وأضاف عباس، في كلمة أمام آلاف المحتفلين بإيقاد شعلة الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"، في مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله: "هذه مؤامرة يحيكونها من بعيد، ويستعملون من قريب من يحاول أن ينفّذها، لن نسمح لأحد بأن يفعل ذلك، وستبقى القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".
وأردف: "كما قال الشهيد الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، هذا الطفل سيرفع علم فلسطين على أسوار القدس ومآذنها وكنائسها، ولذلك كل من يحلم وكل من يتحدث عن صفقة العصر ستردّ عليه صفعة العصر".
وقال عباس: "يقولون انتظروا الصفقة، ماذا ننتظر؟ كل شيء بان، وكل شيء على الطاولة، ولن يبقوا شيئا يخفونه، إن ما قدمونه مرفوض مرفوض مرفوض، وسنقاتل حتى نحول دون ذلك، لأننا لن نبيع قدسنا مسرى الرسول، ولن نبيع مهد المسيح، ولن نبيع القيامة، هذه لنا وستبقى لنا إلى الأبد".
ومضى قائلاً: "قضيتنا خطيرة، مؤامرات منذ زمن بلفور وقبل ذلك، ولكن هذا الشعب صامد. ومن قال إن الدولة لليهود، نقول لهم خسئوا، هذا البلد لنا، ولنا حقوق وطنية وسياسية ولن نتنازل عنها، وإن شاء الله العام القادم يكون أفضل، وسنبقى لأننا نورث الأمل، ومع ذلك استمرت الثورة، وستستمر بإرادتكم وبعزيمتكم، وستستمر بإرادة الله سبحانه وتعالى القادر على أن يفعل كل شيء".
إلى ذلك، وصف عباس من يمنع إيقاد شعلة الانطلاقة 54 لحركة "فتح" والثورة الفلسطينية في قطاع غزة، بـ"الجاسوس".وتابع: "من يفعل هذا، مع الأسف الشديد، هو جاسوس، ومن يمنعنا هو جاسوس، ومن يريد الآخرين الجواسيس مثله أن يرفعوا الشعلة كلهم جواسيس، ومر علينا من أمثالهم كثيرون. والله منذ انطلقت الثورة ونحن نعاني من هؤلاء الجواسيس هنا وهناك، إنهم إلى مزابل التاريخ، وهؤلاء هناك سيكونون إلى مزابل التاريخ".
وأضاف: "من كان يتصور أن 54 عامًا تستمر، كيف استمرت؟ بإرادتكم، استمرت بدماء الشهداء والجرحى، واستمرت بمعاناة الأسرى ومعاناة الشعب، وستستمر حتى نحصل على الدولة الفلسطينية المستقلة، ولكن مع الأسف ما زال هناك من يحاربها ومن يحاول أن يدمرها ومن يحاول أن يتجاهلها. خسئوا؛ أولئك الذين يمنعون الشعلة أن توقد اليوم في قطاع غزة".
وأشار عباس إلى أنه "كل من يتجاهل إرادة الشعب وكل من لا يريد لهذا الشعب أن يتحرر، كلهم إلى مزابل التاريخ".
من جانبه، قال نائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول، في كلمة له: "نفهم أن تُحاصر القدس ويُمنع محافظ القدس من مشاركتنا احتفالنا، لكن لا نفهم أبدًا ما الذي يجري في غزة؟ أن نُمنع هناك في قطاع غزة، هذه مسألة قاسية، ورغم ذلك أطفال غزة الليلة سيضيئون مئات الشعلات في عشرات المواقع".
وجابت مسيرة، اليوم الإثنين، شوارع مدينة رام الله، انتهت في مقر الرئاسة، حيث شارك الحاضرون في مهرجان إيقاد شعلة الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة حركة "فتح" والثورة الفلسطينية، بحضور قيادات وشخصيات فلسطينية.