سجلت بلدات أعالي الفرات غرب العراق رابع حالة وفاة خلال أقل من أسبوع بسبب الجوع ونقص الدواء مع دخول الحصار الذي تفرضه القوات العراقية والتحالف الدولي عامه الثاني على بلدات راوة وعنة والقائم في أقصى غرب العراق.
وقال مسؤول محلي في محافظة الأنبار وعاصمتها الرمادي لـ"العربي الجديد" إن "البلدات الثلاث دخلت مجاعة حقيقية منذ نحو ثلاثة أسابيع، ونفد مخزون الطعام لدى السكان الذين يقدر عددهم بأكثر من 60 ألف نسمة، وهناك حالات وفيات سجلت خلال هذا الأسبوع".
ووفقاً للمسؤول ذاته الذي طلب عدم الكشف عن اسمه فإن "أربعة أشخاص بينهم طفل ومسنة توفوا نتيجة الجوع، كما أن تنظيم "داعش" يمنع خروج السكان من تلك المناطق بمزاعم الهجرة إلى ديار الكفار، في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات العراقية"، مبيناً أن السكان هناك بدأوا يأكلون أشياء غير صالحة للأكل.
ولفت إلى أن "الوضع في بلدات راوة وعنة أسوأ بكثير من الوضع في القائم الحدودية مع سورية التي يصل إليها بين الحين والآخر بعض المواد الغذائية عبر التهريب والأنفاق".
وكشف عضو مجلس الأنبار حميد الدليمي في تصريحات صحافية عن خطر وفاة المزيد من الأهالي بسبب الجوع.
وبيّن أن الظروف الإنسانية سيئة للغاية في تلك المناطق، معتبراً أن "الإسراع بالهجوم العسكري ضروري لإنقاذ الأهالي وتحرير البلدتين، خصوصاً أن التجويع جريمة تضاف إلى جرائم التنظيم التي يرتكبها بحق الأهالي هناك".
— وكالة يقين للأنباء (@wakaltyaqein) ١٢ سبتمبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وطالب وجهاء وشيوخ من الأنبار الحكومة العراقية بالإسراع بتحرير مدن القائم وعنة وراوة لإنقاذ أهاليها المحاصرين المهددين بالهلاك جوعاً أو بسبب القصف أو خشية وقوعهم فريسة بيد التنظيم.
ويقول الشيخ مظهر المحلاوي أحد وجهاء غرب الأنبار إن "تحرير مدينة القائم تأخر كثيراً وعلى الحكومة العراقية أن تسرع بتحريرها، فالجوع والمرض يفتكان بالأهالي المحاصرين هناك، في وقت يمنعهم التنظيم من الخروج من المدينة".
ويضيف المحلاوي لـ"العربي الجديد" قائلاً "كنا نأمل تقدم القوات العراقية نحو مدينة القائم لتحريرها بعد تحرير مدينة الموصل، لكن حتى الآن لم تتحرك القوات العراقية فعلياً ما يثير القلق لدينا على سكان المدينة المحاصرين".
وكشفت مصادر عسكرية في وزارة الدفاع إكمال الاستعدادات العسكرية والأمنية اللازمة لتحرير مناطق غرب الأنبار التي لا تزال تحت سيطرة "داعش".
وقالت المصادر إن "القوات العراقية وضعت الخطط اللازمة والدعم اللوجستي للقوات المتقدمة وتوفير طرق آمنة لخروج المدنيين المحاصرين لتحرير ما تبقى من مدن الأنبار الغربية، وهي مدن عنة وراوة والقائم".
وتمكّنت عائلات محاصرة في القائم من الفرار خلال الفترات الماضية عبر طرق صحراوية طويلة، خوفاً من الوقوع بيد عناصر التنظيم، بعد دفع مبالغ مالية لمهربين مرتبطين بالتنظيم ذاته. واضطرت الأسر الهاربة للمسير عدة أيام في الصحراء للوصول إلى المناطق الآمنة في الرمادي التي تسيطر عليها القوات العراقية بحسب المصادر الميدانية.