كشفت دراسة صادرة عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أن نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يمارس ضغوطا كبيرة على تل أبيب، لإقناعها بعدم السماح لقطر بمواصلة الاستثمار في مجال تدشين المشاريع الخيرية، في قطاع غزة.
وأشارت الدراسة، التي نشرها المركز مساء أمس الأربعاء، على موقعه وأعدها الباحثان يوئيل جوزنسكي وكوبي ميخال، إلى أن "الدول الأربع المحاصرة لقطر، معنية بأن يتم إخراجها من قطاع غزة، مبرزة أن "هذه الدول تحاول تمكين الإمارات من احتكار تقديم المساعدات للقطاع، من خلال القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، من أجل تعزيز مكانته وتحسين فرص توليه قيادة "فتح" والسلطة في المستقبل".
وذكرت الدراسة أن إسرائيل تواجه مأزقا، على اعتبار أنها معنية من جانب بتواصل المشاريع القطرية في القطاع، التي يفترض أن تسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية بشكل لا يسمح باندلاع مواجهة جديدة، وفي الوقت ذاته تحرص على تمتين علاقتها الاستراتيجية مع نظام السيسي.
ودعا الباحثان جوزنسكي وميخال إلى محاولة التغلب على المعارضة المصرية، من خلال توظيف الولايات المتحدة والتنسيق معها في الضغط على القاهرة لتغيير موقفها، وعبر منح مصر دورا فاعلا في المناشط الهادفة لمساعدة القطاع.
ويرى معدّا الدراسة أن إسرائيل تحاول عدم تحويل الدور القطري في غزة إلى مصدر لتوتير العلاقة مع نظام السيسي، مشيرة إلى أن العلاقة الإستراتيجية مع النظام المصري اكتسبت بعدا مهما آخر، في أعقاب التوقيع على صفقة بيع الغاز الإسرائيلي لمصر.
وأضافت الدراسة، أنه "على الرغم من اعتبار إسرائيل أن قطر تقدم على تنفيذ المشاريع في القطاع من منطلق تأييدها لـ"الإسلام السياسي"، وحرصها على تعاظم نفوذها في المنطقة، إلا أن دور الدوحة في تخفيف مظاهر الأزمة الاقتصادية في غزة ينسجم مع المصلحة الإسرائيلية في عدم السماح بتدهور الأوضاع وانفجار مواجهة عسكرية مع "حماس"".
وفي حين أشارت الدراسة إلى أن "قطر قدمت أكبر قدر من الدعم المادي للقطاع، حيث استثمرت منذ انتهاء حرب 2014 حوالي 800 مليون دولار"، واعتبر معدا هذه الدراسة أن "الدعم القطري يعزز من قدرة "حماس" على مواصلة إدارة حكم القطاع".
ولفتت أيضاً إلى أن تل أبيب باتت معنية بالدعم القطري للقطاع، من أجل تقليص فرص اندفاع مواجهة مع "حماس" نتاج تعاظم مفاعيل الضائقة الاقتصادية. كما أن تل أبيب تراهن على دور قطر كوسيط بينها وبين "حماس"، لاسيما في كل ما يتعلق بالجهود الهادفة للتوصل لصفقة تبادل أسرى جديدة".
كذلك، ذكرت الدراسة أن "تل أبيب معنية بأن تتولى قطر تقديم المساعدات لغزة من أجل تقليص الحاجة للدعم الإيراني، الذي يمنح طهران القدرة على التأثير على توجهات "حماس"، لا سيما في كل ما يتعلق بالمواجهة ضد إسرائيل".