أردوغان يتمسك بالثوابت التركية في العلاقة مع إسرائيل

22 نوفمبر 2016
أردوغان: "احتمال كبير" لرفع حصار غزة (الأناضول)
+ الخط -

دافع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن حركة "المقاومة الإسلامية" (حماس) في وجه الاتهامات الإسرائيلية، داعياً إلى إشراكها في مفاوضات السلام إلى جانب حركة "فتح"، مبرزاً، في سياق آخر، أن "العلاقات بين تركيا وإسرائيل جيدة حالياً".

وردّ أردوغان، خلال المقابلة التي أجراها مع القناة الإسرائيلية الثانية، أمس الإثنين، بشأن إمكانية تقديم ضمانات لإسرائيل بأن لا تقوم "حماس" باستخدام السلاح ضد الاحتلال، بالتساؤل: "هل يمكنكم أن تقولوا باسم إسرائيل إنه لن يتم استخدام السلاح ضد غزة وعموم فلسطين؟"، قبل أن يضيف: "تُرى هل يقوم من يتهمون "حماس" وغزة بشكل دائم (إسرائيل) بتوجيه الاتهام لأنفسهم؟ ما نريده هو إنهاء هذه الحلقة المفرغة (..) إسرائيل تمتلك أسلحة، بداية من السلاح التقليدي وحتى السلاح النووي، هل توجد لدى خصمها هذه الإمكانات؟ لا. في حال أجريتم مقارنات بين إسرائيل و"حماس" التي لا تمتلك تلك الإمكانات سيضحك الجميع، لابد من الالتزام بدرجة عالية من العدل".

وشدد الرئيس التركي على أنه لا يعتبر الحركة "منظمة إرهابية"، وإنما "حركة سياسية ظهرت نتيجة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي"، داعياً إلى إشراكها في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، بالقول: "حتى اليوم جلستم مع محمود عباس ومع منظمة "فتح"، هل حصلتم على نتيجة؟ لا لم تتمكنوا من الحصول على نتيجة. وعليه، وفي حال لم يتم إجراء انتخابات، لابد أن تجلس كل من "فتح" و"حماس" على طاولة المفاوضات، وإلا لن يكون من الممكن الوصول إلى نتيجة".


وأضاف: "كانت لدي دائماً علاقات مع "حماس" وألتقي بهم. أنا صريح في ما يتعلق بهذه النقطة، لأنه ليست لدي أجندة سرية"، مشدداً على أنه "لا توجد أي ممانعة تركية للتوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل في حال طُل منا ذلك. لماذا لا نتدخل؟ كل ما نفكر به هو أن يحلّ السلام في المنطقة"، قبل أن يتساءل مستدركاً: "لكن هل تقترب إسرائيل من حل الدولتين؟ لا. لماذا لا تفعل؟ لأن إسرائيل ليست صاحبة الأرض. لا يمكنكم تجاهل هذا".

وحمّل أردوغان الجانب الإسرائيلي مسؤولية عدم استمرار المفاوضات، إذ ذكر أن "الوضع هكذا لأن إسرائيل، أساساً، لا تقبل، وتقول سأتعامل فقط مع "فتح""، مبرزاً: "لكن لا يمكن تحقيق ذلك بالتعامل مع "فتح" فقط. ذلك لم ينجح"، مشدداً على أنه "في حال إجراء انتخابات سيتضح الطرف الفائز، سواء "حماس" أو "فتح"، وهو من سيقوم بالجلوس على طاولة المفاوضات".

وعبّر عن رفض أنقرة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى، مؤكداً: "للأسف نرى أن إسرائيل تسعى للاستيلاء على المسجد الأقصى، وهذا غير مقبول. علينا في بادئ الأمر حماية هذا المكان، إذ لا يمكننا السعي للاستيلاء عليه، لأنكم تعلمون أن القدس مكان مقدّس بالنسبة لثلاثة أديان، لذا على الجميع احترام هذا".

وبخصوص استمرار العمل على تحقيق الشرط التركي الثالث الذي تم التوافق عليه لإعادة تطبيع العلاقات مع الجانب الإسرائيلي، ممثلاً برفع الحصار عن قطاع غزة، أوضح الرئيس التركي: "العمل جارٍ من أجل تحقيق هذا الشرط، وإن هناك احتمالاً كبيراً لرفع الحصار"، مضيفاً: "يبدو حاليا كما لو أن الحصار قد رفع".


ونفى المتحدث ذاته ادعاءات القادة الإسرائيليين حول بذلهم جهودًا كبيرة من أجل عدم سقوط ضحايا في سفينة "مافي مرمرة" التي كانت متوجهة لفك الحصار عن القطاع، مبرزاً: "كل هذا كذب. لا يمكن تصديق هذا الكلام، ولدينا جميع الوثائق حول مداهمة الضباط الإسرائيليين للسفينة في المياه الدولية. هذا غير مقبول أبدًا. هناك 10 إخوة لنا استشهدوا على متن تلك السفينة، لقد قتلوهم دون رحمة".

وعندما قاطعت مذيعة القناة الإسرائيلية الثانية أردوغان متسائلة: "ألم تروا مشاهد الفيديو؟ ألم تشاهد العنف الممارس ضد الجنود الإسرائيليين"، ردّ: "شاهدتها كلها (..) أنتم لا تنطقون الحقيقة، قولي الحقيقة، لدينا كل الدلائل والوثائق، وعمل الصحافة يجب ألا يردعك عن قول الحقيقة، وإن كنت تظنين أنك ستحرجين طيب أردوغان فإنك لن تفلحي في إحراجي، لأن جميع الوثائق بيدي".

يذكر أنه تم تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية، في يونيو/حزيران الماضي، بعد موافقة الاحتلال على الشروط التركية الثلاثة، متمثلة في تقديم اعتذار، ودفع تعويضات لضحايا الاعتداء على سفينة "مافي مرمرة"، ورفع الحصار عن القطاع، مقابل إسقاط الدعاوى الموجهة ضد القيادات الإسرائيلية التي شاركت في الاعتداء. 

وفي السياق، حصل الضحايا العشر على عشرين مليون دولار، كما رفع الحصار بشكل جزئي عن غزة، عبر السماح للسفن التركية بنقل المساعدات إليه عبر ميناء إسدود الإسرائيلي، وكذا السماح بإعادة إعمار القطاع وبناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية، وكذلك بناء منطقة صناعية في جنين بالضفة الغربية.