نور الشريف: سينمات الدرجة الثالثة كانت مُتنفساً وحاربت التطرّف

13 يناير 2015
أُشفق على هذا الجيل لأنه في مأزق
+ الخط -
أكّد الفنان المصري نور الشريف، أنّه وجيله ابتعدوا عن السينما، ليس بمزاجهم الشخصيّ وإنّما قهراً، وأوضح أنّ لديه أربعة سيناريوهات لأفلام جديدة لكنّه ينتظر التمويل، وعلى الحكومة الجديدة أن تعيد الأضواء للسينما مجدداً.

وأضاف عبر لقائه بالإعلامية لميس الحديدي في برنامج "هنا العاصمة" أنه عاشق للسينما، قائلاً: "أول فيلم أنتجته كان عمري 29 سنة، وكان "دائرة الانتقام"، رفضت وقتها ميرفت أمين تقاضي أيّ أجر حتى يعرض الفيلم". مشيراً إلى أنّ شركة الإنتاج وقتها ودور العرض، كانت تقوم بدور الضامن في البنوك.

وأكّد الشريف أنّه بالسيناريوهات الأربعة التي بحوزته، كنّا سندخل في مرحلة جديدة للسينما، مطالباً الحكومة بإعادة هذا الدور لتشجيع السينما والفيلم الجيد، مضيفاً أن وزارة الثقافة كان لديها 14 دار عرض، لكنها الآن تُؤجر بحق الانتفاع، وبقية الدور محتكرة من كبار المنتجين وهذا حقهم، فنحن لدينا سينما متقدمة تضاهي سينمات أوروبا.

وأشار إلى أنّ فيلم "توقيت القاهرة"، المزمع عرضه قريباً، والذي عاد به للسينما بعد غياب ست سنوات، منذ آخر أفلامه "مسجون ترانزيت"، كان مهماً، وعندما قرأ السيناريو أُعجب به وشارك فيه مع التنازل عن جزء كبير من مستحقاته.

وأوضح الشريف أن تجسيده لدور الرجل المصاب بالزهايمر في أحداث الفيلم، لم يكن صعباً، لأنّه أحبّ الدور جداً، فجمال الدور أنّه يحاول محاربة المرض من خلال صورة شخصية لسيدة يبحث عنها، لشعوره بأن لها دوراً كبيراً في حياته، وأنّها مثلت علامةً فارقة، ومع ذلك يظل يبحث عنها في رحلة طويلة من الإسكندرية إلى القاهرة حيث تقطن.

وعن مشاركته الفنانين الشباب في هذا الفيلم قال الشريف: "ليس جديداً عليّ أن أقابل جيل الشباب، فأنا سعيد بهم، وهذا كان متجسداً ليس في فيلم "بتوقيت القاهرة" فقط لكن في المسلسلات"، مشيراً إلى أنّ مشكلة الشباب الحالي أنه متعجل وولدوا في زمن خالٍ من الأساتذة المخرجين مع احترامه للجميع، وهذه كانت آفة الأفلام القديمة.

لكنّه في المقابل يرى أنّ الجيل الجديد يحب التعلم مثل شريف رمزي الذي يشاركه فيلمه "بتوقيت القاهرة"، وكثيرات من نجمات مسلسل "الدالي" اللاتي خرجن وأصبحن فنانات لهنّ ثقلهن في وسط جيلهن.

ولفت الفنان المصري إلى أن السينما تتراجع، ومن حسن حظ جيله -على حد قوله- أنّ الإنتاج كان يصل في العام من 72 إلى 90 فيلماً، وكان من حظ كل فنان أنه يشارك في ثلاثة أو أربعة أفلام، وتتراوح جودتها بين المتوسط والقوي والضعيف.

لكنّ الجيل الجديد فرصته أقل فقد يقوم بعمل واحد في العام، ويكون مستواه متوسطاً أو ضعيفاً، وهو ما يؤدي في النهاية إلى احتياجه وقتاً أكبر ليثبت نفسه، "أنا في حقيقة الأمر أشفق على هذا الجيل لأنه في مأزق" يقول الشريف.

ونوّه إلى أنّه رغم كلّ هذه التجارب والتاريخ، لا يزال يخاف ويحرص على أداء الدور بشكل جيد، مشيراً إلى أن الجمهور عامل قوي وحاسم في السينما، فما يزال الجمهور يذهب للسينما وهو بخير ويشجع العمل الجيد.

وأوضح أنه لا يزال يرى السينما وثيقة، لكنّه يخشى ألا تظلّ هكذا ليس بسبب الصناعة، لكن بسبب ما تتعرض له، "فهل ستستمتع بها الأجيال القادمة كما استمتعنا نحن؟، أعتقد أن المعوقات كبيرة فإذا استمر الوضع الاقتصادي الراهن قد يكون الوضع صعباً وإذا استمرت أزمة المرور قد يمل الناس من الذهاب إليها، كما أن ارتفاع أسعار تذكرة السينما ومع إغلاق عدد من سينمات الدرجة الثالثة، سيتسبب في أزمة أكبر، فسينمات الدرجة الثالثة كانت متنفساً لفئات كثيرة، ليس كذلك فقط، بل وكانت ستحارب التطرف بوجودها في هذه المناطق، لكني رغم هذا أشكر القنوات التي تذيع الأفلام بكثرة رغم ظاهرة القرصنة المنتشرة التي يجب القضاء عليها" ختم نور الشريف حديثه.

المساهمون