لا يتذكر الفلسطينيون الرئيس الراحل ياسر عرفات، إلا ويتذكرون معه كوفيته. تلك الكوفية التي كان يعتمرها بطريقته الخاصة، لتظهر في مقدمتها إشارة النصر والتي يُرمز لها بالحرف V.
ومع ذلك، فتاريخ الفلسطينيين مع الكوفية يعود إلى زمن أبعد، وبالتحديد إلى عام 1936، مع ظهورها كرمز للمقاومة.
لكنّ كلّ هذا التاريخ لا يشفع للكوفية اليوم. فقد تراجعت وغابت في الفترة الأخيرة عن رؤوس الرجال، فلا تحضر إلاّ في بعض المناسبات الوطنية.
هذا الوضع أسس لمبادرات شبابية تهدف لإعادة إحياء الكوفية الفلسطينية، ونشرها كرمز فلسطيني ثقافي ومقاوم وجزء أساسي من تراث البلاد.
وفي هذا الإطار، يسعى المحاضر الجامعي الشاب محمد دويكات إلى جعل الكوفية جزءاً من الحياة اليومية للفلسطينيين. فقد بدأ بنفسه، وبات يضعها على رأسه يومياً ويجول بين طلابه. كذلك أقنع العشرات من زملائه الأساتذة باتباع الأمر نفسه. حتى أنّ معظم الأجهزة الإدارية والتعليمية في جامعة النجاح الوطنية باتت تتبع التقليد نفسه، ويلتقط أفرادها الصور بالكوفية، لينشروها على مواقع التواصل الاجتماعي.
لم تقتصر جهود دويكات على محيط الجامعة، بل انطلق في مختلف المحافظات الفلسطينية وزار مؤسسات اقتصادية وإعلامية كبرى، فأقنع عدداً كبيراً من العاملين فيها بوضع الكوفية. حتى أنّه وصل إلى بعض السياسيين الذين اقتنعوا بفكرته.
يقول دويكات: "عندما حضرت إلى الجامعة بالحطة والعقال، راودتني فكرة أن أدعو زملائي المدرسين لوضعها. كنت أظنها مسألة صعبة، لكنّ معظمهم رحب بالفكرة. وهو ما شجعني على إطلاق مبادرة باسم أسبوع الكوفية الفلسطينية، التي انضم إليها كثير من الطلاب والأصدقاء والمؤسسات".
ويتابع: "مع رواج الفكرة تطورت لتتجاوز الأسبوع المحدد، وتتخذ من عام 2015 بأكمله عاماً للكوفية، يتنقل من جامعة إلى أخرى ومن مؤسسة إلى سواها".
أما الهدف من المبادرة، فيشدد دويكات على أنّه الحفاظ على الهوية الفلسطينية خوفاً من التهويد. وكذلك رفع درجة الوقار لدى الشباب، بما تفرضه عليهم الكوفية من هيبة رمزية.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف المبادرة إلى دعم الصناعة الوطنية الفلسطينية، من خلال تشغيل معامل الخياطة وتشجيع الإنتاج المحلي.
في ثورة عام 1936، ارتبطت الكوفية بالكفاح الوطني ضد المستعمر البريطاني. في البداية، تلثم الفلاحون الثوار بها لإخفاء هويتهم وتفادي الاعتقال والوشاية بهم. لكنّ قيادات الثورة طلبت من كلّ أبناء المدن الفلسطينية وضع الكوفية، بعدما بدأ البريطانيون باعتقال كلّ من يضع كوفية باعتباره أحد الثوار. وبذلك، باتت مهمة البريطانيين صعبة مع انتشارها ومبادرة كلّ شباب وشيوخ القرى والمدن إلى اعتمارها.
ومع انطلاق الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، اقترنت الكوفية بالفدائي كما سلاحه. وكان الهدف منها كذلك، إخفاء هوية الفدائي.
ومنذ ذلك الحين، اقترنت الكوفية لدى شعوب العالم باسم فلسطين ونضال شعبها. وترسّخ الاقتران أثناء الانتفاضة الأولى عام 1987، وصولاً إلى الانتفاضة الثانية عام 2000. فالمناضلون الفلسطينيون، ما زالوا يضعون الكوفية للأسباب نفسها، النضالية والرمزية.
وعلى الرغم من حالة الانقسام الفلسطيني في السنوات الأخيرة والخلافات بين حركتَي فتح وحماس، إلا أن الأخيرة تحاول في بعض المناسبات تأكيدها أيضاً على التمسك بالكوفية، التي ترمز في العادة إلى حركة فتح أكثر من سواها. وبينما يحرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس على وضع الكوفية على كتفيه في المناسبات الوطنية، يظهر قادة حماس أيضاً وهم يضعونها على أكتافهم، كرمز تراثي ثوري فلسطيني مقاوم.
"الصغار لا ينسون"
يأمل محمد دويكات في أن تساهم حملة إعادة نشر الكوفية الفلسطينية في زيادة أعداد معتمريها في الشوارع والمساجد والمناسبات المختلفة، وصولاً إلى تحولها إلى جزء من زيّ العريس الفلسطيني. ويقول إنّ الحملة تؤكد أنّ "الكبار يموتون والصغار لا ينسون". وهو ما يخالف تماماً ما راهنت عليه رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير قبل أكثر من أربعين عاماً.
ومع ذلك، فتاريخ الفلسطينيين مع الكوفية يعود إلى زمن أبعد، وبالتحديد إلى عام 1936، مع ظهورها كرمز للمقاومة.
لكنّ كلّ هذا التاريخ لا يشفع للكوفية اليوم. فقد تراجعت وغابت في الفترة الأخيرة عن رؤوس الرجال، فلا تحضر إلاّ في بعض المناسبات الوطنية.
هذا الوضع أسس لمبادرات شبابية تهدف لإعادة إحياء الكوفية الفلسطينية، ونشرها كرمز فلسطيني ثقافي ومقاوم وجزء أساسي من تراث البلاد.
وفي هذا الإطار، يسعى المحاضر الجامعي الشاب محمد دويكات إلى جعل الكوفية جزءاً من الحياة اليومية للفلسطينيين. فقد بدأ بنفسه، وبات يضعها على رأسه يومياً ويجول بين طلابه. كذلك أقنع العشرات من زملائه الأساتذة باتباع الأمر نفسه. حتى أنّ معظم الأجهزة الإدارية والتعليمية في جامعة النجاح الوطنية باتت تتبع التقليد نفسه، ويلتقط أفرادها الصور بالكوفية، لينشروها على مواقع التواصل الاجتماعي.
لم تقتصر جهود دويكات على محيط الجامعة، بل انطلق في مختلف المحافظات الفلسطينية وزار مؤسسات اقتصادية وإعلامية كبرى، فأقنع عدداً كبيراً من العاملين فيها بوضع الكوفية. حتى أنّه وصل إلى بعض السياسيين الذين اقتنعوا بفكرته.
يقول دويكات: "عندما حضرت إلى الجامعة بالحطة والعقال، راودتني فكرة أن أدعو زملائي المدرسين لوضعها. كنت أظنها مسألة صعبة، لكنّ معظمهم رحب بالفكرة. وهو ما شجعني على إطلاق مبادرة باسم أسبوع الكوفية الفلسطينية، التي انضم إليها كثير من الطلاب والأصدقاء والمؤسسات".
ويتابع: "مع رواج الفكرة تطورت لتتجاوز الأسبوع المحدد، وتتخذ من عام 2015 بأكمله عاماً للكوفية، يتنقل من جامعة إلى أخرى ومن مؤسسة إلى سواها".
أما الهدف من المبادرة، فيشدد دويكات على أنّه الحفاظ على الهوية الفلسطينية خوفاً من التهويد. وكذلك رفع درجة الوقار لدى الشباب، بما تفرضه عليهم الكوفية من هيبة رمزية.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف المبادرة إلى دعم الصناعة الوطنية الفلسطينية، من خلال تشغيل معامل الخياطة وتشجيع الإنتاج المحلي.
في ثورة عام 1936، ارتبطت الكوفية بالكفاح الوطني ضد المستعمر البريطاني. في البداية، تلثم الفلاحون الثوار بها لإخفاء هويتهم وتفادي الاعتقال والوشاية بهم. لكنّ قيادات الثورة طلبت من كلّ أبناء المدن الفلسطينية وضع الكوفية، بعدما بدأ البريطانيون باعتقال كلّ من يضع كوفية باعتباره أحد الثوار. وبذلك، باتت مهمة البريطانيين صعبة مع انتشارها ومبادرة كلّ شباب وشيوخ القرى والمدن إلى اعتمارها.
ومع انطلاق الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، اقترنت الكوفية بالفدائي كما سلاحه. وكان الهدف منها كذلك، إخفاء هوية الفدائي.
ومنذ ذلك الحين، اقترنت الكوفية لدى شعوب العالم باسم فلسطين ونضال شعبها. وترسّخ الاقتران أثناء الانتفاضة الأولى عام 1987، وصولاً إلى الانتفاضة الثانية عام 2000. فالمناضلون الفلسطينيون، ما زالوا يضعون الكوفية للأسباب نفسها، النضالية والرمزية.
وعلى الرغم من حالة الانقسام الفلسطيني في السنوات الأخيرة والخلافات بين حركتَي فتح وحماس، إلا أن الأخيرة تحاول في بعض المناسبات تأكيدها أيضاً على التمسك بالكوفية، التي ترمز في العادة إلى حركة فتح أكثر من سواها. وبينما يحرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس على وضع الكوفية على كتفيه في المناسبات الوطنية، يظهر قادة حماس أيضاً وهم يضعونها على أكتافهم، كرمز تراثي ثوري فلسطيني مقاوم.
"الصغار لا ينسون"
يأمل محمد دويكات في أن تساهم حملة إعادة نشر الكوفية الفلسطينية في زيادة أعداد معتمريها في الشوارع والمساجد والمناسبات المختلفة، وصولاً إلى تحولها إلى جزء من زيّ العريس الفلسطيني. ويقول إنّ الحملة تؤكد أنّ "الكبار يموتون والصغار لا ينسون". وهو ما يخالف تماماً ما راهنت عليه رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير قبل أكثر من أربعين عاماً.