لتحيا قطر

20 أكتوبر 2017
+ الخط -
الكلمات المشينة التي هتف بها دبلوماسي مصري داخل أروقة اليونسكو لن تحمل الفرنسيين على الفخر والتصفيق، لكنها حتما ستحمل العرب على الخزي، وربما تنكيس الرأس.
أيها الدبلوماسي العربي، لن يشكرك الفرنسيون، ولا الغرب، على تماهيك في نصرتهم، بل سيفرحون ويسخرون بجهرك لمعاداة أخيك المسلم.
دناءة عباراتك إلى هذا الحد المخزي لن يبررونه بسوء العلاقة أخيرا بين بلدك وقطر، بل سيشمت الأعداء، ويسخرون من عدم تنبهك من أنّ العلاقة مهما ساءت بين طرفين، فإنّ نصرة الدين الذي يجمعهم هي الأساس.
أتساءل، وربما يتساءل كل من شاهدك تهتز وتصرخ، رافضا بلوغ مرشح ينتمي لدولة يجمعك بها دين وعرق وقرب جغرافيا: ما الذي ننتظره منك، يا سيدي الدبلوماسي، وأنت تردّد على مسامع القاصي والداني بأن تحيا فرنسا وتسقط قطر؟ ما الذي ينفعنا من دبلوماسي تنكّر لتاريخه؟ التاريخ الذي يحكي لك ولأمثالك ما فعل الغرب بأجدادنا وأسلافنا وماضينا.
مهما كان الخلاف بين الدول، إلا أنّ الرغبة الجامحة، ورغبة من تبعك في تعطيل مسار المرشح العربي حمد عبد العزيز الكواري في بلوغ مرتبة مدير اليونسكو لا تحملنا إلا على الوقوف جمعا لتقبّل العزاء على أمة فرّط فيها الأخ في أخيها بما يرضي العدو.
قيل إنّ المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين، فلماذا إذن ننسى، أو نتناسى، أنّ الغرب لطالما سعى ويسعى إلى إشعال الفتنة وزرع فكرة التفرقة بيننا والإساءة لثقافة حضارتنا.
أولئك الذين تصفّق لهم، يا سيدي، وتنادي بأحيائهم لن ينصروا قدسك ولن يحفظوا تراثك ودينك بل سيهدرون، وربما، سيسلبون ما تبقى منك من سيادة على أرضك ونفسك.
سيغزوك البؤس، وتبقى كرة يتقاذفها زعماء الغرب، سيكملون مسيرة بدأها أسلافهم سيفخرون باستعمار أرضنا وتشتيت أهلنا، فلا يمكنك أن تتوقع الصلاح من صعود فرنسية برع أجدادها في تقسيمنا وترسيخ مفهوم العبودية في عالمنا العربي، ولن تكون إدارة كرسي اليونسكو من فرنسية غير زيادة في فرض القيود على مستقبل ثقافتنا العربي.
الصرخة الدعائية للدبلوماسي المصري أعقبها تصريح وزير خارجيته، سامح شكري، بتبرير ليس أقل سوءاً، أنّ مصر تريد الحفاظ على صلاح العلاقات التي تربطها بفرنسا، ما يدل على أنّنا حقا أمام انتكاسة في القيم العربية، وتوتر بين الأشقاء أخذ منحى العداوة.
فإذا كان غير محمود بالنسبة للوزير المصري ودبلوماسييه، وشرذمة أخرى من العرب، بلوغ مرشح عربي بذريعة هزيلة، هي أنّ هذا الأخير يحمل الجنسية القطرية، وكان من هؤلاء استكثار مناصرته خفية لما يناصرون خصمه جهرا إذن؟
فإن لم تنصر أخاك المسلم لا تعاديه، وقف موقف الحياد لتحفظ ماء وجهك، ولا تضرب بعروبتك أمام الكل عرض الحائط.
B837A30D-EB6A-42AF-A57F-17C6F016B14A
B837A30D-EB6A-42AF-A57F-17C6F016B14A
ماجدة العرامي (تونس)
ماجدة العرامي (تونس)