حكايا المونديال... ملك رومانيا مدربٌ في زمن الانقلاب

07 يونيو 2018
رومانيا فشلت في الذهاب بعيداً بنسخة 1930 (العربي الجديد)
+ الخط -
عانى كارول الثاني خلال حياته واضطر للتنازل عن العرش بسبب بعض الفضائح، لكنه عاد لحكم رومانيا من جديد يوم 7 يونيو/حزيران 1930، وذلك عقب الانقلاب الذي قام به رئيس الوزراء لوليو مانيو.

حاول كارول الثاني التدخل في الحياة السياسية الرومانية ومنافسة أصحاب الأراضي، لكن الأمر لم يقتصر على ذلك، بل كان له تدخلات في أمور تخصّ المنتخب الذي شارك في مونديال 1930 في الأوروغواي.

سعى الملك الروماني حينها لتأمين مقعد للمنتخب في البطولة وبالفعل نجح في ذلك، ومنح حينها عفواً فورياً لجميع اللاعبين الموقوفين بسبب مشاكل متعلقة بكرة القدم، وبدلاً من إعطاء الثقة للمدرب كوستيل رادوليسكو لاختيار الفريق قرر القيام بذلك بنفسه.

واجه الملك عقبة أخرى، إذ معظم اللاعبين كانوا يعملون في شركة نفط إنكليزية، ورفضت الأخيرة منحهم إجازة مدفوعة لمدة ثلاثة أشهر، وهي الفترة اللازمة للمشاركة في البطولة مع احتساب مسافة الطريق بالباخرة ذهاباً وإياباً.

حذرت الشركة حينها أي لاعب من السفر وإلا لن يعود لوظيفته، فتدخل كارول الثاني، وأجرى اتصالات مع رئيس الشركة، وأكد له أنه سيغلقها إذ لم يرضخ لطلباته، مما دفعهم للقبول بطبيعة الحال.

ذهب الرومانيون إلى ميناء كونتي فيردي في جنوى، وانضم بعدها إليهم منتخب فرنسا ورئيس فيفا جول ريميه الذي كان يحمل الكأس في حقيبته، ثم انتقل الجميع لبرشلونة لتبدأ رحلة الـ16 يوماً عبر المحيط الأطلسي، فتدرب اللاعبون الـ19 من خلال تمارين اللياقة البدنية، وحين قرروا التدرب بالكرة كان كارول صاحب ركلة البداية.

كان الملك الروماني يمني النفس في الذهاب بعيداً لكن رومانيا فشلت في تحقيق المطلوب، لا سيما الخسارة أمام الأوروغواي التي كانت تضم لاعبين رائعين أمثال خوسيه أندريد ونازاززي ويبدرو تشيا وهكتور سكاروني، وهزم حينها برباعية نظيفة أمام الفريق الذي توج لاحقاً.

وبعد رحيله عن العرش عام 1940، بقي الملك الروماني راسخاً في عقول الجميع لأنه كان شغوفاً ومحباً للعبة كرة القدم.
دلالات
المساهمون