لون من هذا العالم.. لون من غزة

28 ابريل 2016
من المعرض (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تأثرت مجموعة فنانين من غزة بالطبيعة الجغرافية والحضارية والثقافية لمدن الضفة الغربية خلال زيارتهم التي نظمتها مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، والتي ساهمت بتطوير خطوطهم الفنية التي تم ترجمتها على لوحاتهم التشكيلية في معرض "لون من هذا العالم" الفني.

المعرض الذي نظمته المؤسسة وسط مدينة غزة، خرج عن القاعدة، من خلال المواد الفنية التي شملت ألواناً جديدة، ومواضيع مختلفة، وزوايا غير تقليدية، خرجت من عباءة الألم والحصار، وأظهرت جوانب تحاكي الأمل والحياة والطبيعة بإيجابية.

الميزة الأخرى في المعرض الفني أنه ضم لوحات لفنانين فلسطينيين من غزة، ومن الضفة الغربية، في محاولة لكسر الحصار عبر الفن والريشة والألوان، إلى جانب إزالة الحواجز التي تفصل شطري الوطن، من أجل إظهار المعالم الفلسطينية، دون أدنى تمييز، إلى جانب التطرق إلى مختلف الحضارات العالمية.


اللوحات المشاركة لم تضع حداً معيناً للإبداع، حيث غلبت عليها صور المرأة بمختلف حالاتها وثقافاتها، بدءاً بالمرأة الافريقية ذات الرداء الملون والمزين، والفتيات ذات الشعر الأسود، مروراً بفتيات يرقصن، وأخريات يجلسن بين العصافير، إلى جانبها فتاة تطاير شعرها الناعم.
كذلك ضمت اللوحات صورة لفتاة تعزف على عود صُنعت أوتاره من الأسلاك الشائكة، وإلى جانبها فتاة أخرى تعزف على شعرها الذي أمسكته بيدها الأخرى، جاورتها فتاة فلسطينية مُحجبة تلبس الثوب الفلسطيني، وفتاة أخرى تجلس على حقائب السفر، ولوحة تصورها وهي تطير مع شنطتها.


المشاهد الطبيعية كانت حاضرة أيضاً في المعرض، عبر رسومات للأنهار والأشجار والزهور والمناطق الجبلية لمدن الضفة الغربية، إلى جانب رسومات حاكت الطرقات القديمة، ومدينة القدس، كذلك ضمت رسمة لقلعة سحويل، وأخرى لشاب جريح ملقى في العراء.

وتقول منسّقة المعرض داليا عبد الرحمن، أن معرض "لون من هذا العالم" ينظم للمرة الثانية بعد إطلاقه العام الماضي، وسيتم تنظيمه سنوياً ضمن حملة تشجيع القراءة، مبينة أنه يختلف هذا العام من خلال مشاركة بعض الفنانين الفلسطينيين من الضفة الغربية.
وتبين لـ "العربي الجديد" أن مشاركة فناني الضفة لم تكن سهلة، لذلك تم طباعة رسوماتهم في غزة خوفاً من مصادرة الاحتلال الإسرائيلي للوحات، لافتة إلى أهمية كسر الحصار الإسرائيلي، وإزالة أي تفرقة بين الفنانين الفلسطينيين.

بدوره؛ يوضح الفنان محمد العمراني أنه شارك بلوحة كبيرة، حاكت قصة ملهمته "فريدة" وهي فنانة مكسيكية، تستحق الدراسة، عندما أصيبت وهي في التاسعة عشرة من عمرها في العمود الفقري، ولم تستسلم للألم، وكانت ترسم نفسها، وهي ملقاة على ظهرها.


ويبين لـ "العربي الجديد" أنه تأثر بالفنانة المكسيكية لقرب حالتها من الواقع الفلسطيني، خاصة وأنها اتخذت لنفسها شعاراً يقول "أنا لست مريضة، أنا مكسورة، لكنني سعيدة لأنني قادرة على أن أرسم"، لافتاً إلى عمق العبارة التي تحمل أملاً رغم كل المعيقات.
المساهمون