ويأتي هذا التصعيد بعد أن وسعت المقاومة الفلسطينية ليل الإثنين، دائرة الرد على العدوان الإسرائيلي، باستهداف مناطق أبعد من "غلاف غزة" برشقات صاروخية، على خلفية توسيع الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع، والذي استهدف خلاله مبنى فندق الأمل الحكومي غرب مدينة غزة، ومبانيَ سكنية ومؤسسات مدنية وإعلامية.
واستشهد الشاب خالد رياض أحمد السلطان (26 عاماً)، وأُصيب آخر بجراح، بعد استهدافهم في قصف إسرائيلي استهدف أرضاً زراعية شمال غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، أشرف القدرة، في بيان له فجر الثلاثاء، أنّ "شاباً فلسطينياً استشهد متأثراً بجراح أُصيب بها إثر قصف إسرائيلي استهدف، مساء الإثنين، مدينة رفح (جنوب)، ما يرفع عدد شهداء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت القطاع، الإثنين-الثلاثاء إلى 5 شهداء.
كما أعلن المتحدث عن إصابة 8 آخرين، دون تقديم تفاصيل حول طبيعة الإصابات.
وكانت المقاومة قد استهدفت مناطق أبعد من الغلاف برشقتَي صواريخ على الأقل، سمع دويّهما في مناطق واسعة من شمال قطاع غزة، كما استهدفت ليلاً مدينة عسقلان برشقات صاروخية جديدة، بعد إعلان الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أنها قررت توسيع دائرة قصفها رداً على العدوان الإسرائيلي على المنازل والمؤسسات المدنية.
وحذّرت الغرفة المشتركة للمقاومة، والتي تضم الفصائل الفلسطينية المسلحة كافة، من أنه "إذا تمادى الاحتلال في عدوانه فإنها ستقوم بتوسيع دائرة النار بشكل أكبر".
ونشرت "فضائية الأقصى" فيديو يوثق لحظة استهداف الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عصر الإثنين، حافلةَ جنود إسرائيلية في منطقة أحراش مفلاسيم شرق جباليا (شمال قطاع غزة) بصاروخ موجّه من طراز "كورنيت".
وذكرت الغرفة المشتركة، في بيان وصلت إلى "العربي الجديد" نسخةٌ منه، أن استهدافها الحافلةَ أدى إلى إصابتها بشكلٍ مباشرٍ واشتعال النيران فيها ومقتل وإصابة من كان بداخلها.
وفي حين تعهدت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، بأنّ "القادم أعظم في حال استمر العدوان على غزة"، قال المتحدث باسمها، أبو عبيدة، إنّ الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في حالة تشاور جدي لتوسيع دائرة النار. وأضاف أنّ "عسقلان البداية، ونحو مليون صهيوني سيكونون بانتظار الدخول في دائرة صواريخنا إذا كان قرار العدو هو التمادي في العدوان".
وتابع: "ما حصل في عسقلان تتحمله قيادة العدو، وهو تحذير من أن القادم أعظم في حال استمر العدوان، ضربات لم تعرفوها من قبل".
وبدوره، حذّر الناطق العسكري لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، من أنّ "ردود المقاومة الفلسطينية لا تزال ضمن الردود التقليدية التي يتوقعها الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ ما لا يتوقعه العدو الصهيوني هو قادم خلال الساعات القادمة".
وذكر "أبو حمزة" في تصريح وزع على وسائل الإعلام، أنّ "ما حدث من ضربات موجعة وقاتلة بفعل صواريخ المقاومة، منذ البداية وحتى الآن، يأتي رداً طبيعياً على تمادي العدو الصهيوني في جرائمه وعنجهيته التي استهدفت أبناء شعبنا"، موضحاً أنّ استمرار العدوان الإسرائيلي بهذه الطريقة واستهداف البيوت والأماكن العامة والمقار المدنية، جعل المقاومة تتخذ قرار توسيع دائرة الرد".
ودعا الناطق العسكري لـ"سرايا القدس"، من سماهم "قطعان المستوطنين" في مدينة تل أبيب للبقاء قرب ملاجئهم.
إلى ذلك، قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، إنّ القصف الصاروخي للمقاومة على مدينة عسقلان الليلة، أسفر عن مقتل فلسطيني من منطقة الخليل وإصابة إسرائيلية بجراح، لكن أطقم الإسعاف الإسرائيلية، اكتشفت أمرهما بعد ساعتين من القصف، فيما أصيب أيضا عشرة إسرائيليين بالقصف الذي أصاب مبنى سكنيا في عسقلان. وبلغ إجمالي الجرحى الإسرائيليين من الهجمات الصاروخية أمس نحو 50 شخصا.