السباق الرئاسي الأميركي يتحول إلى سباق لإرضاء إسرائيل

22 مارس 2016
من الوعود نقل السفارة الأميركية إلى القدس (Getty)
+ الخط -
تسابق مرشحو الرئاسة الأميركيون، في خطاباتهم أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)​،​ بواشنطن إلى تقديم الوعود المغرية لإسرائيل باستثناء المرشح اليهودي الوحيد السيناتور بيرني ساندرز، الذي نأى بنفسه عن المبالغة في خطب ود إسرائيل، في مؤشر على ثقته بأنه الوحيد القادر على كسب الصوت اليهودي وتأييد الناخبين المناصرين لإسرائيل لأنه لا يحتاج إلى تأكيد ولائه لإسرائيل كما يفعل باقي المرشحين.

وكان من أهم الوعود التي تلقتها إسرائيل، خلال هذه الكلمات هي تلك التي تعهد بها المتنافسون على تمثيل الحزب الجمهوري، وعلى رأسهم رجل الأعمال دونالد ترامب، والسيناتور اليميني المتطرف تيد كروز، بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وكذلك إلغاء الاتفاق النووي مع إيران.

وقال آخر المتحدثين السيناتور كروز، إن الاتفاق مع إيران سيحال إلى سلة المهملات إذا ما وصل للرئاسة، مؤكدا أنه سيتجه كذلك بنفسه إلى نيويورك لاستخدام الفيتو الأميركي ضد أي قرار دولي يجبر إسرائيل على الاعتراف بدولة فلسطينية.

وأظهر المرشحون في خطاباتهم نوعا من القلق العميق من أي إجراءات محتملة قد تقوم بها الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية.

وحرص ترامب، في تعهداته المكتوبة سلفاً على القول إن إسرائيل يجب أن يعترف بها الفلسطينيون كدولة يهودية، مؤكداً وقوفه إلى جانبها كدولة "يهودية"، مضيفاً أنه سيلتقي مع نتنياهو للعمل على تحقيق الاستقرار في لإسرائيل وللمنطقة بصورة عامة.

أما كروز فقد لفت الانتباه بعباراته الموجهة لـ "آيات الله" في إيران، قائلاً لهم إنه إن أصبح رئيسا سوف يدمر أي صاروخ ينطلق من إيران للتجربة، كما سيخير الإيرانيين بين تدمير برنامجهم النووي بأنفسهم أو أن الولايات المتحدة ستقوم بذلك نيابة عنهم.

وتحدث كذلك حاكم أوهايو، جون كيسيك، محاولاً كسب تأييد مناصري إسرائيل عن طريق إظهار سجلة الماضي في تأييد إسرائيل، لكنه كان أقل مبالغة في محاولات كسب ود الناخبين اليهود. أما المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، فرغم أنها تسابقت مع الآخرين في تقديم الوعود لإسرائيل، إلا أن هجومها على ترامب جعله يرد بقوة عليها مضيعا جهدها بكلمة واحدة هي "الكارثة"، في إشارة منه إلى أن رئاستها للولايات المتحدة، ستكون بمثابة "كارثة" على إسرائيل.

أما السيناتور الأميركي اليهودي، الساعي لتمثيل الحزب الديمقراطي، في انتخابات الرئاسة الأميركية بيرني ساندرز، فقد تغيب عن مؤتمر أيباك، مفضلاً أن يواصل حملته الانتخابية في أريزونا وإيداهو، بدلاً من العودة إلى واشنطن. وقالت مصادر إعلامية أميركية إن ساندرز عرض على منظمي المؤتمر، أن يلقي كلمته عن بعد عبر الفيديو لكن اللجنة رفضت عرضه، ليكون بذلك مرشح الرئاسة الوحيد، الذي يتغيب عن المؤتمر.

ويسعى مرشحو الرئاسة جميعهم إلى خطب ود أيباك، وتأكيد ولائهم لإسرائيل خشية اتهامهم بمعاداة السامية، غير أن ساندرز على ما يبدو، هو المرشح الوحيد الذي لا يخشى هذه التهمة ولا يحتاج إلى تأكيد ولائه لإسرائيل.

اقرأ أيضاً: لوبي يهودي في روسيا للانتقال من الشراكة إلى التحالف
دلالات