العراق: "داعش" يجند أطفالاً لتنفيذ عمليات انتحارية

08 اغسطس 2014
الحكومة: أطفال داعش يتم خداعهم بالمال والمخدرات(GETTY)
+ الخط -

اتهمت وزارة حقوق الإنسان العراقية، اليوم الجمعة، تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" بتجنيد أطفال عبر وسطاء وإرسالهم إلى محافظة الأنبار غربي العراق للقيام بعمليات انتحارية، مقابل مبالغ تتراوح ما بين 500 إلى 3000 دولار أميركي تدفع للوسطاء.

وفي بيان أصدرته، قالت الوزارة إن من وصفتهم بأنهم "عصابات داعش الإرهابية تقوم بتجنيد أطفال أعمارهم فوق سن 12 سنة وإرسالهم إلى محافظة الأنبار للقيام بعمليات انتحارية ضد القوات الحكومية التي تقاتل التنظيم".

وحول تفاصيل عملية التجنيد، أوضحت الوزارة أن "داعش يجذب هؤلاء الأطفال عن طريق وسطاء يقدمون لهم المغريات، لم توضحها، وكذلك عن طريق غسل أدمغتهم بأفكار تكفيرية وتعصبية بدعوى الجهاد".

وأضافت أن "الوسطاء يسقون الأطفال عصائر مملوءة بحبوب الهلوسة (مواد مخدرة) قبل إرسالهم لتفجير أنفسهم"، كما "أنهم يقومون بتصوير مقاطع فيديو لنساء عاريات لجذب الشباب، ويهددون في الوقت نفسه أولئك النساء بنشر المقاطع أو تسليمها إلى عصابات داعش لمعاقبتهن إذا لم يتعاونَّ معهم"، بحسب ما ورد في البيان.

وحول كلفة تلك العملية، ذكر البيان أن "الأطفال يباعون عبر سلسلة من الوسطاء حتى وصولهم إلى الأنبار ليتراوح المبلغ المدفوع من قبل التنظيم ما بين 500 دولار إلى 3000 دولار"، مشيرا إلى أنه "تم إنقاذ أحد الأطفال من هذه الجريمة النكراء قبل أربعة أيام"، دون أن يعطي تفاصيل أكثر.

ولم توضح الوزارة العمر الذي تعتمده في تحديد سن الطفولة، خصوصا أنها اكتفت بالإشارة إلى أن الأطفال الذين يتم تجنيدهم أعمارهم فوق 12 سنة.

ولم يتسنّ التأكد مما ذكرته الوزارة من مصدر مستقل، كما لا يتسنّى عادة الحصول على تعليق رسمي من "الدولة الإسلامية" على الاتهامات الموجهة له بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على الإعلام.

في سياق متصل، كشفت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان، وهي هيئة تابعة للبرلمان العراقي، أمس الخميس، عن تسجيل عشرات الجرائم التي تصنف تحت بند "الإبادة الجماعية" قام بها عناصر من "الدولة الإسلامية" بحق المدنيين في المناطق التي سيطروا عليها مؤخراً في محافظة نينوى شمالي العراق.

ويعم الاضطراب مناطق في شمال وغرب العراق بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحين سنة متحالفين معه على أجزاء واسعة من محافظة نينوى بالكامل في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.

وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين (شمال) ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر في مدن الأنبار غربي العراق.


في السياق ذاته، قال الناشط الإيزيدي العراقي علي سنجاري إن "معلومات وردتنا من أناس موجودين بجبل سنجار (شمالي العراق) تفيد بأن 250 طفلا إيزيديا قضوا نحبهم خلال اليومين الماضيين، جراء الحصار المفروض عليهم منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليه الأحد الماضي".

وأوضح سنجاري، أن "هؤلاء الأطفال قضوا نحبهم بسبب تناولهم أوراق الأشجار ونباتات برية جبلية، ربما ليست صالحة للاستهلاك البشري".

ودعا سنجاري منظمات الإغاثة الدولية، التي تلقي بالمساعدات الغذائية ومياه الشرب من طائرات النقل فوق جبل سنجار، إلى "تكثيف جهودها ومضاعفة كميات المساعدات وإيصالها بأسرع وقت ممكن لعشرات الآلاف من العوائل المحاصرة في جبل سنجار (124 كم غرب الموصل)".


ولم يتسن التأكد من صدق تلك الأرقام من مصادر مستقلة، نتيجة صعوبة وصول وسائل الإعلام إلى المناطق المحاصرة.

والإثنين الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن 40 طفلاً من نازحي قضاء سنجار، غرب محافظة نينوى (شمالي العراق)، فقدوا حياتهم كنتيجة مباشرة للعنف والجفاف.

وعقب سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" الأحد الماضي على قضاء سنجار، تدور اشتباكات عنيفة بين قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) وقوات وحدات الحماية الشعبية الكردية السورية من جهة وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" ومسلحين متحالفين معه من جهة أخرى لاستعادة القضاء.

ويقع جبل سنجار في غرب محافظة نينوى، وهو عبارة عن ارتفاعات بطول 70 كم تحيط به أراضٍ منبسطة شبه صحراوية من جميع الأطراف، والتي سيطرت عليها الجماعات المتشددة يوم الأحد الماضي، والغالبية الساحقة من سكان المنطقة هم من الكرد الايزيديين، بالإضافة إلى أقلية مسلمة من طائفتي الشيعة والسنة من العرب والكرد.​