أسرى فلسطينيون محررون يضربون عن الطعام لصرف رواتبهم

09 سبتمبر 2018
أسرى محررون بدون رواتب منذ 11 عاماً (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلن 35 أسيراً فلسطينياً محرراً من المحسوبين على حركة حماس، الأحد، البدء بإضراب مفتوح عن الطعام بالتوازي مع اعتصام مفتوح أمام مقر هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، للمطالبة باستعادة رواتبهم المقطوعة من قبل السلطة الفلسطينية منذ 11 عاماً.

وجاء الأسرى المحررون من مختلف محافظات الضفة الغربية إلى مقر هيئة شؤون الأسرى والمحررين، مؤكدين على ضرورة تحريك ملف قضية قطع رواتبهم منذ 11 عاماً، ورفعوا لافتات تؤكد على حقهم في استعادة رواتبهم، بينما ساندهم عدد من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني في خطوتهم هذه.

وتوجه الأسرى المحررون المضربون عن الطعام، برسالة إلى رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر، طالبوه فيها بالعمل على إعادة صرف رواتبهم وفق النظام، على قاعدة الاعتماد الوظيفي بسلمه القانوني ومستحقاته بأثر رجعي، وصرف مستحقاتهم على طول فترة الظلم البالغة 11 عاماً، ووقف الظلم الممارس على أسرهم من خلال منع توظيفهم في الوظيفة العامة بحجج التصنيف السياسي.

وقال أبو بكر، لـ"العربي الجديد": "التقيت بأولئك الأسرى المحررين، وسنرفع قائمة بأسمائهم إلى الجهات المختصة من أجل مساعدتهم في حلّ القضية".




أما النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة، فقد قال لـ"العربي الجديد"، إنّه "يجب التعاطي مع قضية هؤلاء الأسرى بأهمية بالغة، فهم وحدة واحدة متكاملة ولا يجوز التعدي على حقوقهم باعتبارهم عبدوا الطريق لكرامتنا. نحن نريد استعادة كرامتهم من خلال استعادة رواتبهم".

وأضاف: "أعيدت في الآونة الأخيرة الرواتب إلى 350 أسيراً كانت قد قطعت رواتبهم، ونأمل أن تحلّ قضية الـ35 أسيراً المقطوعة رواتبهم من الضفة الغربية، ونحن ننتظر تعليمات الرئيس محمود عباس للجهات المختصة لصرفها".

بدوره، قال الأسير المحرر سفيان جمجوم، الذي أمضى نحو 20 عاماً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الإضراب عن الطعام والاعتصام المفتوح هو من أجل إنهاء هذا الملف الذي نعاني منه منذ زمن طويل جداً، وتجري فيه محاربتنا في أرزاقنا وأرزاق أهالينا، لقد آن الأوان لتنتهي معاناتنا، نحن سنواصل خطوتنا هذه حتى تحقيق مطالبنا".




في حين قال الأسير المحرر، سامر الشوا، من مدينة البيرة، الذي أمضى نحو 8 سنوات داخل سجون الاحتلال، لـ"العربي الجديد": "منذ عام 2007، صدر قرار بإيقاف رواتبنا. حينها كنت في السجن، وحينما خرجت حاولت والعديد من زملائي أن نحلّ المشكلة من دون جدوى. توجهنا إلى القضاء ومجلس الوزراء، ووزارة الأسرى ووزارة المالية، والجميع يلقي باللوم على الآخر، وحينما استفسرنا قيل لنا إنّ الراتب مقطوع بسبب مخالفة الشرعية، بالرغم من أنّنا كنّا داخل السجن ولا علاقة لنا بما يجري".

وأكد الشوا: "توجهنا إلى مؤسسات حقوقية، والكلّ يبدي تعاطفه معنا ومع عدالة قضيتنا، كون الأسير خطاً أحمر، لكن لم تحل قضيتنا حتى الآن، وبعضنا عاش أوضاعاً صعبة وبعضنا لجأ إلى أعمال شاقة ليؤمّن قوته. وبعد كلّ ما جرى اضطررنا لاتخاذ هذه الخطوة بالاعتصام والإضراب عن الطعام، لتحريك الملف وحلّ قضيتنا، ونحن نأمل من هيئة الأسرى أن تكون سنداً لنا باعتبارها بيت الأسرى".




من جانبه، قال الأسير المحرر فازع صوافطة من مدينة طوباس، الذي أمضى نحو 15 عاماً داخل سجون الاحتلال: "جئنا للاعتصام المفتوح احتجاجاً على استمرار السلطة الفلسطينية منذ العام 2007 بقطع رواتبنا بدواعي عدم الاعتراف بالشرعية، وهي دواعٍ واهية وليست حقيقية".

وأضاف: "يبدو أنّ هناك تقارير كيدية بحقنا. راسلنا العديد من الشخصيات والمسؤولين لكن من دون أن نصل إلى نتيجة، واليوم وبعد كلّ هذه المدة، آن الأوان لنبدأ الإضراب والاعتصام أمام هيئة الأسرى حتى الاستجابة لمطالبنا، نحن الآن بصدد لقاء العديد من المسؤولين في هيئة شؤون الأسرى وسيكون لنا لقاء مع رئيس الهيئة قدري أبو بكر من أجل تسليمه رسالة بمطالبنا". وشدد صوافطة على أنّ حلّ القضية هو بإعادة الرواتب وتعويض الأسرى: "عانينا فترة طويلة جداً، وحتى عندما كنا داخل سجون الاحتلال لم نتلقَّ راتبنا، وعلى الجهات المعنية العمل على حلّ المسألة".

وفق بيان صادر عن الأسرى المحررين المعتصمين، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، فقد أكدوا على أنّهم يضربون إضراباً مفتوحاً عن الطعام بعد شعورهم بالعجز والإحباط والخيبة، وأنّ الإضراب سيتطور إلى وقف تناول الأدوية وصولًا إلى التوقف عن تناول الماء حتى تحلّ قضاياهم وفق القانون.




وقال الأسرى: "أبناء شعبنا اليوم نمضي بوجع الجوع، والفراق، والشعور بالظلم، ننصب خيمتنا ونلوذ إلى نصير بابه لا يغلق، ليظل الأمل بأن يتحرك شركاء القيد وإخوة الوطن لتصحيح مسار ظلم وقع علينا ونحن في خندق الشراكة في مواجهة العدوان على شعبنا في القدس والداخل والضفة وغزة".