"العربي الجديد" يرصد عودة الحياة إلى كييف وسط مخاوف من تجدد الهجمات الروسية

22 ابريل 2022
شيئاً فشيئاً تختفي مظاهر الحرب من العاصمة الأوكرانية (Getty)
+ الخط -

شيئاً فشيئاً تختفي مظاهر الحرب من العاصمة الأوكرانية كييف، على الرغم من التهديدات الروسية المتواصلة بقصف المدينة الأوكرانية الواقعة شمال وسط البلاد بكثافة صاروخية لم تشهدها من قبل، بحال تم استهداف الأراضي الروسية، كما تقول موسكو.

ورغم تلك التهديدات، عادت المحال التجارية لتفتح أبوابها وسط العاصمة مع بدء عودة النازحين واللاجئين الذين غادروها إلى منازلهم، بعد انتهاء المعارك في ضواحيها.

وبحسب تصريحات عمدة المدينة فيتالي كيلتيشكو، لـ"العربي الجديد"، فإن هناك ما بين 40 ألفا إلى 50 ألفا من أبناء مدينة كييف يعودون إليها يوميا رغم مطالبات وزارة الدفاع الأوكرانية للمواطنين بالتريث في العودة إلى المدينة خلال الفترة القادمة، بسبب التهديدات الروسية.

من بين العائدين إلى العاصمة كييف محمد، المواطن الأوكراني ذو الأصول الأفغانية، الذي يملك أحد المحال التجارية وسط العاصمة كييف، والذي أكد، في تصريحه لـ"العربي الجديد"، أن "شعور الحرب ليس بجديد علي، فقد عشته من قبل خلال احتلال الاتحاد السوفييتي بلادي في نهاية الثمانينيات".

ويضيف محمد أنه في العاصمة كييف تأثر بالحرب كثيرا، خاصة بعد توقف مصدر رزقه عن العمل خلال شهر ونصف قضاها في منزله بدون أي دخل مادي.

ولكن السلطات الأوكرانية، وبحسب محمد، طالبت أصحاب المحال التجارية قبل خمسة أيام بالعودة إلى أعمالهم وحياتهم حتى تدور عجلة الاقتصاد المتوقفة في كييف وفي مختلف المدن الأوكرانية.

وضع محمد كان شبيها بوضع إليا، الشاب الأوكراني الذي يعمل في أحد المحال التجارية في العاصمة كييف، ويسكن في مدينة دارنيتسكي التي سقط عليها أول صاروخ روسي مع بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير/ شباط الماضي.

ويقول إليا إن الحياة توقفت تماماً مع بدء الحرب، وكان الشعور السائد حينها أنه لا نجاة له مما يحدث، وأنه سيموت حتما، خاصة مع إقامته في منطقة دارنيتسكي.

لكن إليا يرى الآن أنه، وبعد رحيل القوات الروسية عن شمال العاصمة كييف، التي اقتربت من مركزها قرابة عشرين كيلومترا، تقلص شعوره بالخوف، و"انتهي هذا الشعور مع بدء فتح المحال التجارية في العاصمة كييف، وقلة عدد صفارات الإنذار التي تدوي كل يوم، وعودة الشعور بالأمن نسبيا إلى نفوس أهل المدينة".

وعن ذلك الأمر، تحدث "العربي الجديد" إلى إيفان، وهو أحد أفراد "الحماية الشعبية" في العاصمة كييف، والذي تحدث عن عودة المدينة إلى الحياة من جديد رغم مظاهر الحرب الباقية في المدينة.

وقال إيفان إن الحرب الروسية عززت التكاتف بين أبناء الشعب الأوكراني، وشاهد ذلك بعينه حين ذهب لتسجيل نفسه ليكون من أفراد الدفاع المدني عن المدينة، فقد انتظر هو والعديد من أصدقائه أياماً كثيرة للحصول على السلاح والانضمام إلى المدافعين عن كييف.

ويضيف إيفان أن هذه هي المرة الثالثة له التي يتطوع فيها للدفاع عن مدينته ووطنه، وكانت الأولى حين اندلعت المظاهرات ضد فيكتور يوشتشينكو عام 2010، فيما كانت الثانية في ثورة الكرامة عام 2014، وحينها أصيب برصاصة ظل بسببها في المنزل لمدة عامين تقريبا.

ويقول إيفان في تصريحاته إنه مع خروج ما يعتبرها "قوات الاحتلال الروسي" من ضواحي المدينة بدأت الحياة تعود شيئا فشيئا إلى سابق عهدها، خاصة مع بدء عودة أهل المدينة يوميا، وبدء عودة المحال التجارية والأسواق إلى عملها من جديد.

المساهمون