"لوموند": الموساد خطط لاغتيال محمود المبحوح من غرفة عمليات بفندق في باريس

26 يوليو 2018
اغتيل المبحوح في دبي عام 2010 (زكريا عبدالكافي/فرانس برس)
+ الخط -
اتهمت صحيفة "لوموند" الفرنسية، اليوم الخميس، الموساد الإسرائيلي بالتخطيط لعملية اغتيال القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح عام 2010 من غرفة عمليات داخل أحد فنادق العاصمة باريس.

جاء ذلك في تقرير استندت فيه الصحيفة الفرنسية إلى معلومات استخباراتية خاصة بعمليات التجسس الإسرائيلية، حمل عنوان "ظل الموساد يحوم فوق باريس".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ اغتيال المبحوح ليس العملية الوحيدة التي خطط لها الموساد الإسرائيلي من الداخل الفرنسي، إذ قالت إن فرنسا باتت "مركزا للعمليات الدولية للموساد".

وتابعت: "هذه القضية (اغتيال المبحوح) تبرز لأي درجة باريس مدينة مستباحة للجواسيس".

وبحسب الصحيفة الفرنسية، خطط عملاء إسرائيليون داخل أحد فنادق حي "جسر برسي" بباريس لاغتيال المبحوح عن طريق حقنه بمادة قاتلة داخل الغرفة رقم "230" بفندق "البستان روتانا" بمدينة دبي الإماراتية، التي تبعد نحو 7 آلاف كيلومتر عن العاصمة الفرنسية.

ونقلت "لوموند" عن مسؤول بقطاع مكافحة التجسس في فرنسا مطلع حول خبايا القضية، قوله: "حتى لو نعرف كل شيء، لن نفعل مثل الأيرلنديين والبريطانيين، سنظل أصدقاء (مع الإسرائيليين)، لكن هذا الأمر لن يكون مجانيا".

وعقب اغتيال المبحوح، لم تناور باريس السلطات الإسرائيلية كما فعلت أيرلندا وبريطانيا، اللتان قامتا باستدعاء سفيري تل أبيب لديهما على خلفية استخدام جوازات سفر مزورة من المجموعة التي قامت باغتيال المبحوح.

وتقول "لوموند"، في تقريرها، إنّ نحو 30 شخصا تمت الاستعانة بهم في عملية اغتيال المبحوح، وحملوا جوازات بريطانية وأيرلندية، ونمساوية، وفرنسية مزورة.

وعوضا عن استدعاء السفير، فضلت باريس، وفق "لوموند"، إرسال اثنين من مديري المخابرات على الفور إلى إسرائيل، وهما، باتريك كالفار، مدير الاستخبارات في المديرية العامة للأمن الخارجي، وفريديريك فو، المسؤول رقم اثنين في القيادة المركزية للاستخبارات الداخلية لتقديم شكوى إلى رئيس الموساد حينها مئير داغان (ترك المنصب عام 2010).

وفي هذا الشأن، قال مصدر مطلع بالملف المذكور: "من المستحيل معرفة ما منحه الموساد هذا اليوم في مقابل صمت فرنسا، لكن العملة الوحيدة التي تهم في عالم التجسس هي المعلومات".

وفي إطار استباحة الموساد فرنسا من أجل تنفيذ عملياته، أشارت "لوموند" إلى أنّه بعد مطالبة فرنسا اثنين من أعضاء السفارة الإسرائيلية لديها بمغادرة البلاد عام 2012، بمن فيهما قائد مركز الموساد في باريس، عاد الاثنان عام 2016 إلى فرنسا كعاملين في القطاع الخاص.

وفي هذا الشأن، تنقل "لوموند" عن مسؤول في المخابرات العامة للأمن الداخلي قوله: "هذه المدينة (باريس) ملعب للموساد، وإذا كان الصينيون والروس أعداءنا، فيجب ألا ننسى أن الإسرائيليين والأميركيين لا يزالون يتعاملون بعدوانية".

 

كما تحدث عن العناصر الأخرى التي تعقّد علاقة باريس بالموساد، وأضاف: "قدرتنا محدودة على الرد، هم يسارعون إلى لعب الورقة الدبلوماسية، وتقديم شكوى إلى الرئاسة ورئيس الوزراء".

لكنه شدد في المقابل على أن هامش دور (الاستخبارات) في القضايا الحساسة (مع إسرائيل) "يقتصر على منع بعض أعضاء المجتمع اليهودي من تقديم الدعم اللوجستي".

(الأناضول)