حددت صحيفة "حرييت" التركية، في تقرير لأبرز كتابها، اليوم الإثنين، فترة ما بعد عيد الأضحى المقبل، موعداً لإجراء العملية العسكرية التركية الجديدة في سورية، والتي تستهدف بشكل متزامن منطقتي تل رفعت ومنبج.
وأوضحت الصحيفة، ساردة حيثيات العمليات السابقة والمعلومات المتوفرة؛ أنه قبيل إجراء أول عملية عسكرية تركية، وعلى هامش قمة العشرين في أنطاليا عام 2015، أعلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين بإجراء العملية العسكرية في منطقة جرابلس، ليردّ بوتين بأن الاعتراض سيكون إعلامياً، ولكن ميدانياً لن تعيق روسيا العملية العسكرية.
وأكملت الصحيفة، أن روسيا التزمت بوعدها ولم تعرقل العملية العسكرية، ولهذا فإن ما يجري في اللقاءات الدبلوماسية لا يعكس عبر الإعلام، ويمكن الحديث عن العمليات العسكرية وفق التوازنات الدولية أيضاً، التي هي حالياً لصالح تركيا.
وشرحت الصحيفة هذه التوازنات قائلة إن الحرب الأوكرانية جعلت الموضوع السوري ليس أولوية لدى روسيا، التي ترغب بأن تبقى تركيا على الحياد، خاصة أن المجال الجوي لروسيا مغلق، فيما تركيا تعتبر البوابة المفتوحة لروسيا على الغرب، وهو ما يجعل موسكو لا تغلق الباب أمام أي عملية عسكرية تركية.
وأضافت أن حلف شمال الأطلسي، وبسبب مطالب عضوية فنلندا والسويد ومعارضة تركيا، لا يرغب أيضاً في إزعاج أنقرة وتوسيع الشرخ في العلاقات، كما أن واشنطن خلال عملية "نبع السلام" لم تستطع منع الإرادة التركية، وبالتالي فإن التوازنات الدولية مع روسيا والغرب مناسبة لتركيا.
وشددت الصحيفة على أن أردوغان قال لأعضاء حزبه في المخيم الذي عقده الحزب في أنقرة، قبل أكثر من أسبوع، إن تركيا ستعمل على حل المشكلات الأمنية التي تخصها بيدها، وتطهير المناطق التي يتم استهداف تركيا منها بعمليات مسلحة. في تأكيد على أن تركيا حازمة وعازمة على العمل العسكري.
ووفقاً لما سبق، والمعلومات التي حصلت عليها الصحيفة؛ فإن تركيا ترغب في إنهاء عملية "المخلب القفل" المستمرة في العراق، ولم تحشد حتى الآن قوات كبيرة للعمليات العسكرية الجديدة على تل رفعت ومنبج، ولكن الحشد العسكري من المنتظر أن يبدأ اعتباراً من الأسبوع المقبل.
وكشفت الصحيفة أن العملية العسكرية ستكون متزامنة على جبهتي تل رفعت ومنبج، ولكن بعد انتهاء العمليات العسكرية في العراق. وفيما يتعلق بموعد العملية فإنها ستنطلق بعد إكمال التحضيرات، وسيكون موعدها بعد عيد الأضحى بساعات أو بأيام قليلة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن، أكثر من مرة، أن تركيا عازمة على استكمال تنفيذ المنطقة الآمنة، وتطهير المناطق التي تنطلق منها هجمات مسلحة تستهدف القوات التركية وقوات "الجيش الوطني"، وتقلق المناطق الآمنة، في ظل اعتراض أميركي على العملية العسكرية الجديدة.
وكانت مصادر تركية مطلعة قد كشفت، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أن "الحشود العسكرية التركية الحالية تسير على وتيرة متوسطة، على أن تتسرع مع قرب انطلاق العمليات العسكرية، حيث لا تزال تركيا في مرحلة التحضيرات الدبلوماسية والسياسية والميدانية لإجرائها".