10 أكتوبر 2024
عادل إمام وروائح الانقلاب
من أول لحظة لظهور عادل إمام بجوار عبد الفتاح السيسي، أيام كان الأخير وزيرا للحربية في مصر، في مقر الوحدة التاسعة في المنطقة المركزية يوم 12/ 5/ 2013، في لقطةٍ استعراضية واضحة للعيان بغطاء فني مدروس، عرفت تماما وبيقين واضح، ما روائح الأيام المقبلة، فكانت 30/ 6 وما تبعها من أحداث. هذا اليوم المحدّد بعناية شديدة، أعتقد أنه الذي أكملت به سلطة الانقلاب عدّتها تماما للإطاحة بمحمد مرسي، وأظنها كانت، في ذلك الوقت، قد أمسكت تماما كل الأوارق المهمة في الدولة، وفي انتظار بدء العمل على إسقاط النظام بعد ذلك بثمانية وأربعين يوما. البقية كانت إجراءات فقط على الورق، وأمام الشاشات.
وللأمانة، كانت تنقص الرئيس محمد مرسي يقظة الفطنة في تأمل هذا السيناريو المعدّ أمام عينيه من وزير حربيته. ولكن، وكأن الرجل أدرك، أو أحسّ، بنهاية أيامه في الحكم، فأراد أن يخرج سالما من أي دماءٍ تلوث يديه من أنصاره، أو ممن يتربصون به. نعم الرجل السياسي في موقع الرئيس غير العمل الحزبي أو الدعوي أو الخيري أو رئاسة قسم في كلية هندسة أو العمل التنظيمي في صفوف المعارضة.
الحاكم الذي تعاديه أجهزة الدولة العميقة منذ 1952، بعد ثورةٍ تقبّلتها بخبثٍ، وعلى كُره، وتعدّ لها العدة كمن يمشي ليلا فوق حقل ألغامٍ وخياناتٍ تنمو كل ساعة في الشارع والإعلام ومجلس الشعب، وملاعب الكرة، وأمام الفنادق، وفي أروقة وزارة الثقافة بعد احتلالها، وفي حلقات زار الإعلام التي امتلأت عن بكرة أبيها بـ "خرفان هاني رمزي المعدّة للذبح"، أو بمساخر باسم يوسف خلال سنة كاملة، أو كاوتشات إبراهيم عيسى، بعدما كتب عليها "الاستبن"، وعلقها بخطّافٍ في الأستوديو، وكان مرسي لم يكمل يومه السبعين بعد.
هذا الزار المعد، كان لا بد أن يراه متواريا بخفةٍ في سعادةٍ في عيون وزير حربيةٍ يجلس في الصفوف الأولى، وعيونُه تمتلئ عن آخرها بالشهوة في الحكم، ومليئة حد الفضيحة بالصمت المريب الذي يكتشفه أي مدرَّب على السلطة وخياناتها.
كان ينقص مرسي كيفية قراءة العيون جيدا. هذا اليوم، يوم 12/ 5/ 2013 الذي اجتمع فيه السيسي بعادل إمام، فنائب الشعب في الفن ومضحكه في الشارع، يقف مع حاكم الشعب المرتقب، كي يغيظ ويعرّي حاكما فعليّا استطاعت الأجهزة الأمنية والمخابراتية بعد عشرة شهور من حكمه أن تجعله حاكما على الورق فقط. ولذا كان أحمد بدير يومها حول السيسي يحمل علما، وأخذ يهتف من فوق دبابة بجوار صابرين. وكأنها بروفة فنية مسبقة لما سوف يتم بحذافيره في 30/6 أمام قصر الاتحادية فجرا أو في الشوارع.
أما إذا تأملت ما قاله طلعت زكريا يومها: "إن الجيش أصبح السند الذي يعوّل عليه في المستقبل، وأي دعوة له، تلبّيها كل طبقات الشعب". هذا في وقتٍ كان الجميع حول السيسي يضحك، حسين فهمي وشريف منير وجيهان منصور ومحمود قابيل وحمدي الكنيسي ومحمود مسلم وشريف عامر وياسر رزق ومصطفى الفقي وأحمد السقا وصابرين. يعني بروفة 30/ 6 كاملة، كان قد تم الإعلان عنها بلا خجل، والتي ستتم بعد أقل من شهرين، كأنها مهرجان تتم فيه الاستعانة، تصويرا وإخراجا، بالمخرج خالد يوسف، من داخل طائرات القوات المسلحة، وبالثوار في فضائيات ساويرس، كأحمد دومة وخالد تليمة وبالضيوف بعدها، كأحمد حرارة.
واكتملت حفلة الزار على ذبح الثورة تماما، حينما رقص الجميع مع أحمد فؤاد نجم على أغنية "تسلم الأيادي" في استديوهات الملياردير محمد أبو العينين، بعدما تحزّم باللاسة البيضاء ورقص.
هل كان محمد مرسي يدري أن كل هؤلاء يمكن أن ينتقموا من ثورتهم بهذه الوحشية، إلا في أشرس الكوابيس؟ ولكن هذا حدث على مقربةٍ من عيني مرسي نفسه، حينما كان وزير حربيته يخبئ في عينيه ما لا يستطيع مداراته، واستطاع البوح به في يوم 12/ 5/ 2013، ولكن ساعتها كانت السكين قد سرقت مرسي تماما، والثورة قاب قوسين من الإمساك بها. ولذا ظهر عادل إمام ضاحكا في المشهد، وكأنه في بروفة فيلم ضاحك، يتم الإعداد له.
وللأمانة، كانت تنقص الرئيس محمد مرسي يقظة الفطنة في تأمل هذا السيناريو المعدّ أمام عينيه من وزير حربيته. ولكن، وكأن الرجل أدرك، أو أحسّ، بنهاية أيامه في الحكم، فأراد أن يخرج سالما من أي دماءٍ تلوث يديه من أنصاره، أو ممن يتربصون به. نعم الرجل السياسي في موقع الرئيس غير العمل الحزبي أو الدعوي أو الخيري أو رئاسة قسم في كلية هندسة أو العمل التنظيمي في صفوف المعارضة.
الحاكم الذي تعاديه أجهزة الدولة العميقة منذ 1952، بعد ثورةٍ تقبّلتها بخبثٍ، وعلى كُره، وتعدّ لها العدة كمن يمشي ليلا فوق حقل ألغامٍ وخياناتٍ تنمو كل ساعة في الشارع والإعلام ومجلس الشعب، وملاعب الكرة، وأمام الفنادق، وفي أروقة وزارة الثقافة بعد احتلالها، وفي حلقات زار الإعلام التي امتلأت عن بكرة أبيها بـ "خرفان هاني رمزي المعدّة للذبح"، أو بمساخر باسم يوسف خلال سنة كاملة، أو كاوتشات إبراهيم عيسى، بعدما كتب عليها "الاستبن"، وعلقها بخطّافٍ في الأستوديو، وكان مرسي لم يكمل يومه السبعين بعد.
هذا الزار المعد، كان لا بد أن يراه متواريا بخفةٍ في سعادةٍ في عيون وزير حربيةٍ يجلس في الصفوف الأولى، وعيونُه تمتلئ عن آخرها بالشهوة في الحكم، ومليئة حد الفضيحة بالصمت المريب الذي يكتشفه أي مدرَّب على السلطة وخياناتها.
كان ينقص مرسي كيفية قراءة العيون جيدا. هذا اليوم، يوم 12/ 5/ 2013 الذي اجتمع فيه السيسي بعادل إمام، فنائب الشعب في الفن ومضحكه في الشارع، يقف مع حاكم الشعب المرتقب، كي يغيظ ويعرّي حاكما فعليّا استطاعت الأجهزة الأمنية والمخابراتية بعد عشرة شهور من حكمه أن تجعله حاكما على الورق فقط. ولذا كان أحمد بدير يومها حول السيسي يحمل علما، وأخذ يهتف من فوق دبابة بجوار صابرين. وكأنها بروفة فنية مسبقة لما سوف يتم بحذافيره في 30/6 أمام قصر الاتحادية فجرا أو في الشوارع.
أما إذا تأملت ما قاله طلعت زكريا يومها: "إن الجيش أصبح السند الذي يعوّل عليه في المستقبل، وأي دعوة له، تلبّيها كل طبقات الشعب". هذا في وقتٍ كان الجميع حول السيسي يضحك، حسين فهمي وشريف منير وجيهان منصور ومحمود قابيل وحمدي الكنيسي ومحمود مسلم وشريف عامر وياسر رزق ومصطفى الفقي وأحمد السقا وصابرين. يعني بروفة 30/ 6 كاملة، كان قد تم الإعلان عنها بلا خجل، والتي ستتم بعد أقل من شهرين، كأنها مهرجان تتم فيه الاستعانة، تصويرا وإخراجا، بالمخرج خالد يوسف، من داخل طائرات القوات المسلحة، وبالثوار في فضائيات ساويرس، كأحمد دومة وخالد تليمة وبالضيوف بعدها، كأحمد حرارة.
واكتملت حفلة الزار على ذبح الثورة تماما، حينما رقص الجميع مع أحمد فؤاد نجم على أغنية "تسلم الأيادي" في استديوهات الملياردير محمد أبو العينين، بعدما تحزّم باللاسة البيضاء ورقص.
هل كان محمد مرسي يدري أن كل هؤلاء يمكن أن ينتقموا من ثورتهم بهذه الوحشية، إلا في أشرس الكوابيس؟ ولكن هذا حدث على مقربةٍ من عيني مرسي نفسه، حينما كان وزير حربيته يخبئ في عينيه ما لا يستطيع مداراته، واستطاع البوح به في يوم 12/ 5/ 2013، ولكن ساعتها كانت السكين قد سرقت مرسي تماما، والثورة قاب قوسين من الإمساك بها. ولذا ظهر عادل إمام ضاحكا في المشهد، وكأنه في بروفة فيلم ضاحك، يتم الإعداد له.