اتجاهات الانتخابات الأميركية بعد صعود ترامب وانسحاب بايدن وترشيح هاريس

25 يوليو 2024

صورة من بولندا لحسابي هاريس وترامب في "إكس" على شاشتي هاتف وكمبيوتر (24/7/2024 Getty)

+ الخط -

شهدت الساحة السياسية الأميركية في الأسبوعين الأخيرين تطوّرات مهمّة أعادت تشكيل المشهد للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024. ففي 13 تموز/ يوليو 2024 تعرّض المرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، لمحاولة اغتيال فاشلة خلال تجمّع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، وبعد ذلك بنحو أسبوع أعلن المرشّح الديمقراطي، الرئيس الحالي جو بايدن، انسحابه من السباق الانتخابي، معلنًا دعمه لنائبته، كامالا هاريس، مرشحةً للرئاسة عن الحزب الديمقراطي.
صعود ترامب
منذ المناظرة الرئاسية التلفزيونية الأولى للانتخابات الرئاسية لعام 2024 بين بايدن وترامب في مدينة أتلانتا في ولاية جورجيا (27 يونيو/ حزيران 2024)، والتي وُصف فيها أداء بايدن بالكارثي بسبب اتضاح تأثير عامل السن في قدراته على التركيز وصياغة حججه، تعاظم الانقسام داخل الحزب الديمقراطي، على خلفية القلق من عدم قدرته على الفوز في الانتخابات، بين داعين إلى انسحابه من الترشح وآخرين مصرّين على استمراره. في المقابل، كانت أجنحة الحزب الجمهوري، خصوصًا بعد محاولة اغتيال ترامب، تصطف خلف مرشّحها، في تغير كبير للمشهد الذي ظل سائدًا شهورًا طويلة قبل ذلك، إذ كان الحزب الديمقراطي موحدًا خلف بايدن، وهو الأمر الذي أظهرته الانتخابات التمهيدية التي لم تقدم مرشحين جادين ضده، في حين كان الحزب الجمهوري منقسمًا على ذاته وشهد انتخابات تمهيدية حادة ومتوترة انتهت بفوز ترامب.

لم يكن أمام بايدن سوى الانسحاب نتيجة تشكّل انطباعات خلال مناظرة واحدة لم يتصدَّ فيها بقوة وحزم لـ "كليشيهات" شعبوية أطلقها ترامب

وبعد المناظرة، بدأت ضغوط الديمقراطيين تتزايد لدفع بايدن، المصر على الاستمرار في ترشحه، إلى الانسحاب من السباق الرئاسي، وانضم إلى تلك الحملة أعضاء ديمقراطيون بارزون في الكونغرس وكبار المتبرعين لحملته. وضاعفت محاولة اغتيال ترامب من مشاكل بايدن، خصوصًا مع سعي الجمهوريين إلى استغلال المشهد الذي ظهر عليه ترامب وهو يرفع قبضته متحديًا والدماء تسيل من وجهه، لتحويله إلى "بطل قومي". وبرز ذلك بوضوح خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري (15- 18يوليو/ تمّوز) حيث ظهر الكثير من المندوبين، أعضاء المؤتمر، وهم يضعون ضمادات على آذانهم اليمنى في تماهٍ مع ترامب. وكان لافتًا أيضًا إعلان بعض أشد خصوم ترامب سياسيًا في الحزب الجمهوري، كالمنافسة له في الانتخابات التمهيدية، السفيرة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هيلي، وكذلك حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتي، تأييدهما له خلال المؤتمر، الذي تحول إلى مهرجان شعبوي يميني متطرف.
حاول الجمهوريون أيضًا استغلال محاولة اغتيال ترامب الفاشلة لتحويل الرئيس المدان بـ 34 تهمة جنائية في محكمة في نيويورك في أيار/ مايو الماضي، ويواجه ثلاث قضايا جنائية أخرى فدرالية وعلى مستوى الولايات، من "خطر" و"تهديد" للديمقراطية الأميركية، كما يتّهمه بايدن والديمقراطيون، إلى "ضحية" للتحريض والمؤامرات والاستهداف من "الدولة العميقة". وعلى الرغم من أن ترامب هو الذي حرّض على العنف عندما خسر الانتخابات الرئاسية عام 2020، وبقي يحرّض عليه حتى أسابيع قليلة مضت إنْ هو خسر انتخابات 2024، فإن المشهد أربك المعسكر الديمقراطي إلى درجة دفعت بايدن إلى الاعتذار عن تصريحات سابقة له بضرورة وضع ترامب في "بؤرة الهدف" بسبب خطابه والسياسات التي يدعو إليها .
استفاد ترامب أيضًا من حكمين قضائيين لصالحه بفضل أربعة قضاة عيّنهم خلال رئاسته، ثلاثة منهم في المحكمة العليا وقاضية أخرى فدرالية. في القضية الأولى، قضت المحكمة العليا أن للرؤساء "حصانة مطلقة" خلال تأديتهم مهماتهم الرئاسية. ومع أن الحكم لا يطوي التّهم التي يواجهها ترامب، خصوصًا في ما يتعلق باقتحام أنصاره مبنى الكونغرس مطلع عام 2021، ومحاولتهم تعطيل التصديق على فوز بايدن في الانتخابات حينها، فإنه يضمن أن لا يُنظر في القضايا التي يواجهها ترامب قبل الانتخابات الرئاسية. والأمر نفسه يسري على القضية التي يحاكم فيها في ولاية فلوريدا بسبب احتفاظه بوثائق سرية من فترة رئاسته؛ إذ قضت القاضية الفدرالية إيلين كانون بأن وزير العدل ميريك غارلاند تجاوز سلطاته الدستورية عندما سمّى جاك سميث محققًا خاصًا من دون تشريع من الكونغرس. وأخيرًا جاء الإعلان عن إصابة بايدن، في 17 تموز/ يوليو، بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) ليسلط الضوء من جديد على الوضع الصحي للرئيس.
خروج بايدن
ساهمت التطورات السابقة في تزايد الشعور بوجود حملتين رئاسيتين تمضيان في اتجاهين متعاكسين عشية انسحاب بايدن: واحدة صاعدة، وهي الجمهورية، وأخرى مضطربة، وهي الديمقراطية. وانعكس ذلك في استطلاعات الرأي. فقد أشار استطلاع أجرته وكالة أسوشيتد برس مع معهد نورك لأبحاث الشؤون العامة AP-NORC، ونُشر قبل ساعات من تشخيص إصابة بايدن بفيروس كورونا، أن 65% من الديمقراطيين يقولون إن على بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي. في حين قال 3 من كلّ 10 ديمقراطيين فقط إنهم واثقون جدًا أو واثقون بقدرته على العمل رئيسًا على نحو فعال . في المقابل، فإن 7 من كلّ 10 جمهوريين عبّروا عن ثقتهم بقدرة ترامب على الفوز في الانتخابات. وأظهر استطلاع أجرته شبكة "إن بي سي نيوز"، قبل محاولة اغتيال ترامب، أن 33% من الديمقراطيين راضون عن اختيارهم الرئاسي، في حين كان 71% من الجمهوريين راضين عن اختيارهم. ومن بين المشكّكين في قدرة بايدن على الفوز في الانتخابات السود الأميركيون الذين يشكّلون العمود الفقري لائتلافه السياسي. ووفقًا للاستطلاع، رأى نحو نصف الديمقراطيين السود أن بايدن أكثر قدرة على الفوز وفي استطلاع آخر أجرته مجلة ذي إيكونوميست وشركة يوغوفThe Economist/ YouGov Poll، في 17 يوليو/ تمّوز، قال 49% من البالغين الأميركيين إنهم يعتقدون أن ترامب سيفوز في الانتخابات. وشمل هذا 16% من المشاركين الديمقراطيين، و46% من المستقلين و88% من الجمهوريين. في المقابل، عبّر 26% فقط من البالغين الأميركيين عن اعتقادهم أن بايدن سيفوز في الانتخابات.
وحيال ذلك، لم يكن أمام بايدن الذي أصبح عاجزًا عن توحيد حزبه سوى الانسحاب من الترشح نتيجة لتشكّل انطباعات خلال مناظرة واحدة لم يتصدَّ فيها بقوة وحزم لـ "كليشيهات" شعبوية أطلقها منافسه؛ ما يشير إلى وزن المكون الاستعراضي المشهدي غير العقلاني في الانتخابات في الدول المتقدمة في هذه المرحلة من الحداثة المتأخرة. وقد رشّح بايدن نائبته هاريس عوضًا عنه. وكانت ضغوط الحزب الديمقراطي قد تصاعدت ضد بايدن في الأيام التي سبقت إعلانه الانسحاب، وانضم إليها كبار الديمقراطيين، كزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، ورئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، الذين حذروه من أن استمرار ترشحه يعرّض فرص الحزب في الانتخابات للخطر.

ضاعفت محاولة اغتيال ترامب من مشاكل بايدن، خصوصًا مع سعي الجمهوريين إلى استغلال المشهد الذي ظهر عليه ترامب وهو يرفع قبضته متحديًا
 

ترشيح هاريس
تتمتع هاريس بمواطن قوة عديدة تعزز حظوظها لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي الرسمية، وكذلك لمنافسة ترامب بقوة. إلا أنه لا يمكن التقليل من حجم التحديات التي سيكون عليها التعامل معها أيضًا.
أولاً: مواطن قوة هاريس:
1. يعطي ترشيح هاريس الناخبين فرصةً لاختيار شخص آخر غير ترامب وبايدن، وهو الأمر الذي تُظهر استطلاعات الرأي على مدى الأشهر الماضية أن الناخبين يريدونه. وإضافةً إلى ذلك، وبعد أن تبيّن أن بايدن قد يخسر المعركة الانتخابية في مواجهة ترامب، أصبح المتخوفون من عودة ترامب ينتظرون انسحاب بايدن، وجاهزين لدعم المرشّح البديل والتوحد خلفه. واستفادت هاريس من هذه الحالة الناشئة، ومن عدم وجود وقت للمنافسة بين مرشّحين داخل الحزب الديمقراطي.
2. تعدّ هاريس شابة نسبيًا، إذ إن عمرها 59 عاماً، وهو ما يعني أنها أصغر من بايدن (81 عامًا) بـ 22 عامًا، ومن ترامب (78 عامًا) بـ 19 عامًا؛ الأمر الذي سيغيّر وجهة النقاش الذي كان يدور حول سنّ بايدن وقدراته الإدراكية، لتتحول نحو ترامب الآن .
3. تشير استطلاعات الرأي إلى أن هاريس أصبحت بعد تلك المناظرة تتمتع بدعم أكبر من بايدن بين الديمقراطيين. فضلًا عن أن شعبيتها بين الشباب والنساء أعلى من بايدن أصلًا. ويُعدّ السود والشباب والنساء جزءًا مهمًا من القاعدة الانتخابية الديمقراطية .
4. يعزّز وضع هاريس بصفتها امرأة من خلفية عرقية مختلطة، هندية وجامايكية، ومؤيدة قوية لحق الإجهاض، مكانتها بين الشرائح الديمقراطية. وبحسب استطلاع أسوشيتد برس – نورك، فإن 6 من كل 10 ديمقراطيين يعتقدون أن هاريس ستقوم بعملها رئيسةً جيدًا، في حين لا يعتقد اثنان من كل 10 منهم ذلك، واثنان من كل 10 قالوا إنهم لا يعرفون عنها ما يكفي ليقرروا.
ستكون هاريس بعد إعلان بايدن دعمه لها في وضع يمكّنها من الحصول على دعم المندوبين المؤيدين له، وستتاح لها أيضًا فرصة الوصول إلى 91 مليون دولار موجودة في حساب حملة بايدن ، فضلًا عن تجيير الحملة وبناها اللوجستية من دون عوائق كبيرة. وقد جعل انسحاب بايدن المتبرعين لحملته وللحزب الديمقراطي يستأنفون تبرعاتهم، إذ جمعت حملة هاريس خلال يومي 21 و22 تموز/ يوليو، أي بعد انسحاب بايدن مباشرة، مائة مليون دولار من أكثر من 1.1 مليون متبرع؛ 62 في المئة منهم ساهموا أول مرة.
أما ترامب، فعلى الرغم من توحد الحزب الجمهوري خلفه، فإن خروجه عن نص الخطاب المكتوب الذي أُعد له في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، والذي كان يسعى إلى تقديمه مرشح "الوحدة الوطنية" بعد محاولة اغتياله، أعاد التذكير بخطورة شعبويته والحقبة المتوترة أثناء رئاسته. وقد أعاد ترامب التذكير بمزاعمه عن سرقة الانتخابات الرئاسية منه عام 2020، واستهداف الديمقراطيين ووزارة العدل له سياسيًا، وهو ما لم يكن موجودًا في النص المكتوب أمامه . وقد أتاحت عودته إلى خطابه ذاك الفرصة للديمقراطيين لمهاجمته من جديد، بعد أن ترددوا في ذلك بعد محاولة اغتياله، وهو ما عبّرت عنه هاريس بوصفها إياه مجرمًا ساهمت بصفتها مدعية عامة سابقة في ولاية كاليفورنيا في محاكمة أمثاله . وإلى جانب ذلك، قد يثير اختيار ترامب للسناتور الجمهوري من ولاية أوهايو، جي دي فانس، نائبًا له، أيضًا انقسامات داخل الحزب الجمهوري، وخصوصًا أن فانس هاجم ترامب من قبلُ بشراسة، قبل أن يتحول إلى دعمه. إضافة إلى أن اختيار ترامب له، عوضًا عن نيكي هيلي، أثار امتعاض أنصارها في الحزب.
 التحدّيات أمام هاريس
1. بدأت هاريس حملتها الرئاسية بزخم كبير، لكن التحدي أمامها سيكون الحفاظ عليه، وعدم ارتكاب هفوات قد تمسّ بفرصها في الفوز.
2. على الرغم من أن الدعم الذي تحظى به هاريس بين شرائح السود والشباب والنساء أكبر من الدعم الذي حظي به بايدن، فإن السؤال عن مدى قدرتها على كسب الناخبين البيض الأكبر سنًّا الذين ظلوا يدعمون بايدن، يبقى قائمًا. ولا يبدو واضحًا حتى الآن إذا ما كانت خلفية هاريس الإثنية وكونها امرأة يمثلان نقطة قوة أم ضعف في سعيها للفوز بمنصب الرئيس.
3. يشكّل عامل الوقت مصدر ضغطٍ كبيرٍ على هاريس التي لا تملك سوى نحو مائة يوم لبناء حملة رئاسية فعالة وقوية.
4. يثير بعضهم أسئلة حول قدرة هاريس على الصمود أمام آلة الهجوم الجمهورية، وخاصة أن ترامب معروف بخطابه المعادي للنساء والمشحون بالعنصرية. وينسحب ذلك أيضًا على قدرتها على التعامل مع الهجوم الجمهوري المتوقع على سجلها الضعيف، من المنظور الشعبوي، في إدارة ملف الهجرة غير المشروعة عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، فضلًا عن تحميلها إخفاقات إدارة بايدن بصفتها نائبة له.
5. على الرغم من حصول هاريس على دعم بايدن وكبار الديمقراطيين، فإن السؤال يبقى قائمًا عن إمكاناتها لتحافظ على عدد من الولايات الترجيحية التي فاز بها بايدن في انتخابات 2020 وأوصلته إلى الرئاسة. وهذا هو التحدي الرئيس الذي تواجهه.

تتمتع هاريس بمواطن قوة عديدة تعزز حظوظها لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي الرسمية، وكذلك لمنافسة ترامب بقوة 

خاتمة
ما زال مبكرًا رسم صورة واضحة لوضع حملتَي هاريس وترامب في استطلاعات الرأي، على الرغم من أن استطلاعين للرأي صدرا في 23 من شهر يوليو/ تموز الجاري أشارا إلى أن كلا المرشحين متعادلان تقريبًا في فرصهما. في الاستطلاع الأول الذي أجرته الإذاعة الوطنية العامة و" بي بي إس نيوز" وكلية ماريست NPR/PBS News/Marist College، حصلت هاريس على دعم 45% من الناخبين المسجلين مقارنة بـ 46% لترامب. وإذا ما أُخذ في الاعتبار ترشح روبرت إف. كينيدي، فإن كلًا من هاريس وترامب يحصل على 42%، في حين يحصل كينيدي على 7%. ووفقًا للاستطلاع نفسه، فإن عدد المستقلين الذين لم يحسموا أمرهم ارتفع من 4% ما بين بايدن وترامب إلى 21% ما بين هاريس وترامب. وارتفعت أيضًا نسبة من لم يحسموا أمرهم بين الناخبين المسجلين من 2% بين بايدن وترامب إلى 9% بين هاريس وترامب. أما في ما يتعلق باختيار ترامب للسناتور فانس نائبًا له، فقد وجد الاستطلاع أن 28% من الناخبين المسجلين لديهم انطباع إيجابي عنه، مقابل 31% لديهم انطباع سلبي عنه، في حين قال 41% إنهم غير متأكدين. أما في استطلاع الرأي الثاني الذي أجرته وكالة رويترز مع شركة إبسوس للأبحاث التسويقية Reuters/Ipsos فقد وُجد أن هاريس تتقدم على ترامب بنقطتين مئويتين، 44% لهاريس مقابل 42% لترامب، بين الناخبين المسجلين، بهامش خطأ 3%. إلا أن ما يقدّم صورة أوضح عن السيناريوهات المحتملة للانتخابات الرئاسية القادمة يتمثل في استطلاعات الرأي للناخبين المحتملين، وليس المسجلين فحسب، فضلًا عن وجهة الولايات الترجيحية، مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن وأريزونا وجورجيا. وسوف يتوقف الكثير على قدرة هاريس على إقناع الناخب بأدائها والتصدّي لحملة ترامب واستغلال الخوف من حالة الاضطراب والفوضى التي يخشاها الأميركيون في حال عودته إلى البيت الأبيض.