فقد حدث ذلك في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما عثرت على شقيقتها الصغرى التي اختطفت أيضا وبيعت في أحد الأسواق.
عثرت أديبة على شقيقتها شنار التي تصغرها بعام في مخيم للنازحين خارج دهوك في شمال العراق، حيث جاءت شنار بعد أن أطلقت عائلة سراحها عقب دفع مبلغ من المال لإنقاذها من أيدي المقاتلين الإسلاميين.
وقالت أديبة لمؤسسة "تومسون" في المخيم "لا أقدر على وصف شعوري. أنا في غاية السعادة. الآن علينا أن نجد كل الآخرين".
ما زال 16 من أقارب أديبة محتجزين لدى مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على مساحات واسعة من العراق وسورية، خطفوا جميعاً من قريتهم في منطقة جبل سنجار بشمال غرب العراق حيث تتركز الطائفة الإيزيدية.
نقلت أديبة إلى الحدود السورية ثم أهديت لمقاتلين على خط الجبهة. وأرغمت على اعتناق الإسلام والزواج من أحدهم. أما الصغيرة شنار فعرضت للبيع في السوق المحلي. غير أن رجلاً لاحظها قبل ساعات فحسب من بدء المزاد.
وضع خطر
تقول شنار، "قال إني صغيرة جدا". ودفع الرجل 1500 دولار وأخذها إلى بيته. قالت "بمجرد دخولي البيت سمح لي بالاتصال بأهلي". وتابعت شنار "داعش كانت تراقب كل تحركاتنا. وكان الوضع خطراً جداً على الجميع". وظلت شنار محتجزة في منزل هذا الرجل 55 يوما.
روت الشقيقتان قصتهما وهما تجلسان في خيمة في مخيم الشرعية الذي افتتح في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتقيمان في الخيمة مع اثنين من أشقائهما واثنين من أبناء عمومتهما وأحد أعمامهما.
وقال أحد الشقيقين "نحن نعرف أفراداً آخرين من أسرتنا ما يزالون على قيد الحياة، وبعضهم اتصل بنا، لكنهم لم يتمكنوا من الهرب".
حياة قاسية في المخيمات
هربت أديبة من بيت في العراق في أواخر أغسطس/آب، عندما تلقى خاطفوها مكالمة هاتفية وانطلقوا خارجين وتركوها في البيت. انتهزت الفرصة وهربت جرياً نحو الحدود السورية حيث استقبلها المقاتلون الأكراد. وتعمل الآن من أجل العثور على أمها وشقيقاتها ثم مغادرة العراق إلى الأبد.
وقالت "لا يوجد مكان آمن هنا لنا. أريد السفر بعيدا. أريد الذهاب إلى أميركا".
وفي الوقت نفسه، تواجه الأسرة ظروفا قاسية خلال الشتاء في المخيم، إذ تتسرب مياه الأمطار من سقف الخيمة. كما أن الخوف ما زال قائما. ويضم المخيم نحو ثلاثة آلاف أسرة.
ويوجد في منطقة دهوك 21 مخيماً، خمسة منها ما زالت قيد الإنشاء. ويبلغ عدد سكان هذه المخيمات 700 ألف نسمة أغلبهم من الإيزيديين.