16 نوفمبر 2024
فيلتسيا لانغر تذكّر بأصدقاء فلسطين
"عارٌ أن يُغلق أي أحدٍ عينيه بينما إسرائيل ترتكب جرائمَها ضد الفلسطينيين".. صاحبةُ هذه العبارة ناشطةٌ إيطاليةٌ، اسمها جوليا باليكو. قالت ما قالت، لمّا شاهدت بأمّ عينيها ما شاهدت من فظاعاتٍ إسرائيلية، عندما قدمت إلى الفلسطينيين، وبرفقتها ناشطون أجانب، يقيمون وزنا خاصا للمشترك الإنساني، ولآلام البشر المضطهدين، منهم الأميركية ريتشيل كوري التي قضت في جريمةٍ شهيرةٍ ارتكبها مجنّد إسرائيلي في عام 2003. أما الممثل النجم الأميركي (اليهودي إذا لزم التعريف)، داستن هوفمان، فقال مرّةً إن البشرية أخذت في الانقراض منذ قامت دولة إسرائيل. وأذاع زميلُه، الأميركي أيضا، ميل غيبسون، إن الصهاينة منبع الدمار في العالم. ومن اليونان، كان الموسيقي ميكيس ثيودوراكيس ينعت إسرائيل بأنها أساس السوء في الأرض، فيما شابَهها مواطنُه السينمائي والكاتب، يورغوس كاريبيديس، بمستشفىً كبير للأمراض العقلية، واعتبر جيشَها "أكاديمية سفاحين". ولا تُنسى دعوة الروائي البرتغالي، خوسيه ساراماغو، في عام 2002، إلى قرع الأجراس في العالم، للقول إن ما يحدث في فلسطين جرائمُ ضد الإنسانية تُشابه جرائمَ النازية. ...
هؤلاء بعضٌ قليلٌ من أسماء مضيئة في الأفق الإنساني الذي يلتقي عند نصرة فلسطين. تجاوزوا أعراقَهم وقومياتِهم وأديانَهم ومعتقداتِهم، ورفعوا أصواتهم عاليةً ضد إسرائيل وجرائمها، وانتصروا لحق الفلسطينيين في مقاومة المحتل، وفي مناوأة ما ترتكبه إسرائيل ضدّهم. وتنوّعت نصرة هؤلاء المثقفين والناشطين والمناضلين، في كل مطارح العالم، منذ أكثر من خمسين عاما، فمنهم من التحق بالمقاومة الفلسطينية المسلحة، وكان فدائيا تماما، كما النيكاراغوي، باتريك أوغريللو، والذي شارك ليلى خالد، في عملية خطف طائرةٍ إسرائيليةٍ، وقُتل في الجو، في عام 1970، وكما اليابانيون، تسويوشي أوكادايرا وياسويوكي ياسودا، اللذان قضيا في عمليةٍ شجاعةٍ في مطار اللد في 1972، وقُتل فيها 26 إسرائيليا، وكوزو أوكاموتو الذي تمّ أسره. وكما الفرنسية فرونسوا كيستمان التي قُتلت في اشتباكٍ مع قوةٍ إسرائيليةٍ في البحر مع أربعة فلسطينيين في 1984.
أما في زمن المقاومة المدنية وكسر الحصار عن قطاع غزة ومقاومة جدار الفصل العنصري، فقد توالت وفود أصدقاء فلسطين، المنتسبين إلى معناها الأخلاقي، من بلدانهم العديدة، وكانوا نشطاءَ وحقوقيين ومغيثين، قدموا إلى بحر فلسطين في سفنٍ لنصرة الغزّيين، وإلى عموم فلسطين، لإشهار الجريمة الإسرائيلية الماثلة. كان منهم الكاتب السويدي البديع، هيننغ مانكل الذي زار فلسطين مرّاتٍ، وماثل ممارسات إسرائيل بسياسة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا. وكانت منهم أيضا الإيرلندية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ميريد ماغواير. ولا يُنسى الإيطالي، فيتوريو أريغوني، الذي بقي بين أهل غزة، وساهم في إسعافهم وغوْثهم، قبل أن تغتاله يدٌ آثمة.
وثمّة غير أولئك الفدائيين وهؤلاء المتضامنين، والأسماء أعلاه إنما للتدليل على جمهرةٍ مثلهم، انتصروا للفلسطينيين بالبقاء بينهم، ونالتهم إسرائيل، كما الطبيب الألماني هارولد فيشر الذي استقرّ في بيت جالا، وتزوج فلسطينية، ولمّا خرج من منزله لإسعاف مصابين فلسطينيين ليلةً في واحدةٍ من جوائح عام 2000، أودت به قذيفةٌ لجيش الاحتلال. وهناك المصور البريطاني، توم هارندال الذي كان في يومٍ في 2003 يساعد أطفالا فلسطينيين في مخيم رفح على عبور شارع، فأنهت حياتَه رصاصة قناصٍ إسرائيلي. وفي البال أيضا مواطنُه، إيان هوك، الذي كان من المشرفين على إعادة إعمار مخيم جنين من فريق الأمم المتحدة في عام 2002، وقتله عمدا مجرمٌ في جيش الاحتلال. وثمّة المصور الإيطالي، رفائيل تشيرللو، الذي أزهقت روحَه رصاصاتُ جنود إسرائيليين، وهو يصوّر عدوانَهم في رام الله في 2002.
... ما الذي يذكّر بهذه الأسماء، وأخرى غيرها، وبمعادن هؤلاء الناس، ذوي الضمير الإنساني والصوت الأخلاقي الرفيع، ممن كانوا فلسطينيين تماما؟ تذكّر بهم وبمعدنِهم وفاة المحامية الإسرائيلية الألمانية، اليهودية، فيلتسيا لانغر، المرأة التي كانت تصف إسرائيل بأنها "دولة الإجرام الفاشي".. كانت استثنائيةً في عملها منذ 1967 من أجل المعتقلين الفلسطينيين في سجون المحتل، وكانت تعتبرهم أسرى حرب، إيمانا منها بالحق في مقاومة الاحتلال.. كل الأسماء أعلاه، ومن يماثلهم، من سلالة هذه المناضلة، الرفيعة القيمة، في أفق فلسطين الكوني.
هؤلاء بعضٌ قليلٌ من أسماء مضيئة في الأفق الإنساني الذي يلتقي عند نصرة فلسطين. تجاوزوا أعراقَهم وقومياتِهم وأديانَهم ومعتقداتِهم، ورفعوا أصواتهم عاليةً ضد إسرائيل وجرائمها، وانتصروا لحق الفلسطينيين في مقاومة المحتل، وفي مناوأة ما ترتكبه إسرائيل ضدّهم. وتنوّعت نصرة هؤلاء المثقفين والناشطين والمناضلين، في كل مطارح العالم، منذ أكثر من خمسين عاما، فمنهم من التحق بالمقاومة الفلسطينية المسلحة، وكان فدائيا تماما، كما النيكاراغوي، باتريك أوغريللو، والذي شارك ليلى خالد، في عملية خطف طائرةٍ إسرائيليةٍ، وقُتل في الجو، في عام 1970، وكما اليابانيون، تسويوشي أوكادايرا وياسويوكي ياسودا، اللذان قضيا في عمليةٍ شجاعةٍ في مطار اللد في 1972، وقُتل فيها 26 إسرائيليا، وكوزو أوكاموتو الذي تمّ أسره. وكما الفرنسية فرونسوا كيستمان التي قُتلت في اشتباكٍ مع قوةٍ إسرائيليةٍ في البحر مع أربعة فلسطينيين في 1984.
أما في زمن المقاومة المدنية وكسر الحصار عن قطاع غزة ومقاومة جدار الفصل العنصري، فقد توالت وفود أصدقاء فلسطين، المنتسبين إلى معناها الأخلاقي، من بلدانهم العديدة، وكانوا نشطاءَ وحقوقيين ومغيثين، قدموا إلى بحر فلسطين في سفنٍ لنصرة الغزّيين، وإلى عموم فلسطين، لإشهار الجريمة الإسرائيلية الماثلة. كان منهم الكاتب السويدي البديع، هيننغ مانكل الذي زار فلسطين مرّاتٍ، وماثل ممارسات إسرائيل بسياسة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا. وكانت منهم أيضا الإيرلندية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ميريد ماغواير. ولا يُنسى الإيطالي، فيتوريو أريغوني، الذي بقي بين أهل غزة، وساهم في إسعافهم وغوْثهم، قبل أن تغتاله يدٌ آثمة.
وثمّة غير أولئك الفدائيين وهؤلاء المتضامنين، والأسماء أعلاه إنما للتدليل على جمهرةٍ مثلهم، انتصروا للفلسطينيين بالبقاء بينهم، ونالتهم إسرائيل، كما الطبيب الألماني هارولد فيشر الذي استقرّ في بيت جالا، وتزوج فلسطينية، ولمّا خرج من منزله لإسعاف مصابين فلسطينيين ليلةً في واحدةٍ من جوائح عام 2000، أودت به قذيفةٌ لجيش الاحتلال. وهناك المصور البريطاني، توم هارندال الذي كان في يومٍ في 2003 يساعد أطفالا فلسطينيين في مخيم رفح على عبور شارع، فأنهت حياتَه رصاصة قناصٍ إسرائيلي. وفي البال أيضا مواطنُه، إيان هوك، الذي كان من المشرفين على إعادة إعمار مخيم جنين من فريق الأمم المتحدة في عام 2002، وقتله عمدا مجرمٌ في جيش الاحتلال. وثمّة المصور الإيطالي، رفائيل تشيرللو، الذي أزهقت روحَه رصاصاتُ جنود إسرائيليين، وهو يصوّر عدوانَهم في رام الله في 2002.
... ما الذي يذكّر بهذه الأسماء، وأخرى غيرها، وبمعادن هؤلاء الناس، ذوي الضمير الإنساني والصوت الأخلاقي الرفيع، ممن كانوا فلسطينيين تماما؟ تذكّر بهم وبمعدنِهم وفاة المحامية الإسرائيلية الألمانية، اليهودية، فيلتسيا لانغر، المرأة التي كانت تصف إسرائيل بأنها "دولة الإجرام الفاشي".. كانت استثنائيةً في عملها منذ 1967 من أجل المعتقلين الفلسطينيين في سجون المحتل، وكانت تعتبرهم أسرى حرب، إيمانا منها بالحق في مقاومة الاحتلال.. كل الأسماء أعلاه، ومن يماثلهم، من سلالة هذه المناضلة، الرفيعة القيمة، في أفق فلسطين الكوني.