08 أكتوبر 2024
غانم السليطي... تكريم مستحق
مُنح النجم القطري، غانم السليطي، أخيراً، جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، وانضمّ بذلك إلى أسماءَ لامعةٍ، تم تكريمها بهذه الجائزة التي صارت تحوز احتراماً واعتباراً ظاهريْن، سعد أردش ويوسف العاني ودريد لحام ونضال الأشقر وسميحة أيوب وثريّا جبران وسعد الفرج وسعاد العبد الله وعبد الحسين عبد الرضا. وليس هذا التقدير الأول عربياً الذي يستحقّه الفنان، الممثل والكاتب والمخرج، السليطي، فقد تم تكريمه في مهرجان دمشق المسرحي، وحاز جائزة أحسن ممثل عن أحد أعماله في مهرجان قرطاج، كما نال تكريماً من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، غير أن تقديره الجديد، باختياره الشخصية المسرحية العربية لعام 2016، يُحسب التفاتةً، لها قيمتها الخاصة، من نخبةٍ بارزةٍ من أهل المسرح يوكل إليهم اختيار الفائز، بحسب أعراف هذه الجائزة التي انطلقت في العام 2007، برعايةٍ ودعمٍ من حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي.
وإذ ليس في الوسع إيجاز إحاطةٍ تُجمل ما أعطى غانم السليطي وما أبدع، منذ بدء صعوده الفني، في العام 1986، في مسرحية "عنتر وأبلة"، بعد أعمالٍ مسرحيةٍ وتلفزيونيةٍ وإذاعيةٍ غير قليلةٍ سبقت تلك الانطلاقة، فإن أهم ما يمكن التأشير إليه، في سيرة هذا الفنان المتعدّد، أنه تمكّن، إلى حدٍّ ظاهر، من إمساك المعادلة بين الإمتاع والجديّة، بين الإضحاك والرسالة الفنية، بين إحداث البهجة على المسرح أو في المسلسل التلفزيوني وإيصال مضمونٍ ذي قيمةٍ أخلاقيةٍ وإنسانية. وفي المقدور أن يُقال، أيضاً، إن غانم السليطي أحد فناني منطقة الخليج العربي الباهرين، في أدائه وتمثيله. ولذلك، يعد نجماً جماهيرياً، وفناناً مقتدراً، وإذا كان قد تنوّع في أدواره، وذهب إلى الميلودراما أحياناً، إلا أن لونه كوميدياناً يبقى الأوضح في سيرته الفنية العريضة، والتي تشتمل على أكثر من عشرين عملاً مسرحياً، زادت عروض بعضها على المائة في قطر وغير بلد عربي، بالإضافة إلى عشرات المسلسلات والأعمال والبرامج التلفزيونية. وإلى هذا الأمر، لا تزيّد في الزعم أن السليطي من ألمع الفنانين العرب في "المسرح السياسي"، ولم تنل تجربته في هذا الأمر ما تستحقه من إضاءةٍ ودرس، فلم تُعرف عربياً كما ينبغي أن تُعرف. وفي البال أيضاً، أن مضامين جريئةً، وأحياناً جريئةً جداً، اشتملت عليها أعمالٌ له، انتقدت أحوالاً وخياراتٍ سياسيةً، وأوضاعاً اجتماعية في بلده قطر، وفي منطقة الخليج.
ولعلّ التكريم العربي الجديد الذي حازه غانم السليطي يكون مناسبة متجدّدة للالتفات إلى تجربته، بالنقد والتحليل، وبالموضوعية اللازمة دائماً، في دراسة "هالو غالف" و"أمجاد يا عرب" و"عنتر و11 سبتمبر"، وغيرها من أعمالٍ مسرحية، وازت بين الجماهيرية والإتقان إلى حدٍّ ظاهر، ذلك أن الكوميديا في مسرح غانم السليطي، ممثلاً وكاتباً ومخرجاً، لا تستغرق في الهزل والسخرية كيفما اتفق، وفي البهلوانيّات الكلامية إياها، وإنما تشدّ المشاهد، في فرجةٍ مضحكةٍ وممتعة، إلى مضمونٍ يتعلّق بالراهن المحلي، وبالحال الخليجي، وبالوضع العربي، وغالباً من دون اعتبارٍ لقيود سياسية ولحساباتٍ تخلّ بحرية الفنان في تعبيره عن رأيه، الناقم والساخط غالباً، وما أكثر ما يجد الفنان العربي، ومنه الخليجي، أسباباً لذلك، وقد حافظ غانم السليطي على وفائه لخياره هذا، ولانحيازه إلى الحرية. وقد لامس، بشجاعةٍ، قضايا اجتماعيةً في الخليج، في أعماله التلفزيونية، ومنها "سوالف الدنيا" و"فايز التوش" و"عرس الفريج" و"الناس بيزات"، وغيرها من مسلسلاتٍ باقيةٍ في ذاكرة أهل الخليج، وكان السليطي منتجاً لبعضها. وقد دلَّ، دائماً، فيها، وفي عموم محطات حضوره الفني العريض، على طموحه الواسع، وعلى تجدّده. ولهذا كله وغيره، جاء مفرحاً لجمهوره تكريمُه العربي الجديد، فناناً كبيراً مجدّاً.
وإذ ليس في الوسع إيجاز إحاطةٍ تُجمل ما أعطى غانم السليطي وما أبدع، منذ بدء صعوده الفني، في العام 1986، في مسرحية "عنتر وأبلة"، بعد أعمالٍ مسرحيةٍ وتلفزيونيةٍ وإذاعيةٍ غير قليلةٍ سبقت تلك الانطلاقة، فإن أهم ما يمكن التأشير إليه، في سيرة هذا الفنان المتعدّد، أنه تمكّن، إلى حدٍّ ظاهر، من إمساك المعادلة بين الإمتاع والجديّة، بين الإضحاك والرسالة الفنية، بين إحداث البهجة على المسرح أو في المسلسل التلفزيوني وإيصال مضمونٍ ذي قيمةٍ أخلاقيةٍ وإنسانية. وفي المقدور أن يُقال، أيضاً، إن غانم السليطي أحد فناني منطقة الخليج العربي الباهرين، في أدائه وتمثيله. ولذلك، يعد نجماً جماهيرياً، وفناناً مقتدراً، وإذا كان قد تنوّع في أدواره، وذهب إلى الميلودراما أحياناً، إلا أن لونه كوميدياناً يبقى الأوضح في سيرته الفنية العريضة، والتي تشتمل على أكثر من عشرين عملاً مسرحياً، زادت عروض بعضها على المائة في قطر وغير بلد عربي، بالإضافة إلى عشرات المسلسلات والأعمال والبرامج التلفزيونية. وإلى هذا الأمر، لا تزيّد في الزعم أن السليطي من ألمع الفنانين العرب في "المسرح السياسي"، ولم تنل تجربته في هذا الأمر ما تستحقه من إضاءةٍ ودرس، فلم تُعرف عربياً كما ينبغي أن تُعرف. وفي البال أيضاً، أن مضامين جريئةً، وأحياناً جريئةً جداً، اشتملت عليها أعمالٌ له، انتقدت أحوالاً وخياراتٍ سياسيةً، وأوضاعاً اجتماعية في بلده قطر، وفي منطقة الخليج.
ولعلّ التكريم العربي الجديد الذي حازه غانم السليطي يكون مناسبة متجدّدة للالتفات إلى تجربته، بالنقد والتحليل، وبالموضوعية اللازمة دائماً، في دراسة "هالو غالف" و"أمجاد يا عرب" و"عنتر و11 سبتمبر"، وغيرها من أعمالٍ مسرحية، وازت بين الجماهيرية والإتقان إلى حدٍّ ظاهر، ذلك أن الكوميديا في مسرح غانم السليطي، ممثلاً وكاتباً ومخرجاً، لا تستغرق في الهزل والسخرية كيفما اتفق، وفي البهلوانيّات الكلامية إياها، وإنما تشدّ المشاهد، في فرجةٍ مضحكةٍ وممتعة، إلى مضمونٍ يتعلّق بالراهن المحلي، وبالحال الخليجي، وبالوضع العربي، وغالباً من دون اعتبارٍ لقيود سياسية ولحساباتٍ تخلّ بحرية الفنان في تعبيره عن رأيه، الناقم والساخط غالباً، وما أكثر ما يجد الفنان العربي، ومنه الخليجي، أسباباً لذلك، وقد حافظ غانم السليطي على وفائه لخياره هذا، ولانحيازه إلى الحرية. وقد لامس، بشجاعةٍ، قضايا اجتماعيةً في الخليج، في أعماله التلفزيونية، ومنها "سوالف الدنيا" و"فايز التوش" و"عرس الفريج" و"الناس بيزات"، وغيرها من مسلسلاتٍ باقيةٍ في ذاكرة أهل الخليج، وكان السليطي منتجاً لبعضها. وقد دلَّ، دائماً، فيها، وفي عموم محطات حضوره الفني العريض، على طموحه الواسع، وعلى تجدّده. ولهذا كله وغيره، جاء مفرحاً لجمهوره تكريمُه العربي الجديد، فناناً كبيراً مجدّاً.