على الحديد والصلب الروسيين حيّز التنفيذ، مما دفع بالسكك الحديدية الليتوانية إلى اتخاذ قرار بحظر نقل هذه السلع عبر خطوطها الحديدية.

في المقابل، قال حاكم منطقة كالينينغراد، أن حركة العبّارات من مدينة سان بطرسبرغ ستعرف اضطراباً وضغطاً كبيرين، وأنه لا داعي للذعر.

وأدت هذه التصريحات إلى حالة من الهلع، حيث أظهرت لقطات فيديو المواطنين وهم يملؤون مذعورين عربات التسوّق في المتاجر.

ودفع ذلك وزارة الخارجية الروسية لاتهام ليتوانيا بخرق القانون الدولي، والاتفاقيات الثنائية الموقعة سنة 2004، لتسهيل العبور بين المنطقتين الروسيتين، فيما هدد الكرملين ليتوانيا بعد قرارها رفع مستوى الأمن حول القطارات، والتحليق الدائم للمروحيات اللتوانية فوق القطارات الروسية، واتهمها  بمحاصرة مواطنيها.

كيف ردت ليتوانيا؟

قالت الحكومة الليتوانية أنها اتبعت توجيهات المفوضية الأوروبية، كما اتهم وزير خارجيتها الكرملين يوم الإثنين، بتحريف الموقف.

قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، في مؤتمر صحافي، الإثنين، "أن ليتوانيا بريئة"، مضيفاً أن المسؤولين سيقومون بـ"إعادة مراجعة" الاتفاقيات المتعلقة بهذا الملف.

هل رضيت موسكو بهذه التصريحات؟

لا، فقد استدعت سفير الاتحاد الأوروبي في موسكو، ورفعت من منسوب التهديد في خطابها.

 وقال رئيس مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشاف، الثلاثاء، إنه ستكون هناك عواقب وخيمة على الليتوانيين في المستقبل القريب، فيما دعا الاتحاد الأوروبي للهدوء والبحث عن حل ديبلوماسي.

هل الاتحاد الأوروبي معنيّ بهذا الخلاف؟

نعم وبشدة، فيوجد الكثير مما يمكن لبوتين أن يفعله، ومن بين خياراته هجوم روسي على "ممر سوالكي" بطول 50 ميلاً والذي يربط بين منطقة كالينينغراد وحليفة الكرملين بيلاروسيا عبر الأراضي البولندية والليتوانية، وهذا ما يفضي لعزل ليتوانيا ولاتفيا، الواقعتين شمالي الممر، عن بولونيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي.

وتضم كالينينغراد مقر الأسطول الروسي في بحر البلطيق، حيث يوجد فيه بعض من أقوى أسلحته، بما في ذلك الصواريخ فرط صوتية.

وبخلاف التهديد العسكري، لا يوجد لدى روسيا كثير من الخيارات لتهديد الاتحاد الأوروبي، فقد تذهب روسيا لقطع الكهرباء عن ليتوانيا، لكن ذلك سيحرّك مبدأ التضامن في الاتحاد الأوروبي مع قدرة دول أوروبية مثل ألمانيا على تقديم إمدادات كهربائية بديلة، حتى ولو كانت مكلفة.

المساهمون