على الرغم من إعلان الحكومة المغربية عن تمسكها بموقفها المتشبث بالمرسومين اللذين يرفضهما الأساتذة المتدربون، وعدم الحوار مع هؤلاء، إلا أن هذا الموقف بدأ يعرف طريقه إلى التغيير.
وأفادت مصادر نقابية بأن الحكومة ممثلة في وزير الداخلية محمد حصاد، والوزير المنتدب في الداخلية، الشرقي الضريس، قد اجتمعت مع ممثلين عن نقابتي "الكونفيديرالية الديمقراطية للشغل"، و"الاتحاد المغربي للشغل"، يوم أمس السبت، تم خلالها التطرق إلى عدة ملفات من ضمنها قضية أساتذة الغد.
وأكد عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام للكونفيديرالية الديمقراطية للشغل، إحدى النقابات الأكثر تمثيلية والمتوفرة على مقاعد في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان)، أن المسؤولين الحكوميين طلبا من النقابيين "المساهمة في إيجاد حل لملف الأساتذة المتدربين". حسب ما أورد المتحدث في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أشار فيها إلى أن النقابات عبرت عن تضامنها مع الأساتذة واستنكارها لما تعرضوا له من تعنيف خلال احتجاجاتهم.
وشدد الزاير على أن نجاح الوساطة المعروضة على النقابات هو أمر رهين بقبولها من طرف الأساتذة المتدربين، والذين لم تقدم لهم الحكومة لحد اليوم أي اقتراحات أو "تنازلات" للخروج من الأزمة التي عمرت أزيد من شهرين، قاطع خلالها الأساتذة الدراسة في المراكز الجهوية للتربية والتكوين، ونزلوا خلالها إلى الشارع مراراً.
وفي ما يتعلق بـ"الموضوع الأساسي" لاستدعاء النقابات من طرف الحكومة، فيتمثل حسب المتحدث ذاته في اقتراح استئناف الحوار الاجتماعي، بعد شهور من تعليقه، وهو ما شدد الزاير، على أنه رهين بتغيير الحكومة لطريقة حوارها مع النقابات، وعدم جعل اجتماعاتهما "مجرد جلسات استماع، وعدم الاقتصار في النقاش على ملف إصلاح التفاوض"، وذلك بالنظر إلى أن "الحكومة تتوفر على مذكرات المركزيات النقابية وملفاتها المطلبية، والتي تتضمن نقاطا عديدة من ضمنها الزيادة في الأجور وضمان الحريات النقابية". ويوضح المسؤول النقابي الذي أفاد بأن الحكومة ستجتمع اليوم كذلك بنقابتين أخريين.
ويذكر أن مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، كان قد أكد في ندوة صحافية يوم الخميس الماضي على أن الحكومة متمسكة بموقفها في ملف الأساتذة المتدربين، والمتمثل في دعوتهم إلى العودة إلى مقاعد الدراسة لتفادي ضياع السنة الدراسية وفرص توظيفهم.
ويقاطع الأساتذة المتدربون منذ أكثر من شهرين الدراسة في المراكز الجهوية للتربية والتكوين، والتي يتخرج منها أساتذة التعليم الأساسي في المغرب. وذلك للتعبير عن رفضهم لمرسومين أصدرتهما وزارة التربية الوطنية، يقضيان بفصل التكوين عن التوظيف والتقليص من قيمة المنحة المخولة لهم، وهذا ما واجهه "أساتذة الغد" بمجموعة من الاحتجاجات والمسيرات تم تفريق العديد منها من طرف الأمن بطرق عنيفة أثارت جدلاً واسعاً على الساحة الحقوقية والسياسية المغربية في الآونة الأخيرة.
اقرأ أيضاً: المغرب: حقوقيون يطالبون بتقييد زواج القاصرات بنصوص قانونية