الجزائريون يراهنون على "محاربي الصحراء"

10 يونيو 2014
يراهن الجزائريون على "الخضر" للوصول إلى الدور الثاني (Getty)
+ الخط -

يشارك المنتخب الجزائري في العرس الكروي للمرة الرابعة في تاريخه والثانية على التوالي، ممثلاً وحيداً للكرة العربية. ولا يزال اهتمام وشغف الشارع الرياضي الجزائري بـ"محاربي الصحراء" لا يعادل الأجواء التي خلقها أثناء تأهل منتخب البلاد ومشاركته في مونديال جنوب إفريقيا قبل أربع سنوات.

رغم أن الجمهور الجزائري، كما يعرفه الجميع جمهور متحفز ومحب للكرة، يتنفّسها ويعشقها إلى حدّ الجنون وله طريقة تعبيره الخاصة، إلا أن أنصار المنتخب الوطني الجزائري سيكونون الأقل حضوراً في المجموعة السابعة التي تضم بلجيكا، روسيا، وكوريا الجنوبية، بحسب قناة ''غلوبو'' التابعة للتلفزيون البرازيلي، التي اعتمدت في إحصائياتها، على عدد حجوزات تذاكر الطيران وعدد تذاكر المباريات.

في المقابل، يلاحظ غياب الاحتفاليات المعهودة عن الشوارع في مدن الجزائر. وما بين التفاؤل والثقة تجاه قدرة الخضر في رفع التحدي والتأهل للدور الثاني من المونديال، والتشاؤم من أداء الفريق في المنافسة، كانت أراء الشارع الجزائري الذي تابعها ورصدها "العربي الجديد" في جولته مع يوميات الناس وتفاعلهم مع عرس المونديال.

وحتى الأحياء الشعبية، كالقصبة وباب الواد والحراش، المعروفة بجنونها الكروي بدأت تحضيراتها بهدوء وتحفز مع عرض الأعلام الرياضية وقمصان المنتخب وأدوات الاحتفال، بانتظار انطلاق أول مباراة لمنتخب "الخضر" لإشعال الحماس.

وعبّر عن ذلك الطالب الجامعي بن يوسف خليفة الذي قال: "جاءت استعدادات الخضر للمونديال مع إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد، حيث انشغل الناس بالشأن السياسي وبالأمور المعيشية. لستُ كثير التفاؤل  بالمنتخب".

 ويشاركه توجسّه  الموظف أمين شراير الذي يقول: "انتظر افتتاح المونديال ككل الجزائريين لأن المونديال له نكهة خاصة وكل الشعوب تنتظره بشغف. في ما يخص الفريق الوطني، لا ننتظر منه الكثير، لأن القرعة لم تخدمه كثيراً. البعض متفائل والبعض متشائم وفي هذه الأيام لا كلام سوى عن الجزائر والمونديال. أحب الفرق الأوروبية وأشجع الفريق الأرجنتيني لأنني أتابعه بإعجاب منذ صغري وأتمنى أن يفوز بكأس العالم".

أما الإعلامي الرياضي وليد مجيوة، فيرى أن "مونديال البرازيل سيكون الأحلى والأكثر متعة مع مشاركة المنتخب الوطني". يقول: "أنتظر بشغف انطلاق العرس العالمي كوني أحد عشاق الساحرة المستديرة. أطمح لرؤية الخضر ينافسون عمالقة الكرة في العالم. لن أفوّت مباريات منتخبنا من دون شك وأتوقع منه أن يشرّفنا، وأن يعبر إلى الدور الثاني كونه ازداد قوة وخبرة مقارنة مع مشاركته في الدورة السابقة".

يتابع: "في حالة خروج الخضر مبكراً من المونديال، سأناصر المنتخب الأرجنتيني الذي يلعب فيه الفتى الذهبي ليونيل ميسي، لاعبي المفضل، بحيث أنتظر منه التألق دولياً بعدما كان وراء كل الإنجازات المحلية لناديه برشلونة الإسباني". ويضيف مجيوة: "سأتابع الحدث عبر مشاهدة المباريات في العمل وفي المنزل أو عبر الانترنت".

ونفس الحماس نجده لدى الطالبة أنية مروك التي تقول: "أعشق كرة القدم ومسرورة جداً بمشاركة المنتخب الجزائري وأتمنى أن يتأهل الى دور الثاني. وأنتظر بشغف مشاهدة الفرق الكبرى مثل إسبانيا، ألمانيا، والبرازيل. سأشاهد المباريات مع أبي الذي يهوى هذه اللعبة كثيراً. كل بيوتنا وشرفاتنا ستتزين بالرايات".

وتبدو ربة المنزل فضيلة دحمان متحمسة للمنتخب الجزائري بشدة. تقول: "من أقصى الجنوب الجزائري إلى أقصى الشمال، كلّ الجمهور للخضر. عندما يتعلق الأمر بهم، نصبح مهووسين، ونصير كلنا يداً واحدة وعيناً واحدة".  

وأعادت أزمة مباريات كأس العالم ظاهرة المشاهدة الجماعية بالمقاهي والمطاعم ومحلات الوجبات السريعة، حيث وضع أصحاب المقاهي لزبائنهم شاشات كبيرة مع  سعر خاص يبلغ خمسين ديناراً  للكرسي.  وهذا الأمر خلق مصدراً جديداً من مصادر الدخل والربح الوفير لهم، رغم شكوى البعض منهم من غلاء سعر أجهزة الاستقبال الخاصة بباقة "بي إن سبورت"، وعدم بث التلفزيون الجزائري لكل المباريات، وأيضاً توقيت المباريات الذي يتأخر حتى منتصف الليل.

وحضرت أجواء المونديال في الصفحات الأولى للجرائد، وعلى جدران "فيسبوك" وفي الأغاني الرياضية. حيث تعود فرقة "لافيستا" التي تُعنى بالأغاني الرياضية، الممثلة في "رضوان وفيصل" لتهزّ قلوب عشاق كرة القدم، مع تحقيق أغنية "كوبا دالموندو" نجاحاً ساحقاً، خاصة أنها بلغة البلد المستضيف، وعلى أنغام "السامبا". وقامت الجمعية الثقافية "نوافذ ثقافية" بإنتاج أغنية مهداة للفريق الوطني لمناسبة مشاركته في المونديال لتقوم قناة "بور تي في" بتصويرها.