اتهامات عراقية لشركة بريطانية بالتقاعس عن إزالة الألغام

10 يوليو 2016
عزوف العوائل عن العودة بسبب الألغام(معاد الدليمي/Getty)
+ الخط -

اتهم مسؤول محلي بارز في محافظة الأنبار غرب العراق، اليوم الأحد، شركة بريطانية بالتقاعس عن مهامها برفع الألغام والعبوات الناسفة، من مدينة الرمادي، العاصمة المحلية للمحافظة الأكبر في العراق، والحدودية مع السعودية والأردن وسورية. ويأتي ذلك، بعد نحو سبعة أشهر على استعادة القوات العراقية، وأبناء العشائر بمساندة الطيران الأميركي، السيطرة على المدينة، وطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها.

وأوضح قائمقام مدينة الرمادي، إبراهيم الدليمي، أنّ "الأمم المتحدة تعاقدت مطلع العام الحالي، مع شركة أوبتيما البريطانية، المتخصصة برفع الألغام والعبوات الناسفة، بغرض المساعدة والمساهمة في تطهير مدينة الرمادي بعد تحريرها، من المخلفات الحربية وتلك الألغام".

كما أشار في بيان صحفي إلى أنّ "الألغام والعبوات الناسفة، زرعها تنظيم "داعش"، عندما احتل الرمادي منتصف عام 2015، إذ توجد الآن مئات العبوات الناسفة مزروعة في أماكن وأحياء ومناطق متفرقة من المدينة. وبيّن أن الأمم المتحدة أبرمت العقد مع الشركة دون مقابل من الجانب العراقي، بحيث تتكفل الأولى بنفقات العقد من أجل مساعدة الأنبار، واستعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة فيه.

إلى ذلك، لفت الدليمي إلى أن "العقد المبرم مع الشركة شارف على الانتهاء، دون أن تقدم الأخيرة أي شيء للرمادي"،  مبيّناً أن "من يقوم برفع الألغام والعبوات الناسفة، هم الجهد الهندسي التابع للقوات الأمنية، ومتطوعون من أبناء العشائر لديهم خبرة بهذا المجال، من خلال مشاركتهم مع القوات الأمنية في المعارك الدائرة منذ مطلع 2014".

وأشار إلى أن الشركة البريطانية تقاعست عن عملها ولم تقم برفع الألغام والعبوات الناسفة من الرمادي، برغم إجراء أكثر من لقاء معها وتزويدها بمعلومات عن المناطق والأماكن التي فيها الألغام.

وفي هذا السياق، ناشد الأمم المتحدة، التعاقد مع شركة دولية موجودة على أرض الواقع لديها الخبرة برفع الألغام والعبوات الناسفة، من أجل الإسراع بتطهير الرمادي من المتفجرات، في ظل توقعات عودة كبيرة لنازحي المدينة بعد عيد الفطر.

من جهته، قال مصدر في جهاز مكافحة المتفجرات داخل الرمادي لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك عملا دؤوبا بجهود محلية بالرغم من قلة الخبرة والإمكانات، لتنفيذ واجباتنا من أجل الحفاظ على سلامة أرواح الناس من تلك العبوات التي لم نتعامل مع مثيلاتها من قبل. كما أن هناك عددا من المتطوعين من الشرطة والجيش، يحاولون العمل معنا لإزالة الألغام رغم مخاطرها".

وأوضح الدليمي، أنّ "داعش" غالبا ما يزرع العبوات في أماكن محددة داخل المنزل، مستخدما طرقا مختلفة ومعقدة في زراعتها، منها استخدام طرق تجذب النساء والأطفال أكثر من غيرهم، في محاولة لإيقاع أكبر عدد من الضحايا". وشدد على أهمية تعاون السكان وإبلاغهم عن الأجسام الغريبة أو المشكوك بها، وعدم الاقتراب منها، لأن من شأن ذلك أن يساهم في اكتشاف الكثير من العبوات والمفخخات، ويقلل عدد الضحايا.

وكان عضو مجلس محافظة الأنبار، طه عبد الغني، قد أشار في تصريح سابق، إلى أنّ "من غير الممكن لنا توفير إحصائية رسمية لعدد العبوات والمتفجرات في الرمادي، بسبب حجم الدمار والخراب والتقنية التي استخدمها داعش في زرع العبوات، لكن القوات الأمنية والكوادر الهندسية، تمكنت من رفع حوالي ثمانية آلاف عبوة، بالإمكانات المتاحة والخبرات البسيطة".


يذكر أنّ السفارة الأميركية في بغداد، ذكرت في بيان لها، أنها قدمت قيمة خمسة ملايين دولار أميركي للمساعدة في تطهير الرمادي من مخاطر المتفجرات، وهي خطوة أولى ضرورية لدعم السلطات العراقية في جهودها لإصلاح البنية التحتية الأساسية، والمساعدة على عودة العائلات النازحة إلى منازلها.

وأضاف البيان أن السفارة الأميركية، ومكتب إزالة وإبطال مفعول الأسلحة في قسم الشؤون السياسية العسكرية، التابع لوزارة الخارجية الأميركية، منحت العقد لشركة (يانوس للعمليات الدولية) بالشراكة مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ومحافظ الأنبار صهيب الراوي، وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، وصندوق تمويل الاستقرار الفوري (FFIS) التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وكانت مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار (108 كم) غرب بغداد، قد دمرت بنسبة 80 في المئة، حسب تقارير شبه رسمية، ما يعكس حجم الخطر الذي لحق بالمدينة، إثر سيطرة "داعش" عليها، وزراعته العبوات الناسفة، والقنابل غير المنفلقة، ما أدى الى عزوف العوائل عن العودة إلى مدينتهم.