31 أكتوبر 2024
مصر على أعتاب ما لا يعرف
لم يحلّ تغيير الدستور معضلة مصر، لأن الدستور في الأصل مقفولٌ عليه في أدراج المحكمة الدستورية، ورئيس الجمهورية هو من يختار رئيس هذه المحكمة. ولا حلت "كراتين" حزب مستقبل وطن مشكلة الفقر، ولا حلّ قسم رئيس وزراء إثيوبيا، أحمد آبي، مشكلة بوار الأرض بعد نقص المياه، بعدما استحلفه عبد الفتاح السيسي وردّد الرجل وراءه القسم باسماً، فقد أعلن اليوم وزير خارجية مصر، سامح شكري، أن إثيوبيا أعلنت: "ال مش عاجبه يشرب من البحر". ولا نفع "كيلو بامية"، ولا نفعت شبكة المواصلات التي أعلن السيسي، اسم الله عليه، أنه سيربط بها كل أفريقيا،.. طيب خلّينا في سكة حديدنا الأول. ولكن الرجل مغرمٌ دائما بشيل الثلاث بطيخات أمام الكاميرا، فماذا لو شال أفريقيا مرة واحدة بسكك حديدها ومرافقها؟
ولا حل المشكلة بناء 24 سجنا حصينا خلال خمس سنوات، فقد خرج الناس في جمعتين متتاليتين، وقبض على ألفين منهم، ولا حل مشكلة مصر الاستدانة كل أسبوع تقريبا حتي وصل الدين الداخلي إلى أربعة ترليونات جنيه، والخارجي إلى 109 مليارات دولار، ولا حل المشكلة مؤتمر شرم الشيخ الذي قدّرت عائداته من أول طرحة (ب 180 مليار دولار)، ولا حلت المشكلة مؤتمرات شرم الشيخ مع فواصل السهوكة والدموع "وكده". ولا حتى أغاني محمد منير زادت السمك في بحيرة ناصر. ولا شافَ الناس ذهب "منجم السكري" في أعناق الصبايا ذهبا وهن يمشين على حوافّ المجاري يغنين: "وأنا ماشية أدلع أملا القلل". ولا رخصت أسعار الغاز بعد اكتشاف حقل ظهر، ولا خليفة حفتر جاء بالنصر المبين من الغرب الليبي على طبق من ذهب. ولا كل فساتين غادة عبد الرازق، وسما المصري، ورانيا يوسف، ولا فساتين مهرجان الجونة وعائلة ساويرس استطاعت أن تعيد صناعة السينما، ولا العاطلين من العمل فيها، بعد ما كانت السينما تنتج 60 فيلما كل سنة.
ولا تفريعة القناة زادت دخل قناة السويس إلى الضعف كما قالوا، ولا برميل النفط بعدما نزل من 109 دولارات إلى 60. جنى الناس ثمار النقص في فواتير الكهرباء أو سعر البنزين كما يحدث في كل العالم، بل زادت فواتير الكهرباء اشتعالا على مدار ست سنوات، والبنزين وصل إلى ثمانية جنيهات، وأخيرا انخفض بمقدار ربع جنيه، فهل كل الثمار الموعودة تلخّصت في الربع جنيه؟ وهل هو ربع جنيه (عادي) أم ذهب ومن منجم السبكي رأسا؟
ست سنوات لم يستطع الرجل أن يحل المشكلة التي جاء لحلها بالتفويض، وهي القضاء على الإرهاب، فما زال الإرهاب يرتع في سيناء، وما زال الرجل يهدم البيوت، ويزيل آلافا من أشجار الزيتون، فهل ينام الإرهاب تحت جذور الأشجار؟
والغريب أنه لا يجد أي حل، إلا في بناء السجون والقصور معاً، القصور له والسجون لمخالفيه في الرأي، هل حلت المشكلة بشراء "الرافال" أو الزنانة؟
وأخيرا يقول هو "طيب قولوا أنتو أعمل إيه"، وبمجرّد ما يتكلم أحد بكلمةٍ يرد منفعلاً: "أصل أنتوا مش عارفين حاجة.. آه والله مش عارفين حاجة"، فيسكت الجميع امتثالاً للذي يعرف كل حاجة، والبرلمان يشرع كل يوم ما يريده من دون معارضة، ومن يعارض يعزل من المجلس، ولا حلت المشكلة.
ست سنوات من المسرح الدرامي والعبثي المليء بالضحك والدموع والكوابيس والمؤتمرات والوعود وحمل الأطفال المرضى وكفكفة دموع الأرامل والأطفال والكسب السياسي الرخيص وركوب المحروسة واحتفالات شق القناه والنظر إلى السماء من الطائرات الرافال التي لا تحارب، ولا هي موعودة بالحرب، وبناء القصور والسجون على أحدث صيحة، حتى خرج الناس أخيرا وقالوا له: "ارحل"، فماذا سيفعل الرجل بعدما سمعها؟ لا أحد يعرف، ولا هو نفسه يعرف، ولا حتى الناس تعرف، ولا أميركا تعرف، ولا أوروبا تعرف، ولا الأجهزة تعرف، لأنه لا يستمع لها بعدما جعلها تحت إمرة المقرّبين منه، ولا السعودية شريكته تعرف، ولا الإمارات، لأن الفلوس صانعة الود انقطعت قدراً.
فقط خرج الرجل علينا، من أسبوع، بإعادة مليوني بطاقة، أي بقزازة زيت وكيلو سكر كل شهر لكل مواطن، وربع جنيه مخروم في البنزين بعدما زاده من جنيهين إلى ثمانية جنيهات، وهذه أولى مراحل جني ثمار الحنظل، بعد ست عجاف رأى فيها المصريون المذابح والأهوال، فكيف وأين سيُنفق المصريون كل هذه الثمار؟
ولا تفريعة القناة زادت دخل قناة السويس إلى الضعف كما قالوا، ولا برميل النفط بعدما نزل من 109 دولارات إلى 60. جنى الناس ثمار النقص في فواتير الكهرباء أو سعر البنزين كما يحدث في كل العالم، بل زادت فواتير الكهرباء اشتعالا على مدار ست سنوات، والبنزين وصل إلى ثمانية جنيهات، وأخيرا انخفض بمقدار ربع جنيه، فهل كل الثمار الموعودة تلخّصت في الربع جنيه؟ وهل هو ربع جنيه (عادي) أم ذهب ومن منجم السبكي رأسا؟
ست سنوات لم يستطع الرجل أن يحل المشكلة التي جاء لحلها بالتفويض، وهي القضاء على الإرهاب، فما زال الإرهاب يرتع في سيناء، وما زال الرجل يهدم البيوت، ويزيل آلافا من أشجار الزيتون، فهل ينام الإرهاب تحت جذور الأشجار؟
والغريب أنه لا يجد أي حل، إلا في بناء السجون والقصور معاً، القصور له والسجون لمخالفيه في الرأي، هل حلت المشكلة بشراء "الرافال" أو الزنانة؟
وأخيرا يقول هو "طيب قولوا أنتو أعمل إيه"، وبمجرّد ما يتكلم أحد بكلمةٍ يرد منفعلاً: "أصل أنتوا مش عارفين حاجة.. آه والله مش عارفين حاجة"، فيسكت الجميع امتثالاً للذي يعرف كل حاجة، والبرلمان يشرع كل يوم ما يريده من دون معارضة، ومن يعارض يعزل من المجلس، ولا حلت المشكلة.
ست سنوات من المسرح الدرامي والعبثي المليء بالضحك والدموع والكوابيس والمؤتمرات والوعود وحمل الأطفال المرضى وكفكفة دموع الأرامل والأطفال والكسب السياسي الرخيص وركوب المحروسة واحتفالات شق القناه والنظر إلى السماء من الطائرات الرافال التي لا تحارب، ولا هي موعودة بالحرب، وبناء القصور والسجون على أحدث صيحة، حتى خرج الناس أخيرا وقالوا له: "ارحل"، فماذا سيفعل الرجل بعدما سمعها؟ لا أحد يعرف، ولا هو نفسه يعرف، ولا حتى الناس تعرف، ولا أميركا تعرف، ولا أوروبا تعرف، ولا الأجهزة تعرف، لأنه لا يستمع لها بعدما جعلها تحت إمرة المقرّبين منه، ولا السعودية شريكته تعرف، ولا الإمارات، لأن الفلوس صانعة الود انقطعت قدراً.
فقط خرج الرجل علينا، من أسبوع، بإعادة مليوني بطاقة، أي بقزازة زيت وكيلو سكر كل شهر لكل مواطن، وربع جنيه مخروم في البنزين بعدما زاده من جنيهين إلى ثمانية جنيهات، وهذه أولى مراحل جني ثمار الحنظل، بعد ست عجاف رأى فيها المصريون المذابح والأهوال، فكيف وأين سيُنفق المصريون كل هذه الثمار؟