وأوضحت وكالة الإغاثة المستقلة، في بيان لها يوم الأحد، أن القضية تتعلق بكل من لويزا أكافي، وهي ممرضة من نيوزيلندا، وهي ذات خبرة وتتحلى بالتفاني والمثابرة، إذ اضطلعت بـ17 مهمة ميدانية مع اللجنة الدولية والصليب الأحمر النيوزيلندي، وعلاء رجب ونبيل بقدونس، وهما مواطنان سوريان كانا يعملان سائقين باللجنة الدولية ويضطلعان بإيصال المساعدات الإنسانية في البلد.
وبحسب البيان، فقد اختُطف الثلاثة أثناء سفرهم مع إحدى قوافل الصليب الأحمر التي كانت تنقل إمدادات إلى مرافق طبية في إدلب، شمال غربي سورية، عندما أوقف مسلحون المركبات التي كانت تقلهم في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2013. واختطف المسلحون سبعة أشخاص، وأطلقوا سراح أربعة من المختَطفين في اليوم التالي.
وذكرت اللجنة الدولية في بيانها أنها بذلت جهودًا متكررة، خلال السنوات العديدة التي أمضتها لويزا قيد الاحتجاز لدى تنظيم داعش، من أجل أن تنال حريتها، حتى في ظل استمرار تغير الديناميات في سورية. وتشير أحدث المعلومات الموثوقة التي حصلت عليها اللجنة إلى أن لويزا كانت على قيد الحياة في أواخر عام 2018. ولم تتمكن اللجنة الدولية قطّ من معرفة المزيد من المعلومات عن علاء ونبيل، ولا يزال مصيرهما مجهولًا.
ومن جانبه، قال مدير عمليات اللجنة الدولية، دومينيك شتيلهارت: "لقد مرت عائلات زملائنا الثلاثة المختطفين بأوقاتٍ عصيبةٍ للغاية طيلة السنوات الخمس ونصف السنة الماضية. فـلويزا تتحلى بالرأفة والإخلاص في مساعدة الآخرين. كما كان علاء ونبيل زميلين مُتفانيين وعنصرين أساسيين في عمليات إيصال المساعدات".
وأضاف شتيلهارت قائلًا: "نناشد كل من لديه معلومات عن هؤلاء الأشخاص الثلاثة الإدلاء بها. وإذا كان زملاؤنا لا يزالون محتَجَزين، فإننا ندعو إلى إطلاق سراحهم فوراً وبشكل غير مشروط".
وانضمت أكافي، التي تبلغ حاليا من العمر 62 عاما، إلى الصليب الأحمر عام 1988 وسبق لها العمل في مناطق ساخنة، منها أفغانستان والبوسنة والعراق والصومال وسريلانكا. وقال دومينيك شتيلهارت، مدير عمليات الصليب الأحمر، إن أكافي باتت بذلك أطول الموظفين احتجازا في تاريخ اللجنة الدولية.
وقال شتيلهارت إنه بعدما نقلها مقاتلو "داعش" إلى الرقة عام 2017، شوهدت أكافي أواخر 2018 في البوكمال قرب الحدود السورية العراقية قريبا من نهر الفرات، وإن تلك كانت آخر معلومات ملموسة بشأن موقعها. وأضاف "ما نعرفه في حقيقة الأمر هو أن لويزا كانت تعمل ممرضة خلال خطفها، وهو ما يظهر تفانيها والتزامها تجاه مهمتها وتفويضها من الصليب الأحمر- العناية بالأشخاص المتضررين من الصراع".
وذكرت الحكومة النيوزيلندية الحالية، وفقا لوكالة "رويترز"، أنها تبحث عن أكافي، التي طلبت حكومات بلادها السابقة من وسائل الإعلام عدم الكشف عن اسمها خشية أن يعرض ذلك حياتها للخطر. وقال وزير الخارجية ونستون بيترز إن الحكومة نشرت فريقا مقره العراق يتألف من 12 فردا من غير المقاتلين، بينهم أفراد من العمليات الخاصة. وأضاف في بيان عبر البريد الإلكتروني "الفريق غير القتالي يركز بشكل خاص على معرفة موقع لويزا وتحديد فرص استعادتها". وأضاف "للأسف مكانها الحالي غير معروف. لكن حكومة نيوزيلندا تواصل العمل بلا كلل لتحديد موقعها وإيصالها لبر الأمان".
وأكد شتيلهارت، وفقا للبيان: "نتحدث الآن للإشادة علناً بلويزا وعلاء ونبيل وتقدير ما يتعرضون له من مشقة ومعاناة. ونرغب أيضاً أن يعرف زملاؤنا الثلاثة أننا لم نتوقف عن البحث عنهم يوماً، وأننا لا نزال نبذل أقصى ما في وسعنا من أجل العثور عليهم. ونحن نتطلع إلى اليوم الذي نستطيع فيه رؤيتهم مرةً أخرى".