03 أكتوبر 2024
هل تعب السيسي من الشيلة؟
هل بدأ عمل الكومبارس مبكرا، أم أن عبد الفتاح السيسي تعب بالفعل من الشيلة، خصوصا وأن الجيش أخذ كل مستحقاته من غير نقصان بالقانون والدستور وعلي جمعة، وعصابة حسني مبارك خرجت كلها براءة؟
هل نقول بدأت الألعاب على استحياء؟ كثيرا ما قلت: لا تستهينوا بمحمد أنور عصمت السادات، ولا تنخدعوا في فصْله من برلمان علي عبد العال، فكلها ألعاب، لا تختلف كثيرا عن فصْل توفيق عكاشة، فالمسرح الخاوي من الجمهور بعدما ماتت السياسة من أربع سنوات يحتاج إلى مزيدٍ من الخروج على النص، ومزيد من التهريج شبه القانوني والسياسي، ومزيد من الديكور والاستعباط أيضا. أؤكد أن ألاعيب أنور عصمت السادات لن تنتهي أبدا، فالرجل ابن مطبخ "30 يونيو" بامتياز، وابن منظومة رأسمالية المحاسيب بامتياز، مع إخوته وباقي العائلة وأصهارهم، تكتُّل المال وبخور السلطة ورائحة السادات الرئيس وأبناء عصمت، وخصوصا بعدما أعلنت جريدة الدستور من "مصادر"، وهي الجريدة اللصيقة بسلطة السيسي، ويترأس مجلس ادارتها محمد الباز، ابن دولة مبارك والنظام الحالي بامتياز، وقد كتبت أن "السادات يعقد لقاءات مع سياسيين لدعم ترشحه للرئاسة"، ويقول الخبر: "علمت الدستور أن النائب السابق محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، يجري مشاورات، ويعقد لقاءات موسعة للاستعداد للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد مطالبات له بخوض غمار المعركة المقرّر لها العام المقبل". وأضاف الخبر: "من بين تلك الشخصيات التي قابلها العضو السابق، قيادات حزبية، ورجال أعمال، وقيادات شبابية، وشخصيات عامة، وعلماء دين مسلمون ومسيحيون... وبالتواصل مع السادات لم يؤكد أو ينفِ صحة المعلومات".
ودعنا نقف فقط في الخبر على ملاقاته "علماء دين مسيحيين"، فهل تسمح الكنيسة بذلك لأحد، حتى ولو كان السادات المرحوم نفسه، وليس ابن أخيه، علاوة على أن الإخوة المسيحيين في البرلمان أعلنوا جهارا نهارا "أن زواج السلطة الحالية مع الكنيسة المصرية كاثوليكي"، فكيف تسمح الكنيسة لعضو فصله برلمان السيسي، بعدما اتهم بالخيانة، أن تنسق معه بوصفه رئيسا قادما؟ أشياء بالطبع لا يصدقها إلا عبيط. أما التصريح الثاني، فهو لحمدين صباحي، وفي يوم الخبر نفسه، وبجرأة لم نتعودها لحمدين من سنوات، وخصوصا بعدما اقتصرت واختصرت جبهة إنقاذه على عدد محدود من أنصاره، من غير عروق نافرة، وداخل جدران الحزب حول كنكة القهوة فقط، وإذا بحمدين يخرج على غير مألوف الكنكة، ويقول فصيحا صريحا لأول مرة: "الشارع مش راضي عن السلطة... واللي عايزني هيلاقيني". ولا أعرف بالطبع كيف نلاقيه، هل في ميدان التحرير، أم في ميدان عبد المنعم رياض، أم في ميدان العتبة الخضرا، أو أمام ضريح سعد زغلول أم في ميدان الست أم عباس؟
المهم أننا، بعد كل هذه المؤشرات، نستطيع أن نقول: هل بدأ موسم الكومبارس مبكرا إلى هذه الدرجة؟ أم أن الأمر مجرد بالونات لامتصاص غضب الشارع المصري، وخصوصا بعد موجة رفع الأسعار العنيفة، والتي لم تمر بها مصر من قبل، وثبات مرتبات الموظفين من ثلاث سنوات، وانتفاضة رغيف الخبز من أسبوعين. فهل فطنت السلطة الحالية لصعوبة قدرتها على تحمل أزمات الواقع المعيشي لشعبٍ عرف طريقه إلى الغضب في "يناير"، وخرج من أيام في مليونية إلى استاد كفر الشيخ، بحثا عن فرصة عمل. هل بدأت الأخطار تحدق بالجميع، وبدأت الشيلة صعبةً على رئيس تمناها هوسًا، ومن دون أن يصاحبه أي برنامج ولا خطة ولا فلسفة، اللهم إلا حنان الوز، تهليل وفرح ودموع وعواطف.
هل نقول بدأت الألعاب على استحياء؟ كثيرا ما قلت: لا تستهينوا بمحمد أنور عصمت السادات، ولا تنخدعوا في فصْله من برلمان علي عبد العال، فكلها ألعاب، لا تختلف كثيرا عن فصْل توفيق عكاشة، فالمسرح الخاوي من الجمهور بعدما ماتت السياسة من أربع سنوات يحتاج إلى مزيدٍ من الخروج على النص، ومزيد من التهريج شبه القانوني والسياسي، ومزيد من الديكور والاستعباط أيضا. أؤكد أن ألاعيب أنور عصمت السادات لن تنتهي أبدا، فالرجل ابن مطبخ "30 يونيو" بامتياز، وابن منظومة رأسمالية المحاسيب بامتياز، مع إخوته وباقي العائلة وأصهارهم، تكتُّل المال وبخور السلطة ورائحة السادات الرئيس وأبناء عصمت، وخصوصا بعدما أعلنت جريدة الدستور من "مصادر"، وهي الجريدة اللصيقة بسلطة السيسي، ويترأس مجلس ادارتها محمد الباز، ابن دولة مبارك والنظام الحالي بامتياز، وقد كتبت أن "السادات يعقد لقاءات مع سياسيين لدعم ترشحه للرئاسة"، ويقول الخبر: "علمت الدستور أن النائب السابق محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، يجري مشاورات، ويعقد لقاءات موسعة للاستعداد للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد مطالبات له بخوض غمار المعركة المقرّر لها العام المقبل". وأضاف الخبر: "من بين تلك الشخصيات التي قابلها العضو السابق، قيادات حزبية، ورجال أعمال، وقيادات شبابية، وشخصيات عامة، وعلماء دين مسلمون ومسيحيون... وبالتواصل مع السادات لم يؤكد أو ينفِ صحة المعلومات".
ودعنا نقف فقط في الخبر على ملاقاته "علماء دين مسيحيين"، فهل تسمح الكنيسة بذلك لأحد، حتى ولو كان السادات المرحوم نفسه، وليس ابن أخيه، علاوة على أن الإخوة المسيحيين في البرلمان أعلنوا جهارا نهارا "أن زواج السلطة الحالية مع الكنيسة المصرية كاثوليكي"، فكيف تسمح الكنيسة لعضو فصله برلمان السيسي، بعدما اتهم بالخيانة، أن تنسق معه بوصفه رئيسا قادما؟ أشياء بالطبع لا يصدقها إلا عبيط. أما التصريح الثاني، فهو لحمدين صباحي، وفي يوم الخبر نفسه، وبجرأة لم نتعودها لحمدين من سنوات، وخصوصا بعدما اقتصرت واختصرت جبهة إنقاذه على عدد محدود من أنصاره، من غير عروق نافرة، وداخل جدران الحزب حول كنكة القهوة فقط، وإذا بحمدين يخرج على غير مألوف الكنكة، ويقول فصيحا صريحا لأول مرة: "الشارع مش راضي عن السلطة... واللي عايزني هيلاقيني". ولا أعرف بالطبع كيف نلاقيه، هل في ميدان التحرير، أم في ميدان عبد المنعم رياض، أم في ميدان العتبة الخضرا، أو أمام ضريح سعد زغلول أم في ميدان الست أم عباس؟
المهم أننا، بعد كل هذه المؤشرات، نستطيع أن نقول: هل بدأ موسم الكومبارس مبكرا إلى هذه الدرجة؟ أم أن الأمر مجرد بالونات لامتصاص غضب الشارع المصري، وخصوصا بعد موجة رفع الأسعار العنيفة، والتي لم تمر بها مصر من قبل، وثبات مرتبات الموظفين من ثلاث سنوات، وانتفاضة رغيف الخبز من أسبوعين. فهل فطنت السلطة الحالية لصعوبة قدرتها على تحمل أزمات الواقع المعيشي لشعبٍ عرف طريقه إلى الغضب في "يناير"، وخرج من أيام في مليونية إلى استاد كفر الشيخ، بحثا عن فرصة عمل. هل بدأت الأخطار تحدق بالجميع، وبدأت الشيلة صعبةً على رئيس تمناها هوسًا، ومن دون أن يصاحبه أي برنامج ولا خطة ولا فلسفة، اللهم إلا حنان الوز، تهليل وفرح ودموع وعواطف.