"ثمار" الحوار بين طهران والرياض: "التعاون الإسلامي" تعتزم إعادة فتح ممثلية إيران في جدة
الحوار الإيراني السعودي في بغداد بدأ يؤتي ثماره، على الرغم من أنه لم يفض بعد إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية. فبعد إعلان الجمارك الإيرانية، أمس الأحد، لـ"العربي الجديد"، عن استئناف حركة التجارة بين إيران والسعودية، جرى اليوم الإثنين أول اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، منذ إغلاق ممثلية إيران لدى منظمة التعاون الإسلامي في جدة، عام 2017، على خلفية انقطاع العلاقات بين إيران والسعودية عام 2016.
وخلال الاتصال، شكر وزير الخارجية الإيراني، وفقاً لبيان للخارجية الإيرانية، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على تسهيله عملية إعادة فتح ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة، داعيا إياه إلى مواصلة هذا الدعم، فيما أعرب العثيمين عن أمله في استمرار المباحثات بين إيران والسعودية لـ"تسهيل عملية إعادة فتح ممثلية إيران لدى منظمة التعاون الإسلامي في جدة"، آملاً أن تؤدي الاتصالات والحوارات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية إلى "تحقيق مكاسب إيجابية بين البلدين".
وناقش عبد اللهيان مع العثيمين علاقات إيران مع المنظمة الإسلامية، فضلاً عن آخر تطورات الأوضاع في أفغانستان، مؤكدا أن "التيارات المتطرفة أحد أهم مشاكل المنطقة"، داعياً منظمة التعاون الإسلامي وأمينها العام إلى "لعب دور أكثر نشاطاً في أفغانستان"، وذلك في إشارة إلى الهجمات الإرهابية التي تبناها "داعش" ضد المصلين في هذا البلد.
في المقابل، هنأ الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عبد اللهيان على توليه منصب وزير الخارجية في الحكومة الإيرانية الجديدة، مشيرا إلى التطورات الأخيرة في أفغانستان وتنديد المنظمة بالهجمات الأخيرة، وضرورة تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، واحترام حقوق النساء والتضامن مع الشعب الأفغاني، وعدم السماح لتحول هذا البلد إلى "مكان آمن للمجموعات الإرهابية".
وأكد العثيمين، وفقاً لبيان الخارجية الإيرانية، أن تنظيم "داعش" يهدف إلى "بث الفرقة الطائفية في أفغانستان"، موضحاً أن منظمة التعاون الإسلامي "لا تفرق بين أبناء المذاهب الإسلامية، وجميع المسلمين يتمتعون بحقوق مواطنة متساوية، ولا يجوز على الإطلاق استهداف المسلمين والمصلين من أي طائفة بالهجمات الإرهابية".
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016 بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، شرقي البلاد، على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.
على إثر ذلك، أغلقت منظمة التعاون الإسلامي ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة خلال إبريل/ نيسان 2017.
وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/نيسان الماضي في بغداد، بعد أن تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح لجمع الطرفين على طاولة واحدة.
وعقدت طهران والرياض حتى الآن أربع جولات، ثلاث منها في عهد الحكومة الإيرانية السابقة، والجولة الرابعة هي الأولى في عهد حكومة الرئيس الإيراني المحافظ، إبراهيم رئيسي، الذي تسلم الرئاسة الإيرانية، مطلع أغسطس/أب الماضي.