وأشار التقرير إلى "معاداة الموقع للمسلمين، والنظر إليهم نظرة قاتمة، ما يغضب مواطني الشرق الأوسط، استناداً إلى أن الجندي وبريتبارت لديهما عدو مشترك "بغيض" يتمثل في جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن انتقد كلاهما دعم إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الحكومة المصرية في أعقاب وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم في 2012".
والجندي رجل أعمال، يملك العديد من الاستثمارات داخل مصر وخارجها، خاصة في دولتي السودان وأوغندا، ولديه عدد من البواخر السياحية والفنادق العائمة، إلا أنه يعمد في ظهوره الإعلامي إلى ارتداء الجلباب (الفلاحي)، بعد أن استطاع الحفاظ على مقعده النيابي خلال عهدي الرئيس المخلوع، حسني مبارك، والمجلس العسكري.
وشغل الجندي عضوية البرلمان الأفريقي عام 2005، ويعمل حالياً مستشاراً سياسياً لرئيسه، وكان من نواب الحزب الوطني المنحل، إلى أن انضم إلى حزب الوفد الليبرالي، ثم فاز على قوائم "الثورة مستمرة" المدعومة من قوى الثورة خلال انتخابات 2011، وانتهاء بانضمامه إلى ائتلاف الأغلبية الحالي (دعم مصر)، المشكل من خلال الأجهزة الأمنية.
وكانت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، قد كشفت في تقرير مطول لها، أن المنزل الذي يحتضن إدارة موقع "بريتبارت" الإخباري، ويشغل منصب مديره التنفيذي ستيف بانون، مدير حملة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، مملوك لرجل الأعمال المصري وعضو لجنة الشؤون الأفريقية في مجلس النواب.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى انتهاك رئيس حملة ترامب قانون الانتخابات الأميركي، لعدم إقامته في ولاية فلوريدا، المقيد فيها اسمه ضمن سجل الناخبين، ووفقاً لقوانين الولاية فإن وضع عنوان منزل في سجل الناخبين من دون الإقامة فيه قد يزج بمدير حملة المرشح الرئاسي في السجن مدة خمس سنوات.
ويُقيم بانون في مقر الموقع الإخباري، وهو منزل تُقدر قيمته بنحو 2.4 مليون دولار (ما يعادل 30 مليون جنيه مصري)، ويقع بجوار مبنى المحكمة العليا في العاصمة الأميركية واشنطن، ويمتلكه البرلماني المصري، وفق مكتب الضرائب في الولاية.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن الموقع الإخباري خصص العديد من التغطيات لرجل الأعمال المصري، واصفاً إياه بـ"المعارض البارز"، و"رجل الدولة رفيع المستوى"، و"صاحب الدور المحوري في الديمقراطية المصرية"، من دون الإشارة إلى علاقته بالصحيفة، وحقيقة امتلاكه المنزل الذي يحتضن هيئة تحريره.
من جهته، اعترف الجندي في تصريحات صحافية، يوم أمس السبت، بامتلاكه مقر الموقع الإخباري، بدعوى كونه أحد المستثمرين في قطاع السياحة، مشيراً إلى تأجير المنزل لشركة أميركية قبل ثماني سنوات، والتي أجرته بدورها (من الباطن) إلى هيئة تحرير الموقع الإخباري، حسب قوله.