"تحرير الشام" تتقدم في ريف حلب الشمالي وتسلّم هيئة "ثائرون" مواقع الفيلق الثالث

18 أكتوبر 2022
تدخلت تركيا لوقف القتال في المنطقة (رامي السيد/فرانس برس)
+ الخط -

سيطرت "هيئة تحرير الشام" ليل الاثنين-الثلاثاء على بلدة قطمة في ريف حلب الشمالي، بعد السيطرة على بلدة كفرجنة، وانسحاب "الفيلق الثالث" التابع لـ"الجيش الوطني السوري" المعارض منها، فيما دخلت "هيئة ثائرون" للفصل بين الطرفين، وتسلّمت المواقع التي سيطرت عليها "تحرير الشام" بعد تدخل تركي لوقف القتال في المنطقة.

وقالت مصادر من "الجيش الوطني"، إن "الفيلق الثالث" انسحب من قطمة دون مواجهات، بعد سيطرة "تحرير الشام" على كفرجنة. وبعد تدخل تركي لوقف القتال، ودخول الأمن العام التابع للهيئة إلى كفرجنة، سلّمت الأخيرة "هيئة ثائرون" المقارّ التي سيطرت عليها، وعاودت الانسحاب إلى مدينة عفرين.

وبحسب المصادر، فقد جاءت هذه الخطوة بعد تدخل تركي إثر وصول الاشتباكات والقصف إلى محيط النقطة التركية في كفرجنة، وإرسال تهديدات للهيئة بوقف القتال.

وذكرت المصادر أن "هيئة ثائرون للتحرير" تسلّمت نقاط وحواجز الفيلق في كفرجنة من "هيئة تحرير الشام"، وأهمها الحاجز الرباعي، وحاجز الإدارة العسكرية، ومبنى وزارة الدفاع.

وتزامن ذلك مع استمرار خروج تظاهرات في جرابلس والباب، رفضاً لدخول "هيئة تحرير الشام" إلى المنطقة التي تخضع لسيطرة فصائل من "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا.

وفي الشأن ذاته، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن دبابات وآليات عسكرية ثقيلة للجيش التركي شوهدت تتحرك في منطقة مشيعلة وقطمة قرب كفرجنة. وتُعدّ هذه المنطقة منطقة للنفوذ التركي تحت مسمّى منطقة عمليات "غصن الزيتون"، وهي المنطقة الثانية في سورية بعد منطقة عمليات "درع الفرات".

وكانت "هيئة تحرير الشام" قد نقضت أمس اتفاقاً لوقف القتال مع "الفيلق الثالث"، وشنّت هجوماً بالأسلحة الثقيلة، وسيطرت على قرى وبلدات خرابة شران، وناحية شران، ودير صوان، وقسطل جندو، وأناب، والخالدية، ومريمين، وقطمة، وأجزاء من بلدة كفرجنة.

وكان القتال قد بدأ قبل أسبوعين، على خلفية اكتشاف خلية اغتالت ناشطاً إعلامياً، وتبين أن الخلية تابعة لفصيل "فرقة الحمزة"، حيث بدأ "الفيلق الثالث" بالهجوم على مقارّ الفصيل في مدينة الباب ومناطق أخرى.

من جانب آخر، شهد محور كفر خاشر في ريف حلب الشمالي، اشتباكات بين "الجيش الوطني" و"قوات سورية الديمقراطية"، وذكرت المصادر أن الاشتباكات جاءت إثر كشف عناصر من الأخيرة حاولوا التسلل في محور كفر خاشر، ولم يتبين حجم الخسائر التي أصيب بها عناصر "قسد"، فيما لم تسجل خسائر لدى "الجيش الوطني".

من جانبه، قصف الجيش التركي مناطق تخضع لـ"قسد" في محيط مدينة تل رفعت، وقرى العلقمية، والشيخ عيسى، وكفرنايا، ودير جمال بريف حلب الشمالي، ولم ترد معلومات عن وجود خسائر بشرية.

واشنطن: يجب سحب قوات "تحرير الشام" من شمال حلب

في سياق متّصل، نشرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية على "فيسبوك" بياناً عبّرت فيه عن قلق عميق إزاء أعمال العنف الأخيرة في شمال غرب سورية، مطالبة جميع الأطراف بـ"حماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم".

وأضافت السفارة: "نشعر ببالغ القلق من التوغل الأخير لهيئة تحرير الشام، وهي منظمة مصنفة إرهابية، في شمال حلب. يجب سحب قوات هيئة تحرير الشام من المنطقة على الفور".

إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن ستة مدنيين أصيبوا بجروح جراء قصف صاروخي من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، طاول سيارة تقل مدنيين عند معبر الحمران بناحية جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي.

وجاء الاستهداف عقب اشتباكات وقصف متبادل مع فصائل من "الجيش الوطني" والجيش التركي في محاور بريف حلب الشمالي، لم يتبين وقوع خسائر بسببها في صفوف الفصائل.

55 قتيلاً وجريحاً حصيلة الاشتباكات

في غضون ذلك، بلغت حصيلة الضحايا المدنيين جراء الاشتباكات بين "الفيلق الثالث" في "الجيش الوطني السوري" المعارض و"هيئة تحرير الشام"، 55 بين قتيل وجريح.

وقال فريق "منسقو الاستجابة" في شمال سورية، اليوم الثلاثاء، إنه سجل مقتل طفل وإصابة ثمانية مدنيين، بينهم امرأة وطفل، نتيجة الاشتباكات الأخيرة في ريف حلب، وجلها سجلت داخل مخيمات النازحين، لتصل حصيلة الضحايا نتيجة الأحداث الأخيرة إلى 8 قتلى، بينهم امرأتان وطفلان وإصابة 47 آخرين، بينهم 11 طفلاً و7 نساء.

وأوضح الفريق في بيان له أنه سجل خلال 24 ساعة، قبل إصدار بيانه، استهداف خمسة مخيمات منتشرة في ريف حلب من جهات مختلفة، تقطن فيها 875 عائلة، ليرتفع عدد المخيمات المستهدفة منذ بداية الأحداث في المنطقة إلى 12 مخيماً.

وسجل الفريق محاصرة أكثر من 1000 عائلة داخل المخيمات وانقطاع الطرق المؤدية إليها نتيجة الاشتباكات، وعدم قدرة العائلات على الخروج بسبب الاستهدافات.

وأضاف البيان أن الفريق سجل نزوح أكثر من 560 عائلة (3156 نسمة) من المخيمات التي يشهد محيطها الاشتباكات، وبقاء تلك العائلات في العراء وتحت الأشجار، ليرتفع عدد النازحين في المخيمات منذ بداية الأحداث إلى 7284 نسمة.

وأكد البيان أن النازحين توجهوا إلى مناطق متفرقة من ريف حلب الشمالي (4177 نسمة) وريف إدلب الشمالي (3107 نسمة)، وهم بحاجة إلى تأمين مأوى ومواد غذائية ومياه صالحة للشرب.

ميدانياً أيضاً، قصفت قوات النظام السوري بلدات وقرى كفر نوران، وكفر عمة، وكفر تعال، وتديل بريف حلب الغربي، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين. وكان الطيران الحربي الروسي قد قصف صباح أمس محور منطقة جبل الأربعين بين بلدتي الرامي وأورم الجوز، إضافة إلى محور مدينة أريحا، ما أوقع أضراراً مادية.