قال تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت، في نسختها الورقية اليوم الأحد، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي كثف مؤخراً بشكل كبير من مستوى جاهزيته القتالية على الجبهة الشمالية، عبر سلسلة من التدريبات والمناورات العسكرية المتكررة في الجليل، إلى جانب تدريبات مشتركة يجريها الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع في قبرص، في مناورة يحاكي فيها لواء الكوماندو الإسرائيلي في جزيرة قبرص حالة قتال في مناطق جبلية، لكن هذه التدريبات والاستعدادات لا تخفي حقيقة أن الأنظار موجهة هذه الأيام إلى قطاع غزة.
ويوضح التقرير أن المداولات الداخلية لقيادة الجيش، ولجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، تكشف عن تصاعد لهجة الحديث عن احتمالات اقتراب تصعيد عسكري في قطاع غزة.
وأضاف التقرير أنه: "لا حاجة في هذا السياق لقراءة التقارير الاستخباراتية السرية، فيكفي النظر إلى التغييرات الجارية ميدانياً، بدءاً من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والتي تتدهور باستمرار بسبب مشاكل البنى التحتية المؤثرة في توفير مياه الشرب ومشكلة الكهرباء وضغوط السلطة الفلسطينية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)".
ويشير التقرير، في هذا السياق أيضا، إلى "الأزمة الحالية في الخليج والحصار البحري والبري والجوي على قطر، التي تشكل، بحسب التقرير، الراعية الرئيسية لحركة "حماس"، إذ تواجه قطر اليوم مقاطعة سياسية من بعض الدول وضغوطاً دولية متصاعدة، من شأنها التأثير على دعمها الاقتصادي لحركة حماس وزيادة تفاقم الأوضاع في القطاع".
ويخشى جيش الاحتلال أن تسعى حركة "حماس"، رداً على ذلك، إلى العمل على تحسين أوضاعها الاقتصادية ومكانتها في العالم العربي، عبر بث صور من مواجهة عسكرية مع إسرائيل، والتي من شأنها بطبيعة الحال أن تساعده في تحقيق هذا الهدف.
وقد سبق لجهات مختلفة في إسرائيل أن أعربت عن مخاوف من أن تؤدي الأزمة الخليجية والضغط المكثف على "حماس"، إلى اضطرار الحركة لبدء إطلاق مواجهة عسكرية مع الاحتلال، علما بأن تقديرات سابقة كانت قد تحدثت قبل أكثر من شهر عن سيناريو مشابه لعملية عسكرية ضد قطاع غزة، مع بدء إسرائيل قريباً بعمليات بناء ما تسميه "عائق تحت الأرض وفوقها" لمواجهة الأنفاق ومنع "حماس" من القدرة على حفر أنفاق تخترق الحدود إلى داخل إسرائيل.
كما أوردت سلطات الاحتلال مؤخراً ادعاءات مختلفة عن مساعي حركة "حماس" لإطلاق عمليات فدائية ضد الاحتلال، من داخل الضفة الغربية، بموازاة سعي الحركة إلى تنظيم مظاهرات عند السياج الحدودي الفاصل مع إسرائيل في قطاع غزة، والتي أسفرت الأسبوع الماضي عن استشهاد مواطن فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي.
ويشير التقرير إلى تقديرات ترجح أن تقوم "حماس"، في هذا السياق أيضاً، بالسماح للحركات السلفية في القطاع بإطلاق النار باتجاه العمال والأطقم التي ستعمل على بناء العائق الفاصل الجديد، علما بأن إسرائيل حذرت بحسب التقرير قادة "حماس" من أنها لن تسمح بعرقلة وتشويش أعمال بناء هذا العائق، ولو كان ثمن ذلك مواجهة عسكرية جديدة مع "حماس".