10 أكتوبر 2024
كل مستفيد يعرف نظامه
تصور جدلا أنك مفيد فوزي، بعدما اشتريت باروكتين من باريس، وكتبت كتابا حواريا عن أميرة، وعدت من باريس مريضا، فرأيت ثورةً على قارعة الطريق، وطلب منك، في الوقت نفسه، أن تكتب كتابا عن أساور سوزان مبارك في شرم الشيخ، قبل معرض الكتاب، أتكتب الكتاب، أم تحاور زوجة محمد مرسي، وهي وسط ميدان رابعة العدوية في حر الصيف، ولا يوجد في الميدان تكييف مركزي؟
لاحظ أن إبراهيم الموصلي كانت بينه وبين زرياب جفوة وغيرة ما في اللحن، إلا أن بيوت بني أمية كانت مفتوحةً على سعتها لمن يريد أن يذهب إلى الأندلس تاركا قيظ بغداد لأصحاب الحظوظ القليلة من العميان من أصحاب اللحن، فهل احتاج زرياب إلى باروكةٍ حينما كبر في السن، وهل يحتاج فاروق جويدة إلى سندٍ من الوزن أو الشعر، كي يلقي بتهمة "رابعة" كلها في حجر الإخوان المسلمين. واضح أن حجر "الإخوان" سيتسع، حتى يشيل "موقعة أحد"، ولا مانع أيضا من أن يشيل فاتورة الدماء في كربلاء وصفين والجمل والنهروان. وقبل "رابعة"، قالت المدهشة نشوى الحوفي إنه لا مانع من فض الاعتصام في ميدان رابعة العدوية، ولا مانع من فاتورة دماء حتى من أجساد الصالحين، ففي النهروان مات مئات من حفظة القرآن الكريم بسيف علي، كرّم الله وجهه، أو بسيف خصومه. وبعد الفض، صارت نشوى يوميا تمرح في بطن الإذاعة، والتلفزيون من أقصاه إلى أقصاه، وزادتها السلطة بسطةً في نشر الدماء، فصارت العضو الرئيسي في لجان العفو الرئاسي، فكيف لا يختار المستفيد نظامه؟ فهل كانت زوجة مرسي ستشتري باروكةً لمفيد وهي راجعة من باريس؟ وهل كان زرياب سيدقّ على أوتار عوده في بطحاء مكة، معلنا ثورة على بني أمية، بعدما زادت الثمرات في قصور قرطبة، وأثمر الفقر في مكة والمدينة ثورات على المظالم؟ وهل كان فاروق جويدة في حاجةٍ ليقول قصيدة شعر في أحزان ولادة بنت المستكفي، إلا من قناة رجل المخابرات الذي يمتلك ربع شمال سيناء، وقنوات المحور، وجامعة، ومصانع عديدة؟
لاحظ أن أصحاب القلوب الطيبة مساكين، ولا يعرفون أيضا أن للباروكات عطورا ومصاريف ومواد حافظة، وللمهرّجين في القصور مكانة واصلة حتى "غرف الحريم". انتقل دكتور مصطفى الفقي إلى مكتبة الإسكندرية، مجبرا يا عيني، كي يحسن دخله بعد السبعين، كي يشتري الأنتريه أو يدفع أقساط الشقة. وبالطبع، يعمل أحمد عكاشة مستشارا للرئاسة، بعدما ساد الكساد في مهنة الطب النفسي. وعادت نجوى إبراهيم إلى التليفزيون وبقلوظ، فكيف لا تقول المذيعة آمال فهمي بعد التسعين: لو طلب منّي الرئيس عبد الفتاح السيسي العودة إلى برنامجي (على الناصية) لعدت بلا تردد. ... وأنا لا أشك في نيتها للعمل. ولكن، هل ستتمكن السيدة آمال فهمي من أن تجد ناصية في القاهرة الآن كي تدير منها برنامجها في مثل هذا السن الحرج؟ هل نلوم صاحبة الحلق لأنها كانت تضع يدها على قطعة أرض، بعدما خدمت الشرطة سنوات؟ وهل نلوم عمر خيرت وموسيقاه بعدما فرش الموسيقى، مثل ريش النعام، تحت أقدام الضباط، وأشعل البيانو جنونا من شدة العزف أم نلوم دكتور عبد المنعم سعيد بعد قضية "هدايا الأهرام"، أم نلوم زرياب وهو يغيظ أستاذه إسحق، وهو في الأندلس بـ 365 حلة من الحرير والدمقس، موشّاة بالذهب، وكل يوم يشير إليه الببغاء على الحلة المناسبة لهذا اليوم دون غيرها. هل كان ذلك كله قليلا أمام "باروكة" لمفيد فوزي، بقرشين، يعطّرها كي يقول كلمتين على هامش المؤتمر، أو يضحك مع "الولد بقلوظ" في حوار مع ماما نجوى إبراهيم عن "رؤية الرئيس السيسي للأمل".
لاحظ أن إبراهيم الموصلي كانت بينه وبين زرياب جفوة وغيرة ما في اللحن، إلا أن بيوت بني أمية كانت مفتوحةً على سعتها لمن يريد أن يذهب إلى الأندلس تاركا قيظ بغداد لأصحاب الحظوظ القليلة من العميان من أصحاب اللحن، فهل احتاج زرياب إلى باروكةٍ حينما كبر في السن، وهل يحتاج فاروق جويدة إلى سندٍ من الوزن أو الشعر، كي يلقي بتهمة "رابعة" كلها في حجر الإخوان المسلمين. واضح أن حجر "الإخوان" سيتسع، حتى يشيل "موقعة أحد"، ولا مانع أيضا من أن يشيل فاتورة الدماء في كربلاء وصفين والجمل والنهروان. وقبل "رابعة"، قالت المدهشة نشوى الحوفي إنه لا مانع من فض الاعتصام في ميدان رابعة العدوية، ولا مانع من فاتورة دماء حتى من أجساد الصالحين، ففي النهروان مات مئات من حفظة القرآن الكريم بسيف علي، كرّم الله وجهه، أو بسيف خصومه. وبعد الفض، صارت نشوى يوميا تمرح في بطن الإذاعة، والتلفزيون من أقصاه إلى أقصاه، وزادتها السلطة بسطةً في نشر الدماء، فصارت العضو الرئيسي في لجان العفو الرئاسي، فكيف لا يختار المستفيد نظامه؟ فهل كانت زوجة مرسي ستشتري باروكةً لمفيد وهي راجعة من باريس؟ وهل كان زرياب سيدقّ على أوتار عوده في بطحاء مكة، معلنا ثورة على بني أمية، بعدما زادت الثمرات في قصور قرطبة، وأثمر الفقر في مكة والمدينة ثورات على المظالم؟ وهل كان فاروق جويدة في حاجةٍ ليقول قصيدة شعر في أحزان ولادة بنت المستكفي، إلا من قناة رجل المخابرات الذي يمتلك ربع شمال سيناء، وقنوات المحور، وجامعة، ومصانع عديدة؟
لاحظ أن أصحاب القلوب الطيبة مساكين، ولا يعرفون أيضا أن للباروكات عطورا ومصاريف ومواد حافظة، وللمهرّجين في القصور مكانة واصلة حتى "غرف الحريم". انتقل دكتور مصطفى الفقي إلى مكتبة الإسكندرية، مجبرا يا عيني، كي يحسن دخله بعد السبعين، كي يشتري الأنتريه أو يدفع أقساط الشقة. وبالطبع، يعمل أحمد عكاشة مستشارا للرئاسة، بعدما ساد الكساد في مهنة الطب النفسي. وعادت نجوى إبراهيم إلى التليفزيون وبقلوظ، فكيف لا تقول المذيعة آمال فهمي بعد التسعين: لو طلب منّي الرئيس عبد الفتاح السيسي العودة إلى برنامجي (على الناصية) لعدت بلا تردد. ... وأنا لا أشك في نيتها للعمل. ولكن، هل ستتمكن السيدة آمال فهمي من أن تجد ناصية في القاهرة الآن كي تدير منها برنامجها في مثل هذا السن الحرج؟ هل نلوم صاحبة الحلق لأنها كانت تضع يدها على قطعة أرض، بعدما خدمت الشرطة سنوات؟ وهل نلوم عمر خيرت وموسيقاه بعدما فرش الموسيقى، مثل ريش النعام، تحت أقدام الضباط، وأشعل البيانو جنونا من شدة العزف أم نلوم دكتور عبد المنعم سعيد بعد قضية "هدايا الأهرام"، أم نلوم زرياب وهو يغيظ أستاذه إسحق، وهو في الأندلس بـ 365 حلة من الحرير والدمقس، موشّاة بالذهب، وكل يوم يشير إليه الببغاء على الحلة المناسبة لهذا اليوم دون غيرها. هل كان ذلك كله قليلا أمام "باروكة" لمفيد فوزي، بقرشين، يعطّرها كي يقول كلمتين على هامش المؤتمر، أو يضحك مع "الولد بقلوظ" في حوار مع ماما نجوى إبراهيم عن "رؤية الرئيس السيسي للأمل".