الدراما العربية تنافس برامج المنوعات في رمضان

07 يونيو 2016
هدى ورين في "لمتنا أحلى" على التلفزيون العربي(العربي الجديد)
+ الخط -
هل غابت الإنتاجات الخاصة لبرامج المنوعات، المرادفة للدراما الرمضانيّة هذا العام؟ سؤالٌ يُطرَح مع غياب واضح لأبطال هذه البرامج، ومنهم نيشان وطوني خليفة، اللذان شغلا مساحة من الجدل، حول الدراما والقضايا الفنية والاجتماعية وحتى الدينية، في المواسم الرمضانيّة السابقة ضمن برامج الحوارات. الأزمةُ كما هو واضح، لم تبْدأ هذا العام، بل هي مُستمرِّة منذ عامين، لأسبابٍ مُتضاربة. لكنها تندرِجُ في النهاية تحت مقصلة الوضع المالي، الذي يعانيه المنتج العربي. لكن، لم يثن ذلك بعض المحطات عن تجربة أخرى في برامج منوّعات وبرامج حوارية، ستُعرض هذه الفترة، ولو بوتيرة أقل، مما كانت عليه في السابق.

"لمتنا أحلى" على "العربي"
بدأ تلفزيون "العربي"، مساء أمس، عرض أولى حلقات برنامج "لمتنا أحلى"، الذي يُصوَّر ويبثّ من بيروت مباشرةً على الهواء كل يوم الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش، ما عدا يوم السبت. حوارات فنيّة واجتماعية ورياضية مع نجوم الصف الأول، تديرها الإعلامية التونسية، هدى كمال، واللبنانية، رين سبتي، في ساعة واحدة. تُناقَش الأعمال الدرامية، ولا تغيب عن البرنامج فقرة لإعداد المأكولات في الاستديو ذاته. ويتمُّ الاستعانة بالمطرب المصري الشهير، علي الهلباوي، لتقديم ابتهالات دينية، والسيرة الهلالية على عزف موسيقي مُتقَن يقوده الفنان اللبناني، زياد سحاب. إضافةً إلى فقرة خاصّة عن تاريخ الدراما العربية، ومحطّاتٍ لأشهر المسلسلات التي تحفل بها ذاكرة التلفزيون والمشاهد العربي، والتطرُّق إلى هذه الأعمال بعد سنوات طويلة من تقديمها ونجاحها.

ومن المرتقب أن يستضيف البرنامج، الإعلامي، باسم يوسف، في يوم الأربعاء المقبل، وذلك في حوار مشوق ومباشر على الهواء من بيروت. سيتمحور النقاش حول حرية الإعلام في هذه الفترة، والتحضيرات الخاصة بصاحب "البرنامج" للفترة المقبلة، ورؤيته الخاصة للواقع السياسي، إضافة إلى تحضيراته كضيف على مسرح مهرجانات "بيت الدين" في لبنان، في الثالث من آب/ أغسطس المقبل، ولمحة عن البرنامج الخاص الذي سيقدمه.

أوربت
وككلّ عام، تطل قناة "اليوم" التابعة لمحطة "أوربت" بسهرة رمضانية مسائية خفيفة تجمع عدداً من المغنين من لبنان والعالم العربي، وتذهب أيضاً باتجاه المأكولات والتقارير الاجتماعية والفنية الخاصة بمآثر وذكريات الشهر الفضيل. كما ستسلط الضوء على مناقشة واقع الدراما العربية لهذا الموسم مع مختصين ونقّاد، لمدة ساعتين على الهواء مباشرة من بيروت.


غياب
تغيب محطة LBCI اللبنانية، عن أي برنامج منوعات هذا العام، وتعطي الأفضلية للدراما التي تبني عليها الآمال في عدد من الإنتاجات الضخمة. واختصرت شقيقتها MTV قائمة برامج رمضان، على مجموعة من المسلسلات أيضاً، بعدما تشاركت العام الماضي في واحد من أهم البرامج المنوعة "رايتنغ رمضان"، الذي سلط الضوء على الإنتاج الدرامي العربي، وقدم حوارات ساخنة مع صنّاع ونجوم الدراما.

وتغيب أيضاً البرامج الحوارية الفنية من على شاشة MBC، بعد موسم حفل ببرامج حوارية كالـ "المتاهة" الذي قدمته، وفاء الكيلاني، لموسم كامل. وتكتفي MBC اليوم بمشاركة الفنان، رامز جلال، في برنامج مقالب ترفيهي، أصبح أشبه بتقليد موسمي لا زال يحقق نسبة مشاهدة عالية توظفها MBC لمصلحتها، رغم التسريبات، عن أن المقالب أعدّت سلفاً بين رامز جلال ونجوم الغناء والتمثيل في العالم العربي.

ويبدو أن هذا النوع من البرنامج أخذ في الانتشار، فبعد منافسة جلال وهاني رمزي العام الماضي في مقالب "الطائرة" سينافس الفنان المصري ادوار في برنامج مقالب سيعرض على شاشة ONTV المصرية بعنوان "اوعى يجيلك إدوار"، وسيُعرَض برنامج آخر يقدمه، خالد عليش، على شاشة النهار المصرية بعنوان "ميني داعش"، وهو يعتمد أيضاً على المقالب. ومنحت MBC مساحة أخرى للبرامج الدينية التثقيفية كبرنامج "اللهم تقبّل" لعبلة الكحلاوي، و"الإيمان والعصر" لعمرو خالد. وكذلك لبرامج الطبخ، التي تتنافس دوماً في كل المحطات العربية.

طوني خليفة
يغيب مُقدّم البرامج اللبناني، طوني خليفة، عن الشاشة الصغيرة، بعدما شغل لفترة سابقة عدداً من البرامج الحوارية المنوعة على شاشة "القاهرة والناس" المصرية. ويبدو أنّ خليفة فضَّل هذا العام أخذ استراحة من عناء برامج رمضان الفنيّة والاجتماعيّة، التي نجحت في القاهرة أكثر من نجاحها في بيروت. والأخير أنهى موسماً أولاً من برنامجه "وحش الشاشة" على شاشة "الجديد" اللبنانية لم يكن على قدر الآمال والتوقّعات التي حققتها برامج خليفة السابقة، وبدا واضحاً أيضاً أن قناة "القاهرة والناس" المصرية، لم تهتم كثيراً بوجبة برامج المنوعات الحوارية، وأعطت المساحة كما المحطات اللبنانية للدراما فقط.

نيشان
الأزمة المالية التي ألقت بظلّها على المحطات التلفزيونية في السنوات الأخيرة، هي نفسها الأزمة التي أقصت هذه المجموعة من البرامج عن الخارطة الرمضانية. نيشان ديرهارتيونيان، يغيب للسنة الثانية بعد انتهاء عقد عمله مع شاشة "الحياة" المصرية، وتقديم آخر أعماله الحوارية عام 2014، في "ولا تحلم"، البرنامج الحواري الذي وظفه نيشان كعادته في إجراء حوار مع ثلاثين ضيفاً في ثلاثين ليلة. لكن السبب الحقيقي لغياب نيشان في رمضان هذا العام، هو إهمال الإنتاج هذا النمط أو الأسلوب من البرامج، التي تتطلب كلفة مالية مرتفعة قياساً إلى باقي البرامج المنوعة، والتي لا تعتمد فقط على ضيف واحد أو نجم، بل أصبحت تتجه في أمسية واحدة إلى مجموعة من الفنانين أو الكتاب وحتى المخرجين والصحافيين، لتقديم سهرة جامعة، وحوارات بالجملة لم تعد تقتصر على ضيف واحد.


المساهمون