إنهم يكتبونني

05 يناير 2016

صلاح جاهين: مقهور أنا وماشي..أصل القمر قال جاي وماجاشي

+ الخط -
ـ "سئل فلكي عما سيأتي به المستقبل، فقال دونما تردد: "سيهلك الكبار، سيهلك الصغار، ستهلك القطط والطيور والأزهار، ستحرق البيوت والكتب والرايات، ستُحرق مقاعد المدارس والصور التذكارية، سيمحو النابالم الضحكات واللغة العربية والسنابل، ستُهدم المستشفيات، ستُهدم المصانع، ستُهدم الحدائق، ستسير النساء في الشوارع دون ملاءات". ولما نُشرت تلك النبوءة مفصلة في كتاب، اتفق المخلصون للوطن على استنكار ما سيحل بالمرأة، وتنادوا إلى التضحية بالنفس والنفيس لدرء ذلك الخطر البشع"

الكاتب السوري زكريا تامر من مجموعته القصصية "النمور في اليوم العاشر"، صدرت سنة 1978.

ـ "الفشل الأخلاقي الأكبر في الأمة هو فشلها أن تكتسب وضوح الرؤية التاريخية غير العادية، وأن ترى، بوضوح كامل، أن الأمم المهانة والمُستذلّة، تنقاد حتماً إما إلى تحلل قاتل، أي ذبول أخلاقي وروحي، أو إلى رغبة عارمة في الانتقام، ينتج عنها سفك الدماء والانقلابات"

المثقف اليوناني جورج منجاكيس

ـ "أحب هذا القناع المعلق على الحائط، لأن لا وجه خلفه".

الشاعر السوري فراس سليمان من "نهايات معطلة".

ـ "وفكّرت أنّي قد عشت حياة عادلة في الجحيم. وتأملت ما أسعدني، فوجدته سبباً لشقائي. وتذكرت أيام لهوي، فوجدتها طريق بؤسي. وأدركتُ أن كل ساعة فرحٍ قادتني لأيام من الأسى. ونظرتُ إلى صلاتي وصيامي وضحكتُ، فلا صلاة هنا ولا صيام، ولا تخفيف للعذاب أبداً أبداً. وكل ما أملك الصبر، وكل ما أخشى الأمل"

الروائي المصري محمد ربيع من روايته الجميلة "عطارد".

ـ "المذبحة في الشرق هي نتاج التقاء الأوهام. ليأمر الله جيوشه. لينتصر الإيمان على الضحايا"

الروائي المكسيكي خورخي فولبي من "الحديقة الخربة"، ترجمة إسكندر حبش

ـ "إن كلمات تخدم كل القضايا تكف بذلك عن خدمة أية قضية. ويجب التقدم، من الآن فصاعدا، والكلمة عارية كنصل قاطع".

الكاتب المصري جورج حنين

ــ "تحوّل التلفاز إلى ما هو أسوأ مما استطعت تخيله، لم أمتلك تلفازاً قط، وكان غير مألوف بالنسبة إليّ... ظهر شخص يرتدي قبعة طاهٍ، لا أعلم أي جحيم قصد، كما ظهرت عجوز فظيعة، لها وجه يشبه الضفدع، لم أستطع تصديق قبحها، ولم أستطع أيضاً تصديق أن هؤلاء الناس لم يعرفوا كم تبدو وجوههم قبيحة وعارية وموفورة ومقرفة، مثل اغتصاب كل شيء محترم".

الكاتب الأميركي تشارلز بوكوفسكي من مجموعته القصصية "جنوب بلا شمال"، ترجمة أماني لازار

ـ "الأدب يجعل المرء يرغب في حياة أخرى، حياة بديلة عن الحياة الفعلية الواقعية التي لا تمنح الشعور بالكمال، إن الأدب ينمّي الروح النقدية والعقلية المولعة بالمثل العليا، في حين أن الآليات السمعية البصرية الرائعة تبقى حاضرة من أجل تسليتنا وخلق مواضيع سلبية وامتثالية، إن العالم من دون أدب هو بمثابة عالم خالٍ من النقد المُتحدّي، عالم الإنسان الآلي".

الروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا

 "تراودني كثيراً فكرة أنني قد أكون ما يُسمى شخصية منقسمة، قُرئت كفي مؤخراً عدة مرات، وكانوا يكتشفون دوماً أن خطي القلب والرأس يمتدان معاً، والمفترض أن هذا غير طبيعي، ماذا يعني؟ لست أدري. ظننت أولاً أنه يعني صراعاً. لكن، يمكن القول إنه مثل التفكير والشعور، فالحياة ملهاة لمن يفكر برأسه، والحياة مأساة لمن يفكّرون بمشاعرهم، أو يعملون عبر مشاعرهم، وأعتقد أن فيّ الكثير من هذا، لديّ دائماً ذلك الشعور بأنني منقسم. وغالباً ما أرى أمامي سبيلين، لست مفكراً منطقياً، فمشاعري هي التي تملي تفكيري إلى حد كبير. وحين أعبر عن الأمر بالكتابة، أحاول، عادةً، أن أتحاشى كوني متفائلاً أو متشائماً. أريد أن أؤمن بأن ثمة شيئاً أبعد من الأضداد، وأظنها وجهة النظر الحقيقية. تُستعمل كلمة "العالم" عادة على سبيل المقارنة مع شيء آخر، أتعرّف ما أعنيه حين أقول إن رجلاً هو من العالم، أو في العالم، أو ليس منه؟ بهذا المعنى، يمثل العالم شيئاً يناضله الإنسان ويصارعه، إنه يريد أن يكون فيه لا منه، يريد أن يكون فوقه. لكني أعتقد أن السبيل الوحيد الذي تستطيع عبره أن تبرهن أنك لست منه، هو في أن تلجه كاملاً، أنت لا تستطيع تجنب أي شيء من هذا العالم. عليك أن تتقبل كل ما يعود إلى هذا العالم، ثم تبيّن أن ثمة شيئا آخر. لا يعني هذا أن عليك ألا تمتلك مقاييس للتقبل أو الرفض، يجب ألا تقع فريسة، يجب ألا تقع في الفخ الذي يمثله العالم، عليك أن تكون قادراً على الدخول فيه، والمشاركة فيه، وتفهمه، وفي الوقت نفسه، عليك أن تفهم أن ما يحركك أو يوجهك ويقودك عبر الحياة. لم يأت كله من العالم الذي يعيش فيه المرء، وأن هناك أشياء أخرى، لا تُرى ولا تُلمح ولا تُمسك، وهي أشياء لا يتضمنها مفهوم العالم"

الكاتب الأميركي هنري ميلر، من حوار مع برادلي سميث، ترجمة سعدي يوسف

ـــ "لقيت في جيبي قلم.. قلم رصاص، طول عقلة الصابع، معرفش مَدّيت إيدي عايز إيه.. راح طالع، أصفر، ضعيف، ضايع، وما بين تراب دُخّان، وقشر سوداني، كان مدفون، وكنت ماشي لوحدي في الشارع، معرفش رايح فين. لكن ماشي، والليل عليا وع البلد غاشي، ليل، إنما ليل إسود الأخلاق.. ليل، إنما عملاق، إسود سواد خنَاق، إسود، كمليون عسكري، بِسُترة خُفّاشي، وجزمة ضبّاشي، بينظّموا السهرة. والخلق يا حسرة، الخلق مالهاش خُلق للسهرة.. الخلق عاملين زي عُشّاق كلهم مهاجير، ومروّحين مقاهير، يستنظروا بكره.

مقهور أنا وماشي .. أصل القمر قال جاي وماجاشي، ع النيل ماجاشي.. وماجاش كمان ع الهرم.. لفّيت عليه القلعة لفّيت بولاق، قمري لقيته عدم. لفّيت عليه امبابة والوراق، قمري لقيته محاق. وعنيّا وقعوا م السما ع الأرض، الأرض برضُه محاق. قهاوي، سوده من الهباب والهَذَر، والراديوهات تنعب نعيب الجنون.

يا ليله من غير قمر… يا كحل من غير عيون. ولقيت في جيبي قلم، كأنه واد مقروض ومتجادع، قُزعه لكين ملعون، مَبري قوي ومسنون، تقولش ح يخطط نظام الكون؟! وأعمل بيه إيه وأنا ماشي فى الشارع، أنا كمان قُزعه وكمان ضايع، وكمان عليّا تلول تراب دخان.

... كان القمر أيامها طفلي أنا، وعليه زغب ناعم كمثل الطير، واخضر كأنه لمونه م البنزهير، وكنت أشيله، وأفرجه لكل حي، اتفرجوا، شوفوا غلاوة الضنا، والناس يقولوا اسم الله خير والله خير، يا رب خلّيه لك.. الرب خلّاه.. بس مش ليّا، ضاع القمر مني وانا غفلان، وصبحت يا إخوان، لا بُدّ ما يتشحتفوا عنيا.. علشان أطول منه شعاع من ضيّ .. وآديني ماشي لوحدي فى الشارع.. معرفش رايح فين، لكين ماشي، والليل عليّا وع البلد غاشي، ولقيت في جيبي قلم، كتبت به غنوة عذاب".

أبونا صلاح جاهين من قصيدته العظيمة "تراب دخان".

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.