في حلقة جديدة من التسريبات المتعلقة ببرنامج "بيغاسوس" للتجسس الإسرائيلي، قالت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية إن إسرائيل حرمت أوكرانيا من اقتناء البرنامج الذي تطوره شركة "إن إس أو" الإسرائيلية خوفاً من إغضاب روسيا.
وأضافت أن ما توصلت إليه نتيجة تحقيق مشترك مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، يسلط أضواء جديدة على مدى تقويض العلاقات الإسرائيلية الروسية في أوقات كثيرة للمؤهلات الهجومية الأوكرانية، وتضارب ذلك مع الأولويات التي تضعها الولايات المتحدة الأميركية.
ووفق "ذا غارديان"، فإن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لم يتردد في توجيه انتقادات للموقف الإسرائيلي بعدما بدأت روسيا اجتياح أراضي بلاده في 24 فبراير/ شباط الماضي، وقال في خطاب وجهه أخيرا لعدد من أعضاء الكنيست إن إسرائيل في حاجة "لتقديم أجوبة" حول عدم تسليمها أسلحة لأوكرانيا وعدم فرضها عقوبات على روسيا.
ونقلت الصحيفة نفسها عن أشخاص على اطلاع مباشر على الملف قولهم إنه منذ العام 2019 على الأقل، حاول المسؤولون الأوكرانيون استمالة إسرائيل ضمن محاولاتهم إقناعها بمنح الترخيص لشركة "إن إس أو" للسماح لها باستخدام برنامجها للتجسس في أوكرانيا.
وأضافت أن تلك الجهود لم تفض إلى أي شيء، حيث لم تسمح وزارة الأمن الإسرائيلية لـ"إن إس أو" بتسويق أو بيع برنامجها لأوكرانيا.
Israel blocked Ukraine from buying Pegasus spyware, fearing Russia’s anger https://t.co/6ZirnMX1Ng
— Guardian news (@guardiannews) March 23, 2022
ويعد "بيغاسوس" واحداً من أقوى برامج التجسس في العالم، وهو قادر على اختراق الاتصالات المشفرة لهواتف "آيفون" و"أندرويد"، على حدّ سواء.
وبحسب سلسلة تحقيقات سابقة لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن التطبيق المملوك لشركة "إن إس أو" الإسرائيلية، تمكن من تعقّب إرهابيين وعصابات مخدرات، كذلك استُخدِم ضد نشطاء حقوق الإنسان والصحافيين والمعارضين.
وترى الصحيفة أن إسرائيل تتحكم رسمياً في تصدير البرنامج، تماماً كما تفعل مع الأسلحة التقليدية، وقد جعلت من "بيغاسوس" مكوناً أساسياً في استراتيجيتها للأمن القومي، وباتت تستخدمه لتعزيز مصالحها في جميع أنحاء العالم.
إلى ذلك، نقلت "ذا غارديان" عن مسؤول أوكراني رفيع في الاستخبارات قوله إن قرار إسرائيل جعل المسؤولين الأوكرانيين في حيرة من أمرهم. وأضافت نقلا عن مصادر مطلعة قولها إن قرار إسرائيل يعكس عدم رغبتها في إثارة مشاكل مع روسيا، خصوصا أن تل أبيب ترتبط بعلاقات استخبارية وثيقة مع موسكو.
وأوضحت المصادر ذاتها أن إسرائيل خشيت أن ينظر إلى سماحها لأوكرانيا باستخدام "بيغاسوس" في استهداف أرقام الهواتف المشغلة من روسيا كاعتداء على المصالح الاستخباراتية الروسية.