تزيد المعارك المتواصلة في منطقة هجين التابعة لمدينة البوكمال من سوء الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الأهالي في البلدات والقرى التي وقعت تحت سيطرة التنظيم.
واستعاد تنظيم "داعش" في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري السيطرة على نقاط عدة بمنطقة هجين، سبق له أن خسرها منذ ستة أشهر بعد مواجهات مع مليشيا "قسد"، ورغم الحملة العسكرية التي أطلقتها المليشيا في 11 سبتمبر/ أيلول للقضاء على آخر معاقل التنظيم بالمنطقة الواقعة شرقي دير الزور.
ويؤكد الناشط كريم العبد الله لـ"العربي الجديد" أن "معاناة الأهالي في منطقة هجين مأساوية جداً جراء تبعات الحرب بين التنظيم والمليشيا". ويضيف "يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية كون الطرق التي تصل بلداتهم وقراهم بمناطق دير الزور الأخرى مقطوعة، كما أن التنظيم ومليشيا قسد يملكان وحدهما القرار بالسماح بإدخال المواد الغذائية وغيرها".
ويتابع العبد الله "عدد أهالي المنطقة ازداد بشكل ملحوظ وقارب الأربعين ألف نسمة، رغم أن عددهم كان نحو 37 ألف نسمة قبل الثورة، كونها حوت نازحين من شتى مناطق الشرق السوري، ليس هناك أي إحصائية دقيقة لهم، كما أن الذين خرجوا باتجاه مناطق سيطرة قسد يعانون بدورهم، فوجود المنظمات الإنسانية قليل جدا أو شبه معدوم بظل تحكم المليشيا بالقطاع المدني".
وتعد بلدتا الباغوز والسوسة من أهم بلدات منطقة هجين التي استعاد تنظيم "داعش" سيطرته عليها مؤخراً.
ويقول محمد، وهو من أهالي المنطقة، "بعد مغادرتنا مناطق سيطرة التنظيم باتجاه نقاط سيطرة مليشيا قسد، منع التنظيم الأهالي من المغادرة بالقوة، والآن الأهالي يعانون من القصف اليومي من كل جانب وهم الضحية بهذه المعركة، فطائرات التحالف الدولي تقصفهم، وتنظيم داعش يتخذهم درعاً لمقاتليه، ومليشيا قسد لا تهتم مطلقا لشأن النازحين من مناطق التنظيم".
وفي 24 أكتوبر/ تشرين الثاني الجاري استهدفت مقاتلات التحالف الدولي مسجدين في بلدة السوسة من ضمنها مسجد عثمان بن عفان، موقعة أكثر من 70 قتيلاً من المدنيين، بحسب تأكيدات مصادر إعلامية في المنطقة.
ويحمّل المواطن سالم الجبوري قوات التحالف الدولية المسؤولية المباشرة عن وقوع المدنيين بالقصف، ويقول: "كل الطائرات المسيرة والأقمار الاصطناعية والتكنولوجيا لدى أميركا، تأتي لتقصف مسجداً أو حياً يكتظ بالسكان، الأمر غريب حقا، دائما طائراتهم تخطئ مواكب قادة التنظيم وتصيب الأطفال والأهالي".
ويشير الجبوري إلى أن الأهالي وكل أبناء المنطقة يتطلعون لإنهاء المعارك المستمرة بين "قسد" وتنظيم "داعش" منذ نحو شهرين، ووقف نزيف الدم الحاصل هناك.