وقال قائد عسكري عراقي بارز في المدينة لـ"العربي الجديد"، إن المعارك تتركز في أحياء الآبار والتنك وأطراف حي اليرموك وعند المدينة القديمة قرب المنارة الحدباء التاريخية.
وأوضح العميد الركن ناظم العوادي، أن الاشتباكات التي تخوضها القوات العراقية وبدعم من التحالف الدولي، أسفرت، اليوم الخميس، عن تحقيق تقدم واضح من خلال السيطرة الكاملة على الآبار وأجزاء واسعة من حي التنك، مؤكداً مقتل 31 مسلحاً من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال اشتباكات نهار الخميس.
وتوقع العوادي، أن تكون مدة شهر كافية جداً لحسم المعارك في الأحياء الاثني عشر المتبقية، مستبعداً اتخاذ قرار بفتح ممر لعناصر التنظيم الذي قدر عددهم بنحو ألف مقاتل للانسحاب من المدينة حالياً.
وأضاف: "حالياً الهدف هو عدم خروجهم أحياء وبالنسبة للوقت، شهر آخر سيكون كافياً لإعلان عودة جميع أجزاء مدينة الموصل الى السيادة العراقية"، وفقاً لقوله.
كما أكّد استبعاد عدد من الأسلحة الثقيلة حرصاً على المدنيين ولتجنب سقوط أعداد منهم خلال الاشتباكات.
وقال قائد الشرطة الاتحادية العراقية، الفريق رائد جودت، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن مسألة السيطرة على المدينة القديمة وسط الساحل الأيمن مسألة وقت لا أكثر.
وأضاف أن "المدنيين أبرز العوائق وأفراد (داعش) باتوا مستنزفين للغاية ويعانون من شح الذخيرة، وليس لهم أي أمل بالنجاة أو تحقيق تقدم"، مؤكداً تحييد سلاح "داعش" الأهم، "الانتحاريون" من خلال الصواريخ الحرارية المضادة للدروع والأسلحة.
في هذه الأثناء، قال مسؤول فرق الدفاع المدني في الموصل، العقيد سلام خماس، لـ"العربي الجديد"، إن عمليات انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض ما زالت متواصلة في المناطق التي هدأ فيها القتال، مؤكداً أن بعض الضحايا قتلوا رمياً بالرصاص من قبل "داعش"، والأغلبية بسبب المعارك والقصف الجوي وما زالوا تحت الأنقاض ونسعى لإخراجهم.
فيما ألمحت مصادر في دائرة الدفاع المدني ذاتها إلى احتمالية ارتفاع عدد الضحايا في معركة الساحل الأيمن إلى خمسة آلاف قتيل ونحو 12 ألف جريح، مؤكدة أن حصيلة الضحايا في الساحل الأيمن تعادل خسائر المدنيين في كل أجزاء محافظة نينوى وعاصمتها الموصل حتى الآن.
خلال ذلك قالت خلية الإعلام الحربي العراقي، إن سلاح الجو العراقي تمكن من تدمير مقرات مهمة لتنظيم "داعش" غرب الموصل. ووفقاً لبيان تلقى "العربي الجديد" نسخه منه، فإن القصف أسفر عن "مقتل العشرات منهم في قريتي الابغالة والحلية وأحياء المشيرفة وتموز جنوب غربي الساحل الأيمن للموصل". وأضاف البيان أن القصف أسفر أيضاً عن "تدمير مستودع للسلاح وعجلات تابعة للتنظيم".