07 نوفمبر 2024
الضحك مع غانم السليطي
يسمّي نجم الكوميديا القطري الأبرز، غانم السليطي، مسرحيته الجديدة "شللي يصير!؟"، وهو سؤالٌ يتضمن استهجانًا واستغرابا كثيريْن. ولكن، ليس هذا كل ما في المسرحية التي تستمر عروضها في الدوحة، منذ عشرة أيام، على مسرح قطر الوطني، وإنما ثمّة ما هو أكثر، وهو مَسْخَرة حصار قطر الذي افتعلته ثلاث دول خليجية ورابعة غير خليجية، بمعنى أن غانم السليطي أراد، كاتبا وممثلا ومخرجا، أن "يُمسْخِر" هذا الفعل الساقط. .. هل نجح؟.
نعم، بالتنكيت الذي يقوم على الهزءِ ممن افتعلوا هذا الحصار وصنعوه، ثم أخفقوا في قطف ثمارٍ منه، اشتهوها ولم يفلحوا. بالضحك على هؤلاء، ليس بما لم يفعلوا ويفتعلوا، وإنما بما فعلوا وافتعلوا. وغانم السليطي خبيرٌ مجرّبٌ بالبهجة والإمتاع والإضحاك على الخشبة. ولذلك أضحكنا كثيرا، نحن حضور "شللي يصير!؟"، بأدائه الذي تنوّعت فيه الشخصيات التي "لعبها"، فالمسرحية تقوم على خمس لوحاتٍ، بينها مقاطع غنائيةٌ وراقصة (كتب الأغاني عبد الرحيم الأنصاري)، أجاد الشباب المشاركون فيها، وأبدعت كثيرا الفنانة هدية سعيد، بالإيقاع الحميم الذي أحدثته، وبعفويتها الطلقة، وفي انسجام أدائها مع مزاج غانم السليطي، الفنان الذي يعود إلى مشاهدي مسرحه بعد أكثر من عشرة أعوام من الغياب، المتعمد منه فيما يبدو. وربما احتجاجا يبادر إليه على أوضاعٍ تتصل بأوضاع المسرح وفنون الفرجة والدراما في قطر، وهو "المغضوب" منه إلى حد ما، من تلفزيون بلاده، فبالكاد يعرض هذا التلفزيون مقاطع من مسرحياته، لا لشيء إلا لأنه لا يحتمل مقادير السخط والنقد والانتقاد فيها.
أعاد الحصار الذي استهدفت به ثلاث دولٍ خليجية قطر غانم السليطي إلى المسرح. أولا إلى تأدية مقاطع قصيرة في "يوتيوب"، انجذب إليها جمهورٌ واسع، لكنه وجد أن في الوسع أن يكون المحتوى العام لهذه المقاطع مادةً لأول عملٍ مسرحيٍّ قطريٍّ يُواجه الحصار المصنوع بالمسخرة التي تليق به، مع تأكيد المؤكّد، أي ارتباط شعوب الخليج ببعضها، ورفض وجدانها النظيف هذا الذي صار، ما يجعله يسأل "شللي يصير!؟". كيف لا، والقطري غانم السليطي مولود في البحرين ووالدته إماراتية وجدته من السعودية، كما مئات آلاف من أبناء الخليج الذي انشغل به مسرح غانم السليطي طويلا، بحرصٍ دافئ على ناسه، ولكن أيضا بإنزال أرطالٍ من السخرية من مجلس التعاون الذي يضم دوله، المجلس الذي سخرت منه مسرحية "هاللو غلف" في 1995. وأتذكّرني أُعْجَب من مقادير التجرؤ التي كان يرميها غانم على هذا المجلس، وكنت حديث العهد في مقامي في الدوحة في تلك الأثناء. وقبل ذلك العمل، الطريف حقا، كان الفنان الدؤوب قد أشهر تسمية "مجلس التهاوش الخليجي" في عمله التلفزيوني "فايز التوش".
يطمح غانم السليطي إلى مجلس تعاونٍ خليجي آخر، يتأسّس على صلات شعوب بلدانه بشكل أقوى وأمتن. لم يكن يُصادف صعوبة في التقاط مؤاخذاتِه على أداء المجلس سنوات، ولم يكن يرحمه في رمي سهام التنكيت عليه، غير أنه لم يكن في مقدرة مخيلة الفنان المعروف، على الأغلب، أن تصل إلى أن حدثا، هابطا إلى المدى الذي نُشاهد، يمكن أن يبلغه مجلس التعاون الخليجي، ليس فقط في الحصار البائس الذي صنعه أولئك على قطر، وإنما أيضا بإعلان عقوباتٍ مغلظةٍ على أي متعاطفٍ مع قطر تعثر عليه الأجهزة إيّاها في دول الحصار. ولكن، بسجيّته الفنيّة، الساخرة دائما والباسمة، والهازئة مما يبعث على السخط والنقمة، استطاع في واحدةٍ من اللوحات الخمس في "شللي يصير!؟" أن "يُمسخر" هذا الحال، أو يطعنه بالهزء الذي يجدر به، فكان أن جاء ضحكنا وفيرا لمّا شاهدنا غانم السليطي في دور امرأةٍ قبض عليها في واحدةٍ من الدول الثلاث إياها، يتم التحقيق معها في مركز مخابرات، لأن "المعلومات" وردت إنها تحبّ قطر وأهلها.
دعْك من الدعائية السياسية ومقادير الوعظية الظاهرتين، في المسرحية، وتخفّف من اشتراطاتك على أي عرضٍ مسرحي، عندما تريده في ذرىً إبداعيةٍ عالية، وادخل مسرح غانم السليطي لتضحك، لتبتهج بالمسخرة التي يضرب بها ناسا ذهبت عقولهم إلى البؤس الذي نعرف، عندما ظنّوا أنهم يستضعفون قطر، ثم فشلوا، فضحكنا منهم، ونحن نتفرّج على "شللي يصير!؟".
نعم، بالتنكيت الذي يقوم على الهزءِ ممن افتعلوا هذا الحصار وصنعوه، ثم أخفقوا في قطف ثمارٍ منه، اشتهوها ولم يفلحوا. بالضحك على هؤلاء، ليس بما لم يفعلوا ويفتعلوا، وإنما بما فعلوا وافتعلوا. وغانم السليطي خبيرٌ مجرّبٌ بالبهجة والإمتاع والإضحاك على الخشبة. ولذلك أضحكنا كثيرا، نحن حضور "شللي يصير!؟"، بأدائه الذي تنوّعت فيه الشخصيات التي "لعبها"، فالمسرحية تقوم على خمس لوحاتٍ، بينها مقاطع غنائيةٌ وراقصة (كتب الأغاني عبد الرحيم الأنصاري)، أجاد الشباب المشاركون فيها، وأبدعت كثيرا الفنانة هدية سعيد، بالإيقاع الحميم الذي أحدثته، وبعفويتها الطلقة، وفي انسجام أدائها مع مزاج غانم السليطي، الفنان الذي يعود إلى مشاهدي مسرحه بعد أكثر من عشرة أعوام من الغياب، المتعمد منه فيما يبدو. وربما احتجاجا يبادر إليه على أوضاعٍ تتصل بأوضاع المسرح وفنون الفرجة والدراما في قطر، وهو "المغضوب" منه إلى حد ما، من تلفزيون بلاده، فبالكاد يعرض هذا التلفزيون مقاطع من مسرحياته، لا لشيء إلا لأنه لا يحتمل مقادير السخط والنقد والانتقاد فيها.
أعاد الحصار الذي استهدفت به ثلاث دولٍ خليجية قطر غانم السليطي إلى المسرح. أولا إلى تأدية مقاطع قصيرة في "يوتيوب"، انجذب إليها جمهورٌ واسع، لكنه وجد أن في الوسع أن يكون المحتوى العام لهذه المقاطع مادةً لأول عملٍ مسرحيٍّ قطريٍّ يُواجه الحصار المصنوع بالمسخرة التي تليق به، مع تأكيد المؤكّد، أي ارتباط شعوب الخليج ببعضها، ورفض وجدانها النظيف هذا الذي صار، ما يجعله يسأل "شللي يصير!؟". كيف لا، والقطري غانم السليطي مولود في البحرين ووالدته إماراتية وجدته من السعودية، كما مئات آلاف من أبناء الخليج الذي انشغل به مسرح غانم السليطي طويلا، بحرصٍ دافئ على ناسه، ولكن أيضا بإنزال أرطالٍ من السخرية من مجلس التعاون الذي يضم دوله، المجلس الذي سخرت منه مسرحية "هاللو غلف" في 1995. وأتذكّرني أُعْجَب من مقادير التجرؤ التي كان يرميها غانم على هذا المجلس، وكنت حديث العهد في مقامي في الدوحة في تلك الأثناء. وقبل ذلك العمل، الطريف حقا، كان الفنان الدؤوب قد أشهر تسمية "مجلس التهاوش الخليجي" في عمله التلفزيوني "فايز التوش".
يطمح غانم السليطي إلى مجلس تعاونٍ خليجي آخر، يتأسّس على صلات شعوب بلدانه بشكل أقوى وأمتن. لم يكن يُصادف صعوبة في التقاط مؤاخذاتِه على أداء المجلس سنوات، ولم يكن يرحمه في رمي سهام التنكيت عليه، غير أنه لم يكن في مقدرة مخيلة الفنان المعروف، على الأغلب، أن تصل إلى أن حدثا، هابطا إلى المدى الذي نُشاهد، يمكن أن يبلغه مجلس التعاون الخليجي، ليس فقط في الحصار البائس الذي صنعه أولئك على قطر، وإنما أيضا بإعلان عقوباتٍ مغلظةٍ على أي متعاطفٍ مع قطر تعثر عليه الأجهزة إيّاها في دول الحصار. ولكن، بسجيّته الفنيّة، الساخرة دائما والباسمة، والهازئة مما يبعث على السخط والنقمة، استطاع في واحدةٍ من اللوحات الخمس في "شللي يصير!؟" أن "يُمسخر" هذا الحال، أو يطعنه بالهزء الذي يجدر به، فكان أن جاء ضحكنا وفيرا لمّا شاهدنا غانم السليطي في دور امرأةٍ قبض عليها في واحدةٍ من الدول الثلاث إياها، يتم التحقيق معها في مركز مخابرات، لأن "المعلومات" وردت إنها تحبّ قطر وأهلها.
دعْك من الدعائية السياسية ومقادير الوعظية الظاهرتين، في المسرحية، وتخفّف من اشتراطاتك على أي عرضٍ مسرحي، عندما تريده في ذرىً إبداعيةٍ عالية، وادخل مسرح غانم السليطي لتضحك، لتبتهج بالمسخرة التي يضرب بها ناسا ذهبت عقولهم إلى البؤس الذي نعرف، عندما ظنّوا أنهم يستضعفون قطر، ثم فشلوا، فضحكنا منهم، ونحن نتفرّج على "شللي يصير!؟".